بعد أن سيطر خبر الربيع التركي على الصحافة على مدى أسابيع متتالية، جاءت البرازيل لتخطف الأنظار إلى ما سمي بـ «الربيع الاستوائي». فهذه هي المرة الأولى – بحسب التقارير الصحافية- منذ بدء الحركة قبل أكثر من عشرة أيام، تعلن فيها منظمات من المجتمع المدني وأحزاب يسارية عزمها على الانضمام إلى المحتجين من الطلاب والشباب. ورأى مراقبون أن حراك الشارع البرازيلي شبيه بالتظاهرات الأخيرة التي هزت تركيا أو حتى بثورات «الربيع العربي». وهو ما يأتي ضمن حراك إنساني محتج على حالة التضخم والمساس بالحريات العامة في ظلّ غياب سياسات عدالة تحفظ حقوق وكرامة الإنسان.
وكانت حركة الاحتجاجات الاجتماعية التي هزت البرازيل منذ أكثر من عشرة أيام، توعدت عبر الشبكات الاجتماعية بحشد مليون متظاهر الخميس الماضي في شوارع مئة مدينة برازيلية، للمطالبة بخدمات عامة نوعية، والتنديد بالإنفاق على دورة كأس العالم لكرة القدم التي ستستضيفها البرازيل العام 2014، وذلك على رغم خفض تعرفة النقل العام الذي أقرته الحكومة في الأيام الأولى من التظاهرات. والبرازيليون الذين ثاروا وخرجوا إلى الشوارع في تظاهرات حاشدة عبّروا عن قلقهم من هذه الزيادات في أسعار المواد الغذائية والخدمات، لا سيما في ضوء تاريخ البلاد السابق من التضخم الكبير. ويقترن هذا بارتفاع الطلب على خدمات عامة أفضل في ظل انضمام الملايين إلى الطبقة الوسطى والتحاق الكثير من الشباب بالجامعة.
ويأتي عنف الاحتجاجات في أعقاب نظيرتها في تركيا، ورغم أنها غير شائعة في بلد يتمتع بعقد من النمو الاقتصادي، تمثل تحدياً جديداً للرئيسة البرازيلية ديلما روسيف، ما دفع أحد الاقتصاديين إلى أن يطلق عليها «الربيع الاستوائي» في البرازيل.
من هنا لابد من القول بأنه بات من المستحيل تجاهل مطالب الناس في أي مجتمع من بلدان العالم والتعامل معها على درجة عالية من العنف والعنف المتبادل الذي لن يحقق المرجو منه. لكنه بكل تأكيد ينقل حالة الإحباط التي تعيشها مناطق كثيرة من العالم لا يهم في أي بلد كان سواء كانت قبضته الأمنية عالية أو منخفضة، فالانفجار واحد وعندما ينكسر حاجز الخوف وتخرج الناس إلى الشوارع فهي تفعل ذلك لأن ليس لديها أي حل آخر سوى الصراخ والتظاهر لتقول للحكومة ما لا تريد أن تسمعه.
إن ما حدث في البرازيل يعكس حالة الحراك الإنساني المستاء من السياسات الخاطئة ضد الناس وغياب العدالة الاجتماعية والاقتصادية في ظل استمرار رأسمالية قاتلة تدعم الديكتاتوريات وتفتك بحاجة ومقدرات الشعوب التواقة إلى الكرامة أو حرية مسلوبة. ولهذا فإن الحرية لا تولد مع الإنسان ولا ترى النور إلا من خلال ثورة الإنسان على واقع حياته، بكل معطيات ذلك الواقع، من خلال إعادة النظر في كل القوانين المكبلة لحريات الإنسان الاجتماعية والفكرية والسياسية والاقتصادية، وحقوقه الفردية والجماعية.
ما هو معاش اليوم في المشهد العالمي من حراك جميعه يتكلم بنفس اللغة التي تحاول الأنظمة السياسية قمعها أو طمرها أو تجاهلها، أو البحث عن حلول مؤقتة. وهو ما يعني أن مقاومة التغيير بأي شكل من الأشكال لا يمكن أن يستمر، فذلك الأمر ما عاد مجدياً لأن شعوب العالم أصبحت أكثر وعياً وأكثر تطوراً مع أساليب الاعتراض. كما أن حاجز الخوف قد انكسر، فما عاد أحدٌ يهاب السياسيين والأنظمة، فيصرخ في وجهها دون خوف. هكذا هي حركة الإنسان وهي جزء لا يتجزأ من حراك عالمي بدأ ينشر مفاهيم مغايرة عمّا كان معمولاً به في الحقب السابقة.
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 3945 - الثلثاء 25 يونيو 2013م الموافق 16 شعبان 1434هـ
ثلاثي الأبعاد لكن الجهات 4 أو 5
يقال تراقوا وتراكوا وقالو ترى و ما يندرى وما لي و ما ترى التركي طلع ديك رومي لا يؤذن، بينما القهو التركيه طلعت يمنيه وبرازيليه.. إشلون أو إش لي بدش بالالماني يعني؟ يعن أربع الجهات معروفه بس الخامسه وينها؟