دعت ممرض متخصص ومنسق رعاية مرضى السكري بمجمع السلمانية الطبي إيمان خليل الأنصاري مرضى السكري إلى الالتفات إلى أهمية مراعاة جانب الصيام لدى مريض السكري، حيث يتحتم على المريض أن يستشير طبيبه قبل الشروع في الصيام حتى يراجع مستويات السكر في الدم لديه ويقوم بفحصه للتأكد من أن التفاوت في مستويات السكر وصحته العامة يسمحان للمريض بالصيام.
وأشارت إلى عدد من النقاط المهمة، منها أنه يجب على المريض أن يأخذ جميع أدويته إلى طبيبه المشرف؛ بعد فحصه للتأكد من تحمله للصيام، حتى يقوم الطبيب بتنظيم جرعات الأدوية وأوقات أخذها، فمن أهم ما يمكن أن يتعرض له المريض هو هبوط السكر أو الارتفاع الشديد في مستوياته وما يصاحبه من حموضة الدم الكيتوني، حيث إن الصيام يؤثر على الطريقة التي يتعامل بها الجسم مع السكر في الدم، ونتيجة الخلل في إفراز الهرمونات لدى مريض السكري، يقل مستوى الجلوكوز والانسولين، فيقوم الجسم بإنتاج الطاقة من الدهون والجليكوجين ليعوض النقص في مستوى الجلوكوز فيعرض الجسم لارتفاع مستويات السكر وإمكانية حموضة الدم الكيتوني، كما أن نقص مستويات السكر في حد ذاته، يعرض المريض لخطر هبوط سكر الدم، وما يصاحبه من خطر غيبوبة السكر. وقالت الأنصاري: «على المريض أن ينهي صيامه ويتناول سوائل سكرية ونشويات عند هبوط مستوى السكر لأقل من 3.3 ملمول/لتر. أما عند ارتفاع السكر إلى أكثر من 16.7 ملمول/ لتر فيجب على المريض إنهاء صيامه فوراً واللجوء إلى المساعدة الطبية في كلتا الحالتين.
وأكدت أهمية فحص مستوى السكر عدة مرات أثناء فترة الصيام لتلافي خطر الهبوط أو الارتفاع في مستويات سكر الدم غير المصاحب لأعراض ارتفاع أو هبوط مستويات السكر.
وأكدت أهمية التزام المريض بنظام غذائي صحي متوازن وممارسة الرياضة المعتدلة بشكل دوري ويومي، حيث إن ذلك من شأنه أن يساهم في ضبط مستوى سكر الدم أثناء الصيام وتلافي مضاعفات ارتفاع وهبوط سكر الدم.
وقالت: «إن مرض السكري من الأمراض المزمنة الأكثر انتشاراً في المجتمعات، وعلى رغم ما يظهره هذا المرض المزمن من سهولة العلاج؛ فإن المضاعفات المرتبطة به وتأثيره الممتد على جميع أعضاء الجسم الحيوية تجعله من الأمراض المستوجبة للعلاج المنضبط».
وأشارت إلى أن الدراسات وجدت أن التحكم المنضبط بمستويات سكر الدم مع الغذاء الصحي وممارسة الرياضة يشكلان الدعامة الأساسية لعلاجه وتلافي بعض المضاعفات وتأخير ظهور بعضها الآخر.
وذكرت أن أفضل أوقات ممارسة الرياضة هو بعد تناول وجبة الإفطار بحوالي ساعتين بالمستوى العادي للنشاط البدني. و يفضل تأخير وجبة السحور قدر الإمكان، وتناول الكربوهيدرات بطيئة الاحتراق لمد الجسم بالطاقة لفترة أطول أثناء الصيام في وجبة السحور كالحبوب الكاملة، العدس والخبز العربي، ولابد أن تشتمل أيضاً على حصة معتدلة من الفاكهة والخضراوات والسلطة. أما عند الإفطار فنصحت المريض بالحرص على تناول كميات قليلة من الأطعمة السكرية أو النشوية مثل الحلوى الشرقية أو الطعام المقلي لتجنب زيادة الوزن.
كما نصحت مرضى السكري بقياس وزن الجسم كل بضعة أيام للتأكد من المحافظة على الوزن المثالي عن طريق الأغذية الصحية.
ونصحت بشرب الكثير من السوائل لتعويض الجفاف حيث إنها من الأمور الرئيسية أيضاً لدى مريض السكري الصائم. فنقص السوائل لديه غير أنه يعرضه للجفاف، فانه يزيد من احتمالية تخثر الدم وارتفاع سكر الدم.
العدد 3943 - الأحد 23 يونيو 2013م الموافق 14 شعبان 1434هـ