يبدو أن الجهاز المركزي للمعلومات غير صادق عندما يأتي الحديث عن عدد الأجانب في البحرين. أو على أقل تقدير لا يمتلك الجهاز إحصاءات صحيحة عن عدد الأجانب في البلاد.

كمقدمة للموضوع، حضرت حديثاً احتفال السفارة البنغلادشية بمناسبة اليوم الوطني لبنغلادش. ولفت انتباهي كلام السفير البنغلادشي بأن الجالية البنغلادشية تأتي في المرتبة الثانية فيما يخص الجاليات الأجنبية العاملة في البحرين. وبعد انتهاء حديثه هنأت السفير بالعيد الوطني لبلاده وسألته عن عدد أفراد الجالية البنغلادشية وكان جوابه صريحاً: 90 ألف فرد.

وحالاً تبادر إلى ذهني عن عدد أفراد الجالية الهندية في البحرين. فقلت على أقل تقدير يجب أن يكون هناك ضعف هذا العدد أي 180 ألف. بالطبع هناك جاليات أخرى كبيرة بدورها مثل: الباكستانية والسريلانكية والفلبينية والإندونيسية وآخرين يضيق بنا المقام لذكرهم.

عدد السكان

استناداً لإحصاءات الجهاز المركزي للمعلومات بلغ عدد السكان في البحرين في العام 2005 تحديداً 724645 نسمة بزيادة 17485 فرداً عن العام 2004. وجاءت هذه الزيادة على خلفية انضمام 10282 مواطناً فضلا عن 7203 أجانب إلى السكان. وبحسب المصدر نفسه، بلغ عدد المواطنين 448491 فرداً يمثلون 62 في المئة من عدد السكان. بالمقابل بلغ عدد الأجانب 276154 شخصا؛ أي 38 في المئة من السكان.

وكنت قد سمعت من اثنين من الوزراء بأن عدد الأجانب في البحرين 400 ألف نسمة. وقد حاججت الوزيرين بأن إحصاءات الجهاز المركزي للمعلومات تقول إن عدد الأجانب 276 ألف لكنهم أصروا على أقوالهم. بدوري أميل إلى الأرقام التي أوردها الوزراء الاثنان خصوصاً أن التاريخ لا يشفع للجهاز المركزي للمعلومات كما جاء في التقرير الذي أثار لغطاً كبيراً في البلاد.

طبعا هناك فرق كبير بين الرقمين (400 ألف) و(276 ألفاً)؛ أي 124 ألف فرد. وبكل تأكيد يترك كل ذلك أثره على بعض الأمور الحيوية في البلاد مثل التخطيط للخدمات الحيوية مثل تلك التي تقدمها وزارة الصحة. وفي حال اعتمدنا الرقم 400 ألف يكون عدد الأجانب الذين يوجدون في البلاد قريب جداً من عدد المواطنين والذين بلغ عددهم 449 ألفاً في العام 2005.

كثافة سكانية مرتفعة

بالأخذ بالمعايير الدولية يمكن القول إن عدد السكان في البحرين يفوق القدرة الاستيعابية لمساحة البلاد. فعند تقسيم عدد السكان (نحو 725 ألف نسمة) على مساحة البحرين (718 كيلومتراً مربعاً) يتبين لنا أن الكثافة السكانية في حدود 1000 فرد للكيلومتر المربع الواحد. بل تعتبر هذه النسبة واحدة من أعلى النسب في العالم بعد بعض المناطق مثل: سنغافورة وهونغ كونغ ومناطق محدودة أخرى. أما على مستوى دول مجلس التعاون فيلاحظ أن الكثافة السكانية تقف في حدود 73 فرداً للكيلومتر المربع الواحد في دولة قطر وهي ثاني أصغر دول خليجية بعد البحرين فضلاً عن 13 فرداً للكيلومتر المربع الواحد في المملكة العربية السعودية والتي بدورها أكبر دول خليجية.

لكن كما أسلفنا فإننا نرى أن العدد الحقيقي للسكان في البحرين أعلى من 725 ألف بل يقترب من 850 ألف كحد أدنى. وعليه ،فإن الكثافة السكانية الحقيقية أعلى من 1000 فرد للكيلومتر مربع الواحد. ربما يقول قائل: إن الكثافة السكانية في البحرين تفوق القدرة الاستيعابية لمساحة البلاد حتى مع عدم وجود أي أجنبي (هناك نحو 449 ألف مواطن ،الأمر الذي يترجم إلى كثافة سكانية قدرها 624 فرداً للكيلومتر مربع.?