العدد 3936 - الأحد 16 يونيو 2013م الموافق 07 شعبان 1434هـ

«تمكين»: تأسيس ثقافة التعليم المستمر

جناح «تمكين» في معرض البحرين لتقنية المعلومات 2012
جناح «تمكين» في معرض البحرين لتقنية المعلومات 2012

منذ تأسيسها في العام 2006، تعتبر «تمكين» التعليم من أبرز أولوياتها وينبع هذا الاهتمام من إدراك «تمكين» لأهمية التعليم في تحقيق الأهداف الاستراتيجية التي أسست من أجلها في النهوض بالقطاع الخاص وجعله المحرك الرئيسي لمسيرة التنمية الاقتصادية من خلال تعزيز قدراته وتمكينه من تحقيق الاستدامة. ولا يقتصر مصطلح التعليم هنا على التعليم الأكاديمي الصرف بمعناه التقليدي الذي تتولاه وتديره هيئات أخرى رسمية أخرى بكل جدارة وتربطها بـ «تمكين» علاقة تعاون وثيقة، وإنما المقصود مفهوم أكثر تكاملاً وشمولية، يرتكز في جوهره على الاستثمار في التدريب والتطوير لتحقيق الاستدامة على المدى الطويل.

وقد استفاد من هذه البرامج مجتمعة أكثر من 77 ألف بحريني حتى الآن، وساهمت بشكل رئيسي في إرساء مفاهيم جديدة وتأسيس الفكر المناسب لتحقيق النجاح والتميز. ومن المتوقع أن تخدم 150 ألف مستفيد.

وتغطي هذه البرامج نطاقا واسعا من الفئات العمرية ابتداء من طلاب المدارس المتوسطة إلى الجامعات والمقبلين على سوق العمل إلى الموظفين وأصحاب الأعمال التجارية وحتى الباحثين عن عمل.

فمن جهة الأفراد، هناك أكثر من 100 برنامج مخصص لتطوير قدرات ومهارات البحرينيين لجعلهم الخيار الأمثل للتوظيف – منها 24 برنامجا خلال العام 2012 لوحده - ما يؤكد تركيز «تمكين» القوي على تنمية الثروة البشرية. وتشمل هذه البرامج نواحي متعددة مثل تنمية المهارات في قطاعات عديدة ودورات في القيادة والإدارة، بالإضافة إلى تدريب الشباب ودعم جاهزيتهم للعمل، وبرامج خاصة بالتقدم الوظيفي وغيرها.

ومن بين البرامج الرئيسية الموجهة للموظفين وأصحاب الأعمال في هذا الجانب «برنامج الشهادات الاحترافية» الذي تم تدشينه في 2012، والذي يمكن البحرينيين من اختيار أكثر من 100 شهادة احترافية عالمية في مجالات شتى، وقد لقي البرنامج تجاوبا واسعا حيث استفاد منه حتى الآن أكثر من 3 آلاف بحريني.

كما تم إطلاق «مشروع القيادة والإدارة» الذي يشمل ثمانية برامج توفر للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والبحرينيين العاملين في القطاع الخاص تدريباً عالي المستوى في فنون الإدارة والقيادة بهدف نشر أفضل ممارسات العمل وتمكين المستفيدين من تعزيز أعمالهم ومواردهم البشرية، وقد التحق به منذ تدشينه أكثر من 2,000 شخص.

ومنها أيضا «برنامج التطور في السلم المهني» الذي تم تدشينه عام 2007، وقد استفاد من البرنامج 12 ألف بحريني حتى الآن. ويتم من خلاله دراسة احتياجات أصحاب المؤسسات فيما يخص الموظفين البحرينيين ومن ثم تدريب هؤلاء الموظفين على المهارات المطلوبة مع زيادات في الرواتب.

ومن البرامج الأخرى التي تدعم ثقافة التعليم المستمر أيضا برنامج «طموح بلا حدود» الخاص بالمرأة البحرينية بالتعاون مع الاتحاد النسائي، والذي وفر فرصا تدريبية لأكثر من 900 مواطنة ممن تتجاوز أعمارهن 16 سنة من خلال ثلاث دورات أساسية، وهي دورة التدريب على أساسيات الكمبيوتر، ودورة تنمية المهارات الوظيفية والشخصية، ودورة التعلم عن بعد.

وللشباب أيضا نصيب مهم من هذه البرامج باعتبارهم أمل الوطن وعماد نهضته، وقد ركزت «تمكين» على أن يكون التدريب مقدما بقالب خلاق يواكب اهتمامات وتطلعات هذه الشريحة، ومن المبادرات الرائدة التي أطلقت في هذا الجانب مسابقة «مشروعي» لرواد الأعمال الشباب في 2012 والتي أبرزت عشرات الأفكار التجارية وقدمت مواهب بحرينية ذات مستوى عال.

ومنها أيضا برنامج «أصيل» لتطوير التوجهات والسلوكيات الايجابية وغرس أخلاقيات العمل الأساسية بين الشباب البحرينيين، وقد تم إطلاق هذا البرنامج في العام 2010، والذي استفاد منه نحو 3 آلاف طالب بحريني إلى الآن.

كما قامت «تمكين» بتدشين مجلة «اكتشف الحياة بعد الدراسة» في 2011 كجزء من مشروع «اكتشف الحياة في العمل» الهادف إلى منح الشباب فرصة للتعرف عن كثب على الفرص المتاحة في سوق العمل، ويتم توزيع 70 ألف نسخة من المجلة على المدارس الثانوية والجامعات بالإضافة إلى توفرها على موقع «تمكين» الإلكتروني.

كما ان لـ «تمكين» أيضا تعاون مثمر مع الجهات المعنية في بعض المشاريع المشتركة، ومنها برامج مؤسسة «إنجاز» في البحرين مثل برنامج «الشركة» وغيره، والمؤسسة العامة للشباب والرياضة من خلال «مدينة شباب 2030» ومسلسل تلفزيون الواقع الرائد «المهمة»، وهيئة شئون الإعلام من خلال مسلسل «موتورفيكسيشن».

وللبرامج الموجهة للمؤسسات أيضا دور مهم في دعم التعليم والتدريب وإن لم كان ذلك ظاهرا للوهلة الأولى، حيث دفعت برامج رائدة مثل «محاسبة» و «برنامج دعم تطوير المؤسسات» و «دعم المزارعين والصيادين» أصحاب الأعمال إلى إعادة التفكير بالطرق التي يديرون بها مؤسساتهم وتثقيفهم عن أفضل الممارسات المتبعة في الإدارة، ما ينعكس إيجابا على تحسين كفاءتها وإنتاجيتها، وهو أمر يدخل في صميم التدريب.

كما شاركت «تمكين» أيضا في العام 2012 بتأسيس الإطار البحريني للمؤهلات، وهو برنامج وطني طموح يهدف إلى توضيح العلاقة بين المؤهلات الأكاديمية والمهنية التي تمنحها مختلف مؤسسات التعليم والتدريب العاملة، وتعزيز الوعي بأهمية التركيز على المخرجات التعليمية بدءًا من مراحل تصميم البرامج الأكاديمية أو التدريبية وفقا لمتطلبات سوق العمل المتغيرة، وخلق فرص متساوية كذلك لمن لم تتسنَّ لهم فرصة مواصلة مسيرتهم الدراسية في أي مرحلة من المراحل، وتمكينهم من الانخراط في سلك التعليم والحصول على مؤهلات معترف بها.

وبالنظر إلى جملة هذه المشاريع والبرامج، تتضح الصورة بأن «تمكين» تقدم منظومة متكاملة من البرامج للارتقاء بقدرات جميع مكونات القطاع الخاص بأفراده ومؤسساته لتمكينها من التطور والازدهار والإسهام بشكل فاعل في الاقتصاد الوطني.

العدد 3936 - الأحد 16 يونيو 2013م الموافق 07 شعبان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً