انعقد مؤخراً بصالة وزارة التربية والتعليم منتدى حول ظاهرة العنف على المدارس بتنظيم من «لجنة البحرين الوطنية للتربية والعلوم والثقافة» بوزارة التربية والتعليم وبالتعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو). وقد شاهدت خلالها من معرض صور المنتدى، وسمعت من المتدخلين أخباراً وأرقاماً مخيفةً لجأت معها إلى البحث عن صور أخرى مشرقة في علاقة المجتمع المحلي بالمدرسة وخصوصاً المتخرجون منها أو فيما حبره الشعراء عنها وفيها.
نعم، لطالما قرأنا عن العنف في الفضاء المدرسي، وغالباً ما كانت أشكاله تتراوح بين العنف بين الطلاب أو بين الطلاب والمعلمين لأسباب أو لأخرى، ونظراً لتفشّي الظاهرة في الكثير من بلدان العالم فقد قامت أعتى المنظمات التربوية وأعني اليونسكو بإصدار دليل تربوي تحت عنوان «وقف العنف في المدارس... دليل المعلم»؛ للإسهام في تنفيذ برنامج «التعليم للجميع»، وعقد الأمم المتحدة الدولي لثقافة السلام واللاعنف من أجل أطفال العالم (2001 ـ 2010)، وهو دليل يندرج أيضاً في إطار متابعة التقرير العالمي عن العنف ضد الأطفال لعام 2006.
غير أن العنف على المدارس ومن خارجها، ولربما من أبنائها أنفسهم، ظاهرة يألم لها كل إنسان، فما بالك بطالب العلم أو المعلّم! نعم، لربما يكون مصدر هذا العنف المسلط على المدارس الحروب التي تشهدها بعض المناطق الساخنة في العالم؛ حيث تكون المدارس عرضةً للقصف خصوصاً إذا اتخذها أحد أطراف الصراع ملجأً له، وهذا ربما ما حدا باليونسكو إلى إصدار تقريرين أحدهما بعنوان «التعليم عرضة للاعتداء» (2007)، والثاني موسوم بـ «التعليم في مرمى النار» (2010)، وهذه العناوين مع أشغال المنتدى المذكور أعلاه تدفعني دفعاً كما أسلفت، كي أنبش في الأشعار وجميل التجارب لعلّي أظفر بما يزيح عني هذا الكابوس.
لا غرو أن المدرسة تعدّ الإنسان للحياة السليمة، إذ هي تقدّم إلى الأطفال من التربية والتهذيب وأصناف العلوم والخبرات ما يساعد على تحقيق الرقي والازدهار، وفي ذلك قال أمير الشعراء أحمد شوقي:
أنا المدرسة ُ اجعلني
كأمٍِّ، لا تملْ عنِّي
أنا المفتاحُ للذَّهــن
أنا المصباحُ للفكرِ
تعالَ ادخلْ على اليُمْن
أنا البابُ إلى المجد
فقد شبّه أحمد شوقي المدرسة بالأمّ، بالمصباح وبالباب الذي يلج منه الإنسان إلى المجد، وفي ذلك ما فيه من الإجلال للمؤسسة التربوية لكونها تزوّد طلابها بوسائل المعرفة المختلفة وتتجسد فيها قيم المواطنة ومبادئ الدين الحنيف.
ويتغنى الشعراء بصورة المدرسة بين البنيان ويعتبرونها البناء الأجمل الذي يسكن حبُها قلوبَهم، حيث قال شاعر آخر:
مدرستي يا نوراً يُقبِل....
ما أبهى حسنك ما أجمل!
ما أروع صورتك المثلى!....
بين البنيان هي الأفضل
مدرستي حبك في قلبي....
إن أغدو نحوك أو أرحل
كما يعترف الشعراء لمدارسهم بالجميل وبالفضل في بناء أرواحهم وأجسادهم فينشدون أروع الكلمات التي ينبغي على طلابنا أن يتمثلوها ويحفظوها ويعملوا بها، فقد قال الشاعر :
هي مدرستي ما أحلاهـا....
ما أعذب منبعها الدانـي
تبني روحي تبني جسدي....
وغداً سأكون أنا الباني
أبني وطني أبني وطني....
أبنـي أمجاد الإنسان
ومن مظاهر الاعتراف بالجميل للمدرسة، ما تجاوز القول والشعر إلى الفعل؛ فغير قليل ممّن أعرف عادوا بعد سنين إلى مدارسهم الابتدائية، وأغدقوا عليها بالعطاء فبنوا لها الأسوار المتهالكة، وشيّدوا صفوفاً جديدة، وأثثوها.
وأما على المواقع الاجتماعية، فقد تكوّنت مجموعات تسمي نفسها باسم المدرسة الابتدائية التي انتموا إليها يوماً ما، وقد صار أعضاء هذه المجموعات كهولاً وتفرّقت بهم السبل في مسارات الحياة، ولم يجمعهم بعد عقودٍ سوى الوفاء لاسم مدرستهم؛ فعادت علاقات وعلاقات بين أصدقاء الطفولة من خلال العرفان لمدرستهم الأولى بالجميل، وتجاوزوا العالم الافتراضي ليلتقوا في يوم العلم بمدرستهم الابتدائية ويفاجئوا الهيئة التعليمية والإدارية بالمقترحات والهدايا.
إنّ العنف على المدارس ليس له دواء سوى الوفاء للمدارس نفسها من قبل خريجيها بزيارتها ومقابلة المعلمين وطلاب المدرسة الجدد، حتى يتعلموا منهم الحب والوفاء للمدرسة التي علمتهم، فينشأوا بذلك على برّ المدارس كما برّ الوالدين.
ومن جهتي، لا أدري لماذا لا أستطيع أن أنسى هذه الأبيات الرائعة التي حفرت عميقاً في وجداني منذ سني المدرسة الأولى، فكانت لي ولرفاقي حتى اليوم بمثابة التسبيحة والورد اليوميّ حيث قال الشاعر:
إليك يا مدرستي تحية زكية
آتيك دوماً فرحاً في الصبح و العشية
فأرتقي منك إلى درجة عليّة
أنت لنا صديقة مخلصة وفيّة
إقرأ أيضا لـ "سليم مصطفى بودبوس"العدد 3937 - الإثنين 17 يونيو 2013م الموافق 08 شعبان 1434هـ
شعار جميل
هي مدرستي ما أحلاهـا....
ما أعذب منبعها الدانـي
تبني روحي تبني جسدي....
وغداً سأكون أنا الباني
المدارس
المدارس خط أحمر إنسانيا
فكرة حليوة
وأما على المواقع الاجتماعية، فقد تكوّنت مجموعات تسمي نفسها باسم المدرسة الابتدائية التي انتموا إليها يوماً ما، وقد صار أعضاء هذه المجموعات كهولاً وتفرّقت بهم السبل في مسارات الحياة،
واش رايكم نعمل مجموعات على الفايس
يلا بن شوف
ما أحلى هذه الكلمات عن المدرسة
أنا المدرسة ُ اجعلني
كأمٍِّ، لا تملْ عنِّي
أنا المفتاحُ للذَّهــن
أنا المصباحُ للفكرِ
تعالَ ادخلْ على اليُمْن
أنا البابُ إلى المجد
شكرا تقارير مهمة
«وقف العنف في المدارس... دليل المعلم»؛ للإسهام في تنفيذ برنامج «التعليم للجميع»، وعقد الأمم المتحدة الدولي لثقافة السلام واللاعنف من أجل أطفال العالم (2001 ـ 2010)، وهو دليل يندرج أيضاً في إطار متابعة التقرير العالمي عن العنف ضد الأطفال لعام 2006.
مهم تكون منها نسخ في المدارس
نعم هذا من الحلول الممكنة
إنّ العنف على المدارس ليس له دواء سوى الوفاء للمدارس نفسها من قبل خريجيها بزيارتها ومقابلة المعلمين وطلاب المدرسة الجدد، حتى يتعلموا منهم الحب والوفاء للمدرسة التي علمتهم، فينشأوا بذلك على برّ المدارس كما برّ الوالدين.
تسلم
بارك الله فيك يا استاذ سليم جمال الشريف
إليك يا مدرستي تحية زكية
أستاذ والله مشكور على المقال الخفيف والجميل
ذكرتني بهذه الأبيات الشعرية بأيام زمان