العدد 3929 - الأحد 09 يونيو 2013م الموافق 30 رجب 1434هـ

العصفور: العداوة الدينية والفتنة المذهبية من أسوأ العداوات وأشدها

المفتاح يدعو الخطباء إلى انتهاج الخطاب الوسطي

الشيخ ناصر العصفور
الشيخ ناصر العصفور

المنامة - وزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف 

09 يونيو 2013

أصدرت «الشئون الإسلامية» بوزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف استدراكاً لما نشر يوم الجمعة الماضي بشأن تغطية الاحتفال السنوي بذكرى الإسراء والمعراج، التي تم تعميمها بشكل خاطئ غير مقصود على الصحافة ووكالة الأنباء، إذ احتوت التغطية على تصريح لفضيلة الشيخ ناصر العصفور ووكيل الوزارة للشئون الإسلامية فريد يعقوب المفتاح، وكان مغايراً لما نُسب إليهما.

وفيما يلي نص التغطية الصحيحة:

أكد وكيل الوزارة للشئون الإسلامية فريد يعقوب المفتاح، ضرورة قيام الخطباء والعلماء والدعاة بدورهم الريادي الذي يتصف بالعقلانية وينتهج خطاباً وسطياً ولغةً معاصرة بعيداً عن الشحن الطائفي، والمآرب الشخصية والمذهبية والحزبية، بما يحفظ للمنبر قداسته، اقتداءً برسول الله (ص)، بعيداً عن التأثر السلبي بالمناخ الإقليمي أو الدولي، والتزاماً بآداب الخطاب الديني الذي ورثناه عن أئمة الأمة وعلمائها.

جاء ذلك في كلمة ألقاها المفتاح خلال الحفل السنوي، الذي أقامته إدارة الشئون الدينية بوزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف مؤخراً بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج، والمقام تحت رعاية رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة، وذلك بجامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي.

وأضاف المفتاح إن «البحرين التي تحيا بدين وحضارة الإسلام منذ الصدر الأول، تتذكر هذه المعجزة، وهي تُذكِّر أهلها بضرورة وحدتهم تحت ظل الوطن الواحد، الذي يجمعهم، والذي ينتظر منهم الكثير من أجل تقدمه ونهضته وبنائه، ومن أجل أجيالٍ قادمة، يجب أن تتوارث الحب والمؤاخاة والتآلف والتسامح والتعارف والتعاون، فلنكن معاً متحدين صفاً واحداً في وجه التحديات، ولنواجه سوياً مخططات الأعداء ومؤامراتهم لنحقق معاً وحدةً وألفةً وأخوةً تصنع مجداً وتاريخاً ناصعاً لنا ولأجيالنا ولمن يأتي بعدنا».

وقال وكيل الوزارة للشئون الإسلامية: «إن ذكرى معجزة الإسراء والمعراج لا ينبغي أن تمر على المسلمين دون تدبر أو تأمل، ولا ينبغي أن تُختزل في مجرد احتفال يُذكِّر بتاريخها وما حدث فيها، بل ينبغي أن تكون مصدر إلهام للأمة على مستوى الفرد والجماعة، وأن تكون في نفوس وعقول علماء وحكماء ومفكري الأمة، طاقة متجددة تدفع دوماً إلى الأمام رغم التحديات والمصاعب والأحداث والآلام، وتدعو إلى التقدم وإلى الأمام للإصلاح والنماء والتحضر. كما ينبغي أن تكون ذكرى المعجزة الخالدة تذكيراً حقيقياً بوجوب وحدة البشرية لا وحدة المسلمين فحسب، وأن يتخذها المسلمون سبيلاً لوحدتهم ونهضتهم، ليوحدوا كملتهم وجهودهم من أجل دينهم وأمتهم وأوطانهم، لتحقيق أمنها وأمانها».

بعد ذلك ألقى فضيلة الشيخ عدنان القطان كلمة قال فيها: «إن رحلة الإسراء والمعراج دعوة للعروج إلى الله بأرواحنا وقلوبنا، ودعوة للإسراء من الظلمة إلى النور، ومن الشك إلى اليقين، ومن المعصية إلى الطاعة، ومن الفرقة والخلاف إلى لزوم الجماعة والائتلاف ومن الكبر والعنت إلى الخضوع والطاعة لله رب العالمين».

وأشار إلى أن الإيمان برحلة الإسراء والمعراج جزء من عقيدة المسلم، ذلكم إنه إحدى المعجزات التي أيد الله بها نبيه (ص)، والإيمان بالمعجزة جزء من العقيدة الإسلامية، وهو امتحان لإيمان المؤمنين وارتياب المنافقين، ولهذا ارتد من ارتد عن الدين لضعف إيمانهم وقلة يقينهم، وفاز بالصدق أبو بكر فسُمّي صديقاً، لإيمانه وتصديقه الجازم بمعجزة الإسراء والمعراج، وهكذا الصحابة الكرام ممن امتحن الله قلوبهم بالتقوى، ففازوا بالإيمان الراسخ والعقيدة الثابتة.

وأضاف القطان «جاءت رحلة الإسراء والمعراج بعد أن اشتد برسول الله (ص) وصحابته الأذى، تكريماً من الله تعالى لهم وتجديداً لعزيمتهم وثباتهم على الدين وثقتهم بالله رب العالمين. كما أن الإسراء بالنبي (ص) من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي كان بيد بني إسرائيل فيه إشارة إلى أنه (ص) سيرث قيادة الأمة وسترث أمته هذه البلاد».

وأوضح أن في هذه الحادثة دلالة على عظم شأن الصلاة، فقد اختصها الله من بين العبادات بأن تُفرض في السماء عندما كلم رسوله (ص)، داعياً العلماء والدعاة إلى التأكيد على أهمية الصلاة والمحافظة عليها، وأن يذكروا فيما يذكرون من أهميتها ومنزلتها، كونها فرضت في ليلة المعراج وأنها أخر ما أوصى به رسول الله (ص) قبل موته.

واختتم القطان كلمته قائلاً: «لقد آن الأوان للعودة إلى الله وسنة نبينا محمد (ص)، ونبدأ صفحة جديدة نتصالح فيها مع أنفسنا ونمد يدنا لإخواننا، نصل رحمنا وأبناء وطننا ونوحد صفوفنا ونطهر قلوبنا، ونبني وطننا ونتلو قرآن ربنا ونستقيم على صراط الله المستقيم».

كما ألقى الشيخ ناصر العصفور كلمة بهذه المناسبة قال فيها: «إن في هذه الفترة الحرجة وفي ظل الأجواء المحمومة والأحداث المتسارعة من إرهاصات في المنطقة والعالم من حولنا، نحتاج إلى وقفة جادة مع أنفسنا وتقييم أوضاعنا وواقعنا كمسلمين حريصين على إسلامنا وديننا وأوطاننا، وعلى المسلمين بكل طوائفهم وانتماءاتهم أن يكونوا في أقصى درجات الحذر والتنبه واليقظة من أن يُقحموا في مواقع الفتنة والاحتراب، وأن يكونوا على وعي تام وبصيرة لما يُراد لهم أن يقعوا فيه وأن يُقحموا في أسوء فتنة وأعظم محنة».

وأوضح أن أسوأ العداوات وأشدها وأخطرها هي العداوة الدينية والفتنة المذهبية، لذا علينا كأمة أن نستحضر دائماً وأبداً وصايا الرسول الكريم وهدي النبي الأمين (ص)، والذي لا زالت تحذيراته وإنذاراته تقرع الآذان وتدوي في الزمان وهو يردد (اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد)».

ودعا علماء الأمة ومفكريها وأهل العقل والحكمة إلى توجيه الناس وتذكيرهم وتوعيتهم لحجم هذه المخاطر والأضرار، والحد من التشنج الطائفي والتوتر المذهبي والعمل على خلق المناخات الإيجابية وتهيئة الأرضية لاحتواء كل أشكال التعصب والانفعالات وتذويبها، بدلاً من دعوات التأزيم والفرقة.

وأشار إلى أن الانفتاح على الآخر والتواصل معه لتعميق مبادئ التعايش والسلم الأهلي أصبح من الضرورات التي لا يمكن تجاهلها أو إغفالها في ظل هذه الأجواء المشحونة والتوترات المتسارعة من صراعات دينية وطائفية وعرقية.

وقال العصفور: «تبقى هذه المعجزة الربانية آية باهرة من دلائل النبوة وعظمة نبي الإسلام (ص)، وتبقى البشرية عاجزةً عن إدراك كل أبعادها وأسرارها، وما وصل إليه إنسان اليوم من تقدم وإنجاز علمي هائل يُقرِّب من فِهم هذه المعجزة ويجعلها أكثر وضوحاً وفهماً لبعض أبعادها ودلالاتها».

ولفت إلى أن «هذه الحادثة تشكل حافزاً ودافعاً للمسلمين كأمة لينفتحوا على آفاق المعرفة الرحبة والارتقاء بأنفسهم، عقيدةً وفكراً ورؤيةً وبصيرةً وعملاً وإبداعاً، ليصنعوا واقعاً راقياً حضارياً حقيقياً لترتقي الأمة في ميادين الحياة ومجالاتها المختلفة وعلى كل الصُعد لتكون نموذجاً للأمة الحية الشاهدة، فقد أراد (ص) في ذلك اليوم العظيم والمشهد الكبير تذكير الأمة والتشديد والتأكيد بما يعلمون ويستشعرون حرمته وقداسته وهو حرمة الزمان – اليوم والشهر – والمكان، وربط ذلك بحرمة الدم والمال والعرض، وإذا لاحظنا الشريعة الإسلامية نجد أن أكثر الأشياء شدّد عليها الدين وأكد على حرمتها واحترامها ومراعاتها هي هذه الأمور، والمفارقة العجيبة أن نجد الاستهانة والاستخفاف بحرمة هذه الأمور التي شدّد عليها الدين من قبل المسلمين أنفسهم».

العدد 3929 - الأحد 09 يونيو 2013م الموافق 30 رجب 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 6:43 ص

      الفرق بين الاسراء والمعراج والمبعث النبوي

      27 هو يوم المبعث النبوي ونزول الوحي على النبي محمد صل الله عليه واله
      اما يوم الاسراء والمعراج فهو في 21 رمضان عندما صعد بالنبي محمد الى السماء واكل من تفاحة الجنه بعدها نزل الى الارض واتى خديحة لتحمل بسيدة نساء العالمين من الاولين والاخرين فاطمة بنت محمد ابن عبدالله سلام الله عليها وصل الله على ابيها (صلوات ) (21 رمضان الى 20 جمادى الثانية 9 أشهر فترة الحمل لبني الانسان )

    • زائر 6 | 6:08 ص

      هل هو خطأ سهوا ام خطأ متعمّد وما نتيجة التحقيق

      المسألة ليست بهذه السهولة بل هي محاولة لأشعال فتن فهل تم محاسبة صاحب الخطأ ايا يكن؟
      لكي لا يتكرر الخطأ يجب محاسبة المخطيء ان كان سهوا فالله غفور رحيم وان عمدا فماذا يتوجب عليه؟

    • زائر 4 | 3:28 ص

      الا مقصود

      هدا موضوع كامل مو كلمة او سقطة

    • زائر 1 | 12:24 ص

      الإعتذار لابد أن يكون من الجريدة التي نشرت

      ولن يعتذروا

    • زائر 3 زائر 1 | 1:47 ص

      الإعتذار يتبعه محاسبه بل وتعويض عن الضرر النفسي الذي لحق بالشيخ وأهله,,

      وهذا ليس خطاً غير مقصود (في رأي على الأقل )بل مقصود 100% لأن ما بنيي على الإستهداف للطائفة لا يغطى بغربال أوبكم كلمة نفاق وتربص معسولة إذ لا ثقة البتة ولو سكبتم الذهب المصفى!ولو أجريتم تلك الدموع (دموع التماسيح).... وكل إناء بما فيه ينضح..نرجوا من الوسط النشر لا الحذف لأنها وجهة نظر كاتبها الصغير..

اقرأ ايضاً