أنقذ تأهل فريق الأهلي لنهائي دوري الطائرة لمواجهة نظيره النصر، المسابقة والاتحاد في ظل النظام والطريقة الجديدة التي يتبعها الاتحاد للموسم الثاني على التوالي، إذ ظهرت الكثير من السلبيات التي يجب على لجنة المسابقات في الاتحاد العمل على تلافيها في الموسم المقبل.
وبعيدا عن السلبيات التي ظهرت في آخر الجولات في الدور التمهيدي، وظهور المباريات وكأنها ودية أو تدريبات وتصدر لعبة الحسابات ورغبة الفرق في تحديد وجهتها في الدور الثاني، فإن تأهل الأهلي بطل الدور التمهيدي باستحقاق إلى المباراة النهائية، جاء منقذا بشكل كبير للأسلوب المتبع، ذلك أن فريقا كالمحرق الذي جاء خامسا في الدور التمهيدي كان قاب قوسين أو أدنى من التأهل إلى المباراة النهائية بعد تألقه في مباراتين فقط في الدور الحاسم، بعد مستوى هابط جدا في الدور السابق، فيما بطل التمهيدي كان سيودع البطولة بعد شهور من التألق والبقاء على قمة الهرم، بمجرد هبوط مستواه في مباراة أو مباراتين في ظرف أيام، غير أن الأداء الذي قدمه الأهلي وخصوصا في مباراته الأخيرة مع النجمة، خطف من خلاله بطاقة المباراة النهائية، أنقذ الموقف.
ربما يعاب على هذه الأنظمة التي لا تعطي متصدر الدور التمهيدي عبر شهور أي امتيازات أخرى في الدور الثاني تفوق البقية، من خلال تتويجه ببطولة شرفية أو مكافآت عينية، أو حتى تأهيله للمشاركة في بطولة خارجية، -وهذا الوضع نفسه يوجد في أنظمة الدوري العام لكرة السلة واليد أيضا-، خطأ كبير وضرب للمشوار الطويل الذي يبذله بطل الدور التمهيدي، ولعل الأمثلة كثيرة في هذا المجال وأحدها أن دوري كرة السلة الأميركي يتوج أبطال المنطقتين بلقب شرفي، قبل أن يتأهلا للعب على البطولة الأكبر وهي الدوري، وبالتالي فإن تأهل المحرق أو حتى النجمة للمباراة النهائية كان سيحرم الأهلي من جهود بذلت طوال شهور للوصول إلى القمة، في ظرف أسبوعين فقط، لسنا هنا دفاعنا عن الأهلي ولسنا ضد المحرق أو النجمة أو النصر وغيره وإنما نقاشنا على النظام.
في مثل هذه الحالات، فإن أي فريق كالمحرق مثلا جاء في المركز الخامس، سيكون بمقدوره تسجيل لاعب أجنبي جديد للدور الحاسم بحكم القدرة الشرائية لديه خلال فترة التسجيل الثانية التي تسبق الأدوار النهائية بقليل، ومن خلاله يستطيع تحقيق الانتصار في 3 لقاءات فقط للتأهل إلى النهائي، وهو كان فعلا قاب قوسين من التأهل لولا تألق الأهلي الذي سقط أمام المحرق، في النهاية.
نعم تحتاج أنظمتنا ومسابقاتنا إلى تحديث مستمر في أسلوب لعبها، وإن كان النظام التقليدي من خلال لعب دورين كاملين هو السائد في دول العالم ويكون فيها البطل صاحب النفس الطويل، إلا أن التغيير مطلوب، بشرط أن تراعي لجنة المسابقات كل هذه الأمور والسلبيات والحيثيات التي ممكن أن تظهر وأهمها عدم إغفال الدور والمشوار الطويل الذي يقوم به متصدر الدور التمهيدي، وإلا فإن العودة للنظام التقليدي هو الأفضل للجميع حفظا لجهود الجميع وتطبيقا فعليا لمقولة «أبعد عن الشر وغنيلوه».
في دوري كالطائرة مثلا تلعب فيه 8 فرق فقط، سيكون من الأفضل أن نؤهل الفرق الأربعة الأولى فقط للدور الثاني، واللعب بأي طريقة كانت، دوري من دورين أو واحد أو حتى المقص، ذلك سيعطي الدور التمهيدي والمربع الذهبي طعما وإثارة أكبر أيضا، وحتى يقدم الفريق الخامس والسادس في الترتيب كل جهدهم من أجل التقدم في الترتيب، ولا يكون الفوز على الأخير وقبل الأخير يكفيه للتأهل للأدوار النهائية التي يستحقها فقط الأبرز.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 3931 - الثلثاء 11 يونيو 2013م الموافق 02 شعبان 1434هـ
محرقي
صح كلامك بصراحة