في مرحلة عمرية ما في عمر كل إنسان يعاني نحو 9 أشخاص من كل 10 من آلام في الظهر. وتكون المشكلة في معظم الحالات في الجزء الأسفل من الظهر. وبالنسبة لعرق النسا، فهو يعتبر مشكلة عامة ومعقدة، وأسوأ أنواع أوجاع الظهر على الإطلاق. حيث يبدأ من أعلى الردفين في أسفل الظهر، ويمتد إلى الفخذ والساق من الخلف، وحتى القدم.

عصب عرق النسا هو عصب طويل، وهو أكبر عصب حيث يبدأ من الجزء السفلي من فقرات العمود الفقري والتي تسمى جزع (جذور) الأعصاب. ويمتد العصب في كل من الأرداف وإلى أسفل حتى يصل إلى الأرجل من الخلف. وإذا حدث أي ضغط أو ألم في جزع الأعصاب، يؤدي ذلك إلى حدوث ألم في مؤخرة الظهر، وألم أيضاً في الأرداف والأرجل. وأساس هذه المشكلة يمكن أن يكون بسبب وجود خلل في فقرة من فقرات الظهر، ولكن في أغلب الحالات يكون السبب غير معروف.

وفي بعض الحالات، يكون الألم شديداً جداً لدرجة أن الشخص يجد صعوبة كبيرة في المشي. كما يرتبط دائماً مدى شدة الألم بمدى صعوبة الحالة. وبالعناية الصحية الجيدة، يمكن التغلب علي هذا الألم بسرعة كبيرة، حيث إن هناك أشخاص تصل حالتهم إلى ذروتها، ولكن مع العناية الجيدة يستطيعون الشفاء تماماً خلال أسابيع قليلة.

من الأسباب الشائعة للإصابة بعرق النسا:

- الجلوس لفترة طويلة.

- الإصابة السابقة بالفتق أو الانزلاق الغضروفي.

- الضغط القوي على العمود الفقري خلال الحمل.

- الوهن العضلي.

- السقوط أو الانزلاق على أرض غير مستوية.

العلاج وتجنب الإصابة

- ينصح بالراحة التامة في الفراش لمدة تصل إلى 48 ساعة وتناول المسكنات العادية لتسكين الألم. وعندما يشعر المريض بالقدرة على المشي، فعليه محاولة ذلك ولكن ببطء وحذر شديدين.

- هناك بعض الحالات التي يشعر فيها المرضى بالراحة إثر استخدام الماء الدافئ أو البارد: ومن المفيد جداً استخدام أكياس المياه الباردة لمدة (5) أو (10) دقائق في خلال الـ48 ساعة منذ بداية الإصابة. وبعد هذه الفترة سيجد المريض أن استخدام الماء الدافئ يوفر له شعوراً أكبر بالراحة. كذلك يعتبر العلاج الطبيعي أو التدليك مفيداً في بعض الحالات.

- وفي حالة شعور المريض بأعراض مؤلمة في البداية، أو في حالة عدم حدوث أي تحسن في الحالة (عدم الشعور بالراحة إطلاقاً) في خلال أسبوع منذ بداية الشعور بالألم، حينها يجب استشارة الطبيب لعمل الفحوصات اللازمة لتحديد العلاج المناسب للحالة.

- يمكن أيضاً أن يصف الطبيب للمريض بعض العقاقير ذات التأثير الأقوى لتخفيف الألم.

- إذا كانت آلام عرق النسا مشكلة مزمنة، فيجب استشارة الطبيب للتوصل إلى حلٍ جذري.

- لا يلجأ الأطباء في هذه الأيام إلى إجراء أية عمليات جراحية إلا إذا دعت الحاجة لعلاج الحالة لذلك.

- هناك أيضاً بعض الإجراءات الوقائية التي يمكن أن يمارسها المريض لتجنب حدوث آلام الظهر، مثل القيام ببعض التمارين الخفيفة وتمارين اللياقة، والجلوس بطريقة صحيحة أثناء العمل، ورفع الأشياء الثقيلة بشكلٍ سليم.