تسير الأمور في البرازيل مستضيفة كأس القارات والمستضيفة المفترضة لكأس العالم 2014 ودورة الألعاب الأولمبية 2016 بشكل متسارع جدا، وبخلاف كل التوقعات، حتى أن حركة الاحتجاجات التي انطلقت ضد غلاء أسعار المواصلات تحولت إلى حركة احتجاج عامة على كل السياسات والخدمات الصحية والتعليمية والإسكانية وغيرها.
البرازيل التي تحدثت عنها في مقال الأسبوع الماضي خشية من أن يصلها الربيع العربي ولكن بنكهة كروية أجدها بعد أسبوع هي قريبة بكثير من هذا الربيع بعد خروج أكثر من مليون متظاهر في مختلف المدن البرازيلية.
الحكومة هناك تحركت سريعا وقامت بتخفيض أسعار المواصلات التي رفعتها بطولة كأس القارات ووعدت بعلاج جميع المشاكل من خلال خطوات عملية.
آخر ما كان متوقعا أن البلاد المجنونة بكرة القدم تستقبل أهم حدثين عالميين بهذه الصورة، بل ان استضافتها كأس العالم 2014 أصبحت مثار شك في ظل ما حدث ويحدث.
منتخبات مشاركة في بطولة القارات نقل عنها أنها ترغب في الرحيل ومنعت لاعبيها من الخروج في شوارع البرازيل في الوقت الذي شددت فيه الحكومة البرازيلية على التعامل الحسن واللطيف مع ضيوف البطولة من لاعبين وجماهير.
بعثة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) حوصرت في مقر إقامتها، ويبدو أن حالة الغضب باتت توجه ضد الفيفا بعد تصريح الأسطورة البرازيلية روماريو أن الفيفا هو المتحكم في حكومة البرازيل وهو صاحب القرارات الفصل في البلاد!.
روماريو الذي يستعد للعب دور سياسي أكثر في المستقبل وكان في صراع مفتوح مع رئيس الاتحاد البرازيلي لكرة القدم استغل ما حدث للتصويب على الحكومة والتعاطف مع مطالب المحتجين التي اعترفت بأحقيتها الرئيسة البرازيلية أيضا.
ما رافق البطولة من مظاهرات واحتجاجات سرق الأضواء حتى الآن من البطولة نفسها التي لم ترتق فنيا إلى المستوى المأمول في ظل كثرة المنتخبات الهزيلة فيها بانتظار الدور نصف النهائي بين الأربعة الكبار لمشاهدة كرة القدم الحقيقية.
البرازيل إلى أين تسير في استضافتها أهم حدثين عالميين لا أحد يعلم، فالأمور باتت أكثر تعقيدا وتداخل فيها الرياضي بالسياسي بالصراعات المختلفة.
كأس العالم والألعاب الأولمبية ليستا حدثين عاديين بل هما أهم حدثين عالميين ولذلك نجد أن الفيفا واللجنة الأولمبية الدولية مربكين في الفترة الحالية، وباتت الحكومة البرازيلية في موقف صعب فهي كانت تمتلك الكثير من الطموح لتسويق البلاد من خلال البطولتين في حين أن المحتجين نظروا للجوانب السلبية في الاستضافة من غلاء الأسعار وغيرها.
المليارات التي صرفت وتصرف لتأمين الاستضافة اعتبرها المحتجون استثمارا في غير محله إذ كان الأولى الاستثمار في المجال التعليمي والصحي والسكني والاقتصادي وتوفير فرق العمل وليس الاستثمار رياضيا بهذا الحجم.
بالفعل الرياضة عموما وكرة القدم خصوصا تمر بمرحلة تطورات كبرى باعتقادي وإذا ما كبح جماح الإسراف المبالغ فيه عالميا وخصوصا في دول تعاني اقتصاديا ومنها إسبانيا وإيطاليا فقد تكون الكرة بوابة الانتفاضات المستقبلية.
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 3944 - الإثنين 24 يونيو 2013م الموافق 15 شعبان 1434هـ
امم
سبب مشاكل البرازيل واضحة
تدخل إيران فيها XD
الى جهنم
البرازيل إلى أين؟
جهنم اكيد 100 %