عبر القرون، وإلى يومنا هذا، والمجتمعات في كل بقاع الدنيا، تحاول حل إشكالية العلاقة المعقدة المبهمة بين الدين والسياسة. من بين تلك المحاولات مدرسة فكرية سياسية تفرّق بين دخول الدين في حقل السياسة كقيم أخلاقية وسلوكية لكي تسمو بالممارسة السياسية وتبعدها عن قبول المكيافيلية التي تجيز ممارسة الكذب والخداع والفصل بين الأخلاق والسياسة، وبين دخول الدين في حقل السياسة من خلال رجال دين مهيمنين على مجريات الحياة السياسية أو من خلال مؤسسات دينية تدَعي قربها من وتحدّثها باسم الذات الإلهية، وبأن ذلك القرب يعطيها الحق في امتلاك السطوة والنفوذ لتوجيه أمور الحكم وقيادة مؤسسات السلطة.
ممارسة الشقّ الثاني من المعادلة في مجتمعات الغرب، من خلال التدخلات السافرة الانتهازية من قبل الكنيسة في شؤون الحكم والسياسة، هو الذي أدّى إلى طرح مفهوم العلمانية الكاملة الشاملة التي قادت إلى الفصل الكامل المبالغ فيه أحياناً بين كل تمظهر للدين، خصوصاً مؤسساته ورجالاته، وبين الحقل السياسي. وعندما صرخ دنيس ديدور صرخته الشهيرة: «دعنا نخنق آخر ملك بمصارين آخر قس»، فإنه عبَّر عن أقصى درجات الانتقام من ثنائي مؤسسة الحكم الاستبدادي ومؤسسة التنظيم الديني. لقد كانت تجربة الغرب مع الكنيسة صاخبة ومفجعة.
في بلاد العرب والمسلمين الآن ينطق بعض رجالات الدين الإسلامي بأقوال، وتتصرّف بعض مؤسساته بقرارات وأفعال تذكّر الإنسان بالحماقات التي ارتكبتها الكنيسة وبعض رجالاتها في غرب العصور الوسطى التي لم تؤدّ فقط إلى فقدان الكنيسة مكانتها ونفوذها وتواجدها الدنيوي، وإنّما أيضاً إلى أفولها الروحي والرمزي. وهكذا فقدت مجتمعات الغرب مصدراً قيمياً روحياً كان بإمكانه المساهمة في تخفيف حدّة توحّش وأنانية بعض أنظمتها وممارساتها السياسية والاقتصادية.
من هذا المنطلق نطرح الملاحظات والأسئلة التالية بعد أن تشوّهت مؤخّراًَ في بلاد العرب والمسلمين العلاقة بين الدين والسياسة وأصبحت إشكالية كبرى تحتاج إلى مواجهة صريحة وصادقة.
أولاً: لقد قيل وكتب الكثير عن الظاهرة الجهادية العنيفة الإرهابية التي تجذّرت في الوطن العربي وفي العالم الإسلامي، وامتدّت إلى أصقاع الأرض، لتصبح منهجاً له فكره وتبريراته وأساليبه الدموية. إنه منهجٌ يستعمل يومياً بتعسُّفٍ وبقلّة مروءةٍ في صراعات ومواجهات سياسية لا تمتُّ بأية صلة لمقاصد الدين الإسلامي ولسموّ قيمه. لقد ديس على قيم العدل والقسط والرحمة والسّلام، وكل القيم الإسلامية الإنسانية الأخرى المبهرة، باسم الجهاد والمقاومة وحقوق هذه الجماعة أو تلك. وهكذا أدخل الدّين في لجج السياسة في الداخل والخارج، لا كمرجعية قيمية وأخلاقية ضابطة للممارسة السياسية، وإنّما كمصدر للانتقام المبتذل وللصراع العبثي وللتخلف المفجع في فهم مقاصد الدين الكبرى.
ثانياً: لقد أفرزت حقبة ما بعد ثورات وحراكات الربيع العربي في بعض الأقطار العربية وصول بعض الأحزاب التي ترفع شعارات الإسلام السياسي، وذلك من خلال انتخابات نزيهة شفّافة، وصولها إلى مراكز قيادات الحكم والسلطة. غير أن رجالات تلك الأحزاب لم يتصرفوا باسم الدولة التي يقودون ويحكمون وإنّما باسم الأحزاب التي ينتمون إليها، أي باسم الدين الذي تدّعي تلك الأحزاب أنها تدافع عنه. ومع الأسف فقد أظهرت الأيام والأحداث أن فهم تلك الأحزاب لذلك الدين لم يزد عن كونه فهماً مذهبياً طائفياً لا دخل له بدين الإسلام الجامع المتسامح.
لقد تجلّى ذلك أكثر ما تجلّى في التعامل مع الوضع المأساوي الحزين في سورية، فنظر إليه لا كحراك شعبي ثوري من أجل حكم ديمقراطي وإنّما كصراعٍ طائفي بين مذهبين إسلاميّين. والنتيجة كانت أنواعاً من الأخطاء غير المبرّرة التي ارتكبتها أنظمة الحكم الإسلامية في دول من مثل تركيا ومصر وتونس. لقد تغلبت مصالح والتزامات الحزب على مصالح والتزامات الدولة باسم زج خفي مذهبي للإسلام في حلبة صراع سياسي.
ومرّةً أخرى لم يلعب الإسلام دوراً من خلال قيمه وسموّ أخلاق رسالته، وإنّما من خلال مصالح رجال ومؤسسات تدّعي النطق باسم هذا الدين المبتلى.
ثالثاًَ: دعنا نضيف إلى ذلك تدخُّل بعض السلفيين المتزمتين، المتواجد بعضهم في مؤسسات الحكم، في حياة الأفراد لا من خلال الوعظ الحسن، وإنّما من خلال الضغوط والعنف، ونضيف وجود عشرات المحطات الفضائية الدينية الناطقة باسم هذه الجماعة أو تلك، والتي تسمّم الأجواء السياسية وتبثّ سموم الفرقة والتخاصم وترفع شعارات العنف والتصلّب. ونضيف خطابات الكراهية والتحقير والتشويه التي تتبنّاها بعض وسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية ضدّ مطالب سياسية بحتة يرفعها المنتمون لهذا المذهب أو ذاك. ونضيف الجنون الجديد الذي ابتدع ونقل جهاد المسلم من دار الحرب إلى دار المسلمين؛ جهاد المسلم ضدّ أخيه المسلم، وذلك كله باسم أجندة طائفية متخفية مقنّعة.
إذا أضفنا ذلك وأكثر أدركنا المحنة التي وصلت إليها مجتمعاتنا باسم زجّ خاطئ أو غير منضبط أو انتهازي للدين الإسلامي في أتون السياسة. زجٌّ لا دخل له بالقيم وإنّما مغموسٌ بمصالح الرجال والمؤسسات المدّعين النطق باسم الإسلام.
والسؤال: هل يا ترى سيستطيع مناضلو الربيع العربي حماية الدين وحماية السياسة من جنون العابثين؟
إقرأ أيضا لـ "علي محمد فخرو"العدد 3940 - الخميس 20 يونيو 2013م الموافق 11 شعبان 1434هـ
لازلت وزير تربية بمقالاتك
لازلت دكتور وزير تربية بمقالاتك الجميلة
حكيم
يارية رجالات الدولة ياخدون بنصائحك
من الاستعمار والاقطاع شيء بشيء يذكر
عاد يمكن إشوي من القدم أو من تاريخ الشعوب. عمر المختار ناضل الاستعمار وشنقوه بس صدام حسي ن بعد شنقوه. حالات الشنق وإصابة معمر القذافي بالرصاص بعد من الاستعمار. يعني اليوم مطلوب محاكمة صقور البيت الابيض على الفتن والاستعمار ونهب الشعوب. ويقلون ليلى في العراق مريضه. ليش ما في أطباء في البحرين يعني إمهدلينهم وحتى مرضاهم صاروا يكسرون الخاطر. هذا السمك في الماي بكي بس الناس تتطمش ولا تستنكر ولا تنكر منكر. لكن الامر لله إذا أراد أمرا أن يقول له كن فيكون. ويش ربيع عربي أو طرق تخريب المشرق العربي ..
جوهر المشكلة
المشكله ليست في رجال الدين او رجال السياسة . كلاهما بشر و حبهما للسيطرة غير محدود. المشكله في عدم وجود اليه للتجديد و للتغيير و عدم و جود بنيه تحتيه قانونيه و تطبيقها
تحولت الربيع العربي الى الدمار العربي
نعم الدمار العربي
الحج والعمره والتجاره شطاره
يقال من المفسدين في الارض كانوا يهود والبعض قال نصارى مشتركين وياهم. واليوم الفساد في البر والبحر وبين الناس منتشر ويش صاير حرب على فساد بدون إسلاح. قال جحا ما دام الاسلام سلم ليش الدبابات والاسلحه عجل. ويش سووها أولاد إبليس شبوا الفتنه وجابوا مستشارين أمنيين بعد وعطوهم فلوس وزادها سعير. يعني جاء إكحلها ما عر إيحلها وجاء يطببها إعتداء صارخ على الاطباء. ليش قال حجي جحا بعد مارح الحج والعمره علشان الاطباء ما يعرفون يعالجون مسألة البحرين. مو عدل شاطر شاطر والشيطان شاطر؟
سوءنيه أو حسن أو ونين وحنين وهرب الضمير
كلما أشعلوا نارا أطفأها الله.. يكيدون للناس ويبايعونهم ويشترونهم – يعني تجارة بالبشر وهي من المحرمات في الاسلام وليست من المباحه. والسبب بسيط هذا الانسان له كرامه من عند الله أعطاها إيها عليه المحافظه عليها كما على الاخرين إحترامها ومساعدته وليس إستغلاله. وبس عاد ويش الواحد إيسوي واحد حاط له لحيه ويشرعن ويفتي ويقول ما لا يقال ويتقول على النبي ويدعي أن الله قال وعلان قال وفلاتان قال. ويش وصلنا الى حاله من حالة الفلتان الامني والفساد الاخلاقي ولا في ضمير يعني؟ يمكن طلع إجازه وبدون رجعه ليش؟
من الحروب العالميه التي أشعلوها اليهود أو ما سموا حينها بالنازيين. أحرق النازي هتلر اليهود من جلدته لا لشيء الا انه لم يري فيهم فائده للمجتمع ويفتنون ويشعلون الحروب ويعلمون أعمال سحر وشعوذه وإحضار جن يعني. ما يندره هتلر كان على صواب في هذه او لا؟ اليوم الحرب على الارهاب ليش؟مو يحتاج بعد محرقه لمن حرف الدين وتاجر بالبشر وأفسد وأظهر الفساد في البر والبحر.. بس يكفيك تذكر البحرين قبل 50 سنه واليوم لا بحر لا زراعه من ويش هذا كله؟
التمويه والتمويل
الدين دين القييمه.. والدين المعامله وإن الدين عند الله الاسلام وبدون سلام ما في إسلام. فلما الاحتراف والاحتراب وكيف حرف الدين. يا ساده ياكرام صلوا على البدر التمام. هذا في قريش كان يهود من بني ..يعني يطيعون الصنم ولا يطيعوم الله. ينصبون ويحتالون على الناس بأي وسيله وبأي طريقه. همهl المال وجمعi. اليوم تلاحظ كثرة البنوك الاسلاميه على الطريقه الامريكيه. يعني عبادة مال وقتل الناس وإشعال الفتن وحرايق تحرقهم ولا ينتهون عن منكر عملوه ويدعون الناس ليتقتلوا وما عليهم الا تمويه وتمويل
قبل الكارثة
هذا كلام إستراتيجي على المستوى الدولي يجب دراسته لحماية المجتمعات من الانهيار و أما مسرحية السنة و الشيعة فهي الكارثة القادمة بقوة. أيها الناس احذروا الانزلاق وراء الطائفية و أحذروا يا أهل البحرين فانتم المستهدفون القادمون.
الحل بسيط
الدين الأسلامي لا يدعو لمثل هدة المواقف . ان اراد المسلمين الخروج من هدا المأزق عليهم عمل ألقتراح البسيط التالي : نصب المشانق في كل حي وناحيه وتعليق اصحاب اللحي لأنهم اساس البلاوي ومنع التحدث في الدين علي الفضائيات وترك الناس ليعبدوا ربهم بدون وصايه . ربما تصطلح الأمور بعد دلك .
مقال رائع يادكتور..
بس لمن تخط ولمن تقرأ
مقال راقي ويحتاج لمن يفهم الدين فهم صحيح
حال المسلمين هذه الايام يذكرني بالوضع القائم ايام الجاهليه قبل الاسلام والممارسات الخاطئه التي كان يقدم عليها الشخص ضنآ منه انها ستقربه الى الله لفهمه الخاطيئ لذات الله وقد كان هدف الرساله تصحيح هذا الفهم الخاطيئ لله سبحانه وتعالى ويؤسفني القول اننا فعلآ نعيش الان عصر الجاهليه والامه بحاجه ماسه للرجوع الى العقل
إنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق. لا بتدمير الاخلاق
مهام الاديان السماوية هي تقويم الانسان والعمل على رقع القيم الاخلاقية ولا يهم ان تكون هذه القيم لدى السياسيين ام غيرهم. فالسياسيين هم بشر كغيرهم يجب ان يشملهم ذلك التهذيب الاخلاقي. وكونهم على قمة الهرم فهم الاولى بالتقيد بهذه القيم الدينية.
وأما مسألة الجهاد والتي حرّفت وانقلب مفهومها خاصة في زمننا الذي استغلها بعض المحسوبين على الدين لتضليل جهلة المسلمين واستغلال دمائهم
فقد اتضح للعالم مدى كذب ودجل هؤلاء المحسوبين على العلماء
ضرورة فصل رجال الدين عن السياسة
ضرورة فصل. رجال الدين عن السياسة اذا ارادوا التحدث بصفتهم الدينية اما كمواطنين عاديين من حقهم ابداء الرأي فقد ثبت ان الدين يتحول لاداة لقمع المعارضين و تخدير المجتمع عن المطالبة بابسط حقوقه