قبل أشهر جمعني لقاء ثقافي عفوي جميل مع الشيخة مي آل خليفة في مركز الشيخ ابراهيم بن محمد آل خليفة، وكان اللقاء عبارة عن محاولة جميلة لمعرفة المواضع الجمالية لهذا المركز الثقافي الجديد.
ما بين الوصول إلى بوابة المركز وبوابة نقطة المسير مساحات مكتنزة بالأزقة التراثية الجميلة والملونة بالرسومات التشكيلية فكل زقاق يكاد يخطفك من الآخر حتى تتفاجأ بالوصول إلى بوابة المركز.
المركز جميل وأجمل ما فيه ما يحمله من رؤى ثقافية طموحة تهدف إلى خلق مناخات ثقافية في الوسط الثقافي البحريني.
تلك حقيقة واقعية ان الشيخة مي استطاعت وبجدارة ان تكسب احترام وتقدير كل الاطياف السياسية في البحرين لما تحمله من تطلعات ثقافية ومشروعات تراثية حضارية لجميع البحرينيين كان آخرها هو مشروعها الكبير «بيت الصحافة» الذي كان بيتاً للصحافي البحريني الكبير عبدالله الزايد.
وهذه لفتة حضارية، وسبق تراثي جميل يحسب للشيخة مي فليس بوسع المرء الا ان يحترم هكذا مشروعات تزيد بحريننا متانة تراثية وعافية حضارية.
بيت الصحافة سيصبح دافئاً لكل الصحافيين البحرينيين الذين يكنون كل الاحترام لهذه اللفتات العملية التي تنم عن ثقافة جديدة وآفاق يانعة بدأت تتفتح في سماء ثقافتنا البحرينية.
اننا في البحرين بحاجة دائماً إلى الانفتاح على الآخرين وها هو مركز الشيخ ابراهيم كل يوم يضيء لنا اضاءة جميلة لعدة مفكرين عرب ومن كل الاطياف ولا شك في ان ذلك سيفتح لنا مزيداً من التطلعات وسيخرجنا من شرنقة الفكر الاحادي أو الخطاب الداعي إلى الانكفاء على الذات.
المنتوج البشري سواء في الثقافة أو في العلوم الانسانية (الانتروبولوجيا) له دور كبير في وصول الانسان إلى الابداع والتغيير. وكل ذلك لا يكون الا بجوار الحضارات وبتلاقح ما يخدم البشرية وما يخدم الانسان، واسلامياً... الاسلام لا يدعو إلى الانغلاق ولكن يدعو إلى اخذ ما هو إيجابي وفي صالح البشرية ولا يتعارض مع قيم السماء.
«بيت الصحافة»... مكسب صحافي آخر يضاف إلى الحضارة البحرينية وعمل تشكر عليه الشيخة مي وليس بوسع اي صحافي أو كاتب الا ان يسجل امتناناً لهذا الصرح الصحافي الكبير.
بالأمس مررت ببيت الطين ولمحت اعداداً من الشباب البحريني العاكف على وضع البصمات واللمسات التراثية... كان المنظر جميلاً... الشباب كان يعمل بجد يشرف عليهم محمد عاشور وهو يرى صرحاً احتضنته الشيخة مي وهي تخطو خطوات تراثية جميلة وجريئة في سبيل الحفاظ على التراث البحريني العريق?
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 424 - الإثنين 03 نوفمبر 2003م الموافق 08 رمضان 1424هـ