العدد 1670 - الإثنين 02 أبريل 2007م الموافق 14 ربيع الاول 1428هـ

«المؤامرة»... حتى في الرياضة!

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

الحماس مطلوب دائما في المنافسات الرياضية؛ لأنه يعطيها طابعا خاصا، يجعلها قادرة على جذب الجماهير وإثارة الأعصاب وتحريك العواطف، بشكل يدفع إلى الفرح الجنوني أو حتى إلى البكاء، وهو أمر محبب إذا لم يخرج عن نطاق السيطرة، فحينها يتحول إلى مصارعة وعراك بعيدا كل البعد عن روح المنافسات الرياضية.

التعصب للفريق وتشجيعه هو من الأمور الجيدة أيضا، فمن دونه لن نجد جماهير تشجع الفرق. فالأندية والمنتخبات تعطي نوعا من روح الانتماء الذي يغذي الشعور العاطفي لدى الإنسان الذي هو بحاجة ماسة إلى مثل هذا الشعور كنوع من التغذية العاطفية الغريزية.

من الصعب فصل الإنسان عن عواطفه وانفعالاته؛ لأنها جزء من كينونته، ولكن الخالق سبحانه وتعالى أنعم على بني الإنسان جميعا نعمة العقل الذي يدير التصرفات ويحكمها، ويسيطر على العواطف ويؤطرها، وبإمكانه أن يرتقي بالإنسان إلى مراتب أعلى حتى من الملائكة.

ما تشهده ملاعبنا المحلية من تصرفات سواء من قبل بعض اللاعبين أو الجماهير أو الإداريين أمر يبعث على الخجل والاستياء من هذه التصرفات، التي لا تعكس أبدا الأهداف النبيلة للرياضة فضلا عن أنها لا تليق بمسلم أو عربي.

المشكلة أن ظاهرة الخروج الكامل عن الأخلاق الرياضية لم تعد مقتصرة على لعبة أو فئة معينة، وإنما شملت قطاعات واسعة، فلا يكاد يمر يوم على رياضتنا من دون حادث أليم، لفظي كان أو جسدي.

مثل هذه الحوادث تدلل على فكر مجتمعي معين مرتبط بتغذية هذه الحوادث بشكل أدى إلى تركيب عقول المشاركين فيها على قوالب مؤطرة تحكم تصرفاتهم.

ففي اعتقادي أن نظرية المؤامرة التي أسرت عقول الشعوب العربية في تعاطيها مع الآخر، أخذت في التغلغل إلى عقول الكثير من لاعبي وجماهير وإداريي الأندية المحلية بشكل جعلهم يشعرون بالظلم قبل أن يقع عليهم، فهم في موقع التضاد والمواجهة مع حكم المباراة قبل أن يديرها (مباراة باربار والشباب في دوري اليد مثالا)، واتحاد اللعبة في موقع المتهم دائما بالتحيز سواء كان كذلك فعلا أم لم يكن.

الشعور أن الآخرين يتآمرون علينا دائما هو شعور خاطئ، وإذا لم يتم التحكم فيه بالشكل الصحيح من خلال إعمال العقل والتفكر في الأسباب الحقيقية للخسارة، سيدفع تصرفاتنا إلى أمور خارجة عن العقل والمنطق، وهذا ما حصل في الاعتداءات الأخيرة التي شهدتها ملاعبنا الرياضية.

التجاوزات والظلم والتحيز موجود دائما في الواقع الرياضي في الدول النامية تحديدا، التي لم تصل قوانينها وأساليب عيشها إلى إعطاء الجميع حقوقهم من دون تمييز أو انتقاص، ونحن لا ننفي وجود هذا الأمر، ولكننا يجب أن نتعامل مع هكذا تجاوزات بعقولنا لا بعواطفنا التي ستؤزم الأمور وستضيع الحقوق.

مربع السلة

تنطلق اليوم الثلثاء الجولة الأولى من مباريات المربع الذهبي لدوري السلة بلقاءين حاسمين سيجمعان المنامة والمحرق، والأهلي والحالة.

ومباراتا اليوم سيكون فيها الفائز والخاسر، إذ لا يمكن أن تفوز الفرق الأربعة بالمباراة!

وعلى الفرق الأربعة أن تلعب في إطار من الحماس والقتالية والانضباطية، ولكن ضمن الأخلاق الرياضية وتقبل الخسارة، إذا حدثت، من اللاعبين والإداريين والجماهير والأجهزة الفنية.

وستحدث بلاشك خلال المباراتين الكثير من الأخطاء التحكيمية؛ لأن الحكام جزء أساسي في اللعبة وليسوا منفصلين عنها، فكما يخطئ اللاعب والمدرب يخطئ الحكم.

وقد يكون خطأ الحكم مؤثرا في نتيجة المباراة، وكذلك قد يكون خطأ اللاعب والمدرب مؤثرا بشكل أكبر في النتيجة.

وعلى الجميع الخروج من نظرية المؤامرة والتقصد في هذه الأخطاء، لأنه إذا دخل أحد المباراة وفي عقله تآمر الآخرين عليه فسيهزم نفسه قبل أن يلعب.?

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 1670 - الإثنين 02 أبريل 2007م الموافق 14 ربيع الاول 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً