بدأت الشركات العربية تتجه نحو عمليات التعهيد الخارجي للخدمات في ضوء الأزمة المالية العالمية. كما بدأت هذه الشركات تتطلع الى عمليات التعهيد الخارجي التي تتمثل بنقل مهمات أداء الخدمات إلى جهات خارجية كحل مناسب لتخفيض انفاقها التشغيلي.
ويرفع التعهيد الانتاجية وينقل الخبرات ويخفض النفقات غير أنه لا يعتبر حلا مناسبا للاستغناء عن الفئات الوظيفية الداخلية لأية شركة.
تشهد هذه الفترة الحرجة توجها ملحوظا نحو التعهيد الخارجي. وبرهنت عدة قطاعات اقتصادية في الخليج عن قدرة واسعة على المنافسة الدولية، ما يستلزم خبرات عالية تستطيع الحصول عليها عبر التعهيد الخارجي ولاسيما في الأسواق التي لا تتواجد فيها فعليا.
ومن المتوقع أن ينتشر مفهوم التعهيد بشكل كبير في العامين المقبلين حيث سيبلغ حجم عمليات التعهيد أكثر من 18 مليار دولار على نطاق الشرق الأوسط بأكمله.
ولا يقتصر مفهوم التعهيد على الاستعانة بالخبرات الدولية والقدرات العالمية لخدمة سوق المنطقة، بل يتعداه الى توظيف الخبرات المحلية المتخصصة في هذا المجال.
وعلى عملية التعهيد أن تصاحبها المعرفة المعمقة بموارد وقدرات المعهد إليه للتأكد من قدرته على تنفيذ العمل.
وننبه إلى اهمية تبني أعلى المعايير السرية في عملية التعهيد، إذ إن المعهد إليه يتعامل مع عدة شركات منافسة لبعضها بعضا.
ونؤكد هنا أهمية التعهيد المحلي بدلا من التعهيد الدولي حيث تخفق الشركات الدولية في الكثير من الأحيان بتصميم حلول تعهيدية ناجحة لقطاعات الأعمال والمؤسسات الحكومية لجملة الاحتياجات النوعية التي يتطلبها الزبائن في المنطقة والتي يتعذر على الشركات الدولية تحديدها وتلبيتها بالطرق المناسبة.
وتشمل عمليات تعهيد تقنية المعلومات ونظم إدارة العلاقات مع الزبائن ومراكز الدعم وخدمات الويب والصيانة عن بعد والتراسل من خلال البريد الإلكتروني والدعم التقني وتعهيد الخدمات المعلوماتية عالية التخصص كالمعلوماتية الحيوية والمعلوماتية الكيميائية بالإضافة إلى تعهيد العمليات الإدارية وتعهيد العمليات الهندسية كخدمات أنظمة المعلومات الجغرافية والتصميم الهندسي باستخدام الكمبيوتر وتعهيد مراكز الاتصال وتطبيقات المعالجة الرسومية مثل الرسوم المتحركة والأفلام والوسائط المتعددة بالإضافة إلي تعهيد تطوير المحتوي وتطبيقات نظم المعلومات الداخلية وإدارة الوثائق وخدمات شئون الموظفين والإجراءات الطبية والقانونية والبحث والتطوير والتحليل وغيرها.
وبدأت القطاعات المحلية بتنويع جهات التعهيد التي تتعامل معها حيث تستحوذ الشركات العربية على نصيب كبير من عمليات التعهيد تبلغ نحو 35 في المئة وهي شركات من مصر والأردن ولبنان.
وستشهد صناعة التعهيد طفرة كبيرة لتميزها في تخفيض التكاليف التشغيلية والذي تحتاجه الكثير من الشركات في ضوء الأزمة المالية العالمية
العدد 2466 - الأحد 07 يونيو 2009م الموافق 13 جمادى الآخرة 1430هـ