حبذا لو تطرح فكرة حث ومساعدة المواطن على تشجير حديقته المنزلية الخاصة، فما نلاحظه في السنوات الأخيرة كثيراً من المباني وحتى الفيلل الخاصة قلما حظت بحديقة خضراء فهي إما شيدت بجهود شخصية أو تمت الاستعانة بشركات خاصة لهندستها إلا أن غالبية المنازل أصبحت تخلو من حديقة فكل ما نراه سوى شجرة لوز أو نخلة يتيمة تتوسط المنزل أو في كثير من الأحيان لا شيء لأن باقي المساحة تغطى بالطوب الأحمر أو الاسمنت.
ولأن البعض يعتبر وجود حديقة مكلفاً لأنها تحتاج إلى عناية ومصاريف إضافية من وجهة نظر البعض غير أن هذا لا يمنع من القول إنها تعد عاملاً مهماً مهما كانت الأعذار كون الخضرة تبهج النفس وتجعل من المكان متنفساً للمرء من دون الحاجة إلى الخروج إلى المجمعات التجارية على الدوام التي صرفها يكون أضعاف ما قد يصرف على حديقة بحسب إمكانات كل شخص.
وهذا لن يتحقق إلا من خلال تبني فكرة تشجير كل منزل تتبناها وزارة شئون البلديات والزراعة برعاية كريمة من صاحبة السمو الشيخة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة وتكون ضمن المساعي في إعادة المساحات الخضراء في البلاد التي بدورها تتناسب مع أهداف معارض نادي البحرين للحدائق التي تقام سنوياً.
إن فكرة تخصيص موازنة مناسبة تساعد المواطن على هندسة وزراعة حديقته الخاصة ومتابعتها بصورة دورية ضمن جدولة تضعها الوزارة ليست ضرباً من الخيال ولكنها قد تأتي ضمن إطار مشروعات الوزارة المعنية بزراعة البقع الخالية في مناطق وشوارع البحرين التي للأسف تعرضت للقلع من جراء التخطيط المروري المعقد الذي تعيشه البلاد حالياً إضافة إلى قلة الوعي بأهمية الحفاظ على المساحات الخضراء التي شيدت محلها مبانٍ أسمنتية لا غير.
لن نستطيع أن نقلل من أهمية ذلك بقدرانه يأتي ضمن الحفاظ على بيئتنا التي أهلكت من جراء أسباب كثيرة ولهذا فإنه من الضروري أن تكون الجهود مشتركة بين الجانبين الرسمي والأهلي كونه حق المواطن في الموئل من قبل الدولة التي نأمل أن تحقق ذلك باعتبار أن البقع الخضراء قد تنحصر مستقبلاً في مشروعات المدن التجارية التي تغرق إعلاناتها الشوارع كالذي نشهده اليوم مع ثقافة مجمعات الحدائق الخاصة.?
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 1670 - الإثنين 02 أبريل 2007م الموافق 14 ربيع الاول 1428هـ