واصل توماس فريدمان في «نيويورك تايمز»، إسداء النصيحة بكل ما يتعلق بالشرق الأوسط والعالم الإسلامي وهذه المرة طالب أكبر دولة عربية وهي مصر، بدل أن تتلهى بملء رؤوس مواطنيها بنظريات التآمر بأن تقتدي هي والدول العربية الاخرى، بالبحرين التي تحاول الشفاء من النقص في كرامتها عن طريق تقديم قدر معين من الديمقراطية عبر الانتخابات. ولاحظ نيل ماك فاركوهار في «نيويورك تايمز»، أن افتتاحيات الصحف والكتاب المحررين (لم يحدد ماك فاركوهار، إذا كان يقصد العرب بشكل عام)، نددوا بمقتل الدبلوماسي لكن أحداً من المسئولين لم يصف العملية في العلن بأنها «إرهابية».
وإذ تجاهلت هيلي دايل في «واشنطن تايمز»، آلام الفلسطينيين الذين يعانون من إرهاب الدولة العبرية، لفتت في معرض حديثها عن «قناص واشنطن» إلى ان التجربة المزعجة دفعت بمعظم الأميركيين إلى الشعور بما يعيشه الإسرائيليون في إسرائيل! وعلى رغم أنها أكدت أن ما من دليل واضح حتى الآن يشير إلى أن الرجلين اللذين تم اعتقالهما أي جون محمد، وجون لي مالفو، على علاقة بتنظيم «القاعدة»، فإنها رأت أنه إذا اتضح فيما بعد أنهما على ارتباط بخطة «إرهابية» فلن يكون في ذلك مفاجأة أبداً.
من جهتها لفتت «نيويورك تايمز»، وفي معرض إشارتها إلى أن الدبلوماسي الأميركي في الأردن هو آخر ضحايا الحملة «الإرهابية» المتجددة... إلى أنه في الماضي، كان الأميركيون يعتبرون أن اعتداءات من هذا النوع على المصالح الغربية في العالم هي مؤشر على أن «الإرهابيين» لا يستطيعون بلوغ أهداف في أميركا. لكن وبعد 11 سبتمبر/ أيلول لم يعد الأميركيون قادرون على افتراض هذا الأمر...
ومن هنا أشارت «نيويورك تايمز»، إلى تقرير مجلس العلاقات الخارجية عن تمويل «الإرهاب» إذ اتضح ان أميركا، مازالت غير جاهزة للحؤول دون حدوث العمليات «الإرهابية» على أراضيها.
يُذكر أن مجلس العلاقات الخارجية، طالب الإدارة الأميركية بإنشاء منظمة دولية تهتم بالقضاء على ممولي «الإرهاب» حصراً... وقارنت «واشنطن بوست»، بين الرئيس الشيشاني أصلان مسخادوف والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، فرأت أن الاثنين سمحا بأن تفقد قضيتهما صفة الشرعية لتصبح منعوتة «بالإرهاب». وأضافت أن حرب الشيشان، مثل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي لا يمكن أن تنهيها قوة عسكرية. وتابعت: إنه مادام القادة الشيشان، يفشلون في رفض «الإرهاب»، وفي الانضمام إلى محاربته، فسيجدون كالفلسطينيين في أي تقدّم سياسي مراوغة، وسيتعذب شعبهم أكثر فأكثر.
وفي هذه المعمعة من التحليلات التي تعكس بلا أدنى شك حال الفوضى التي عممتها الإدارة الأميركية على العالم، كشفت «ميدل إيست نيوز لاين»، من على موقعها على الإنترنت، أن الولايات المتحدة تخطط لمساعدة مصر، في تصنيع آليات عسكرية كبيرة. وأشارت إلى أن وزارة الدفاع الأميركية وافقت على مشروع مع المصريين لإنتاج آليات هيركوليس (إم 88أ2). مضيفة أن البنتاغون، رصد مبلغ 2,5 مليون دولار لهذا المشروع.
وتطرّقت «نيويورك تايمز» إلى اغتيال الدبلوماسي الأميركي في الأردن. ورأت أن هذا الرجل هو آخر ضحايا الحملة «الإرهابية» المتجددة. وذكّرت بالاعتداءات الأخيرة في بالي، والكويت، واليمن. لافتةً إلى أنه في الماضي، كان الأميركيون يعتبرون أن اعتداءات من هذا النوع على المصالح الغربية في العالم هي مؤشر على أن «الإرهابيين» لا يستطيعون بلوغ أهداف في أميركا. لكن وبعد 11 سبتمبر لم يعد الأميركيون قادرين على افتراض هذا الأمر. وإذ لاحظت أن عدداً من الأميركيين يسعون جاهدين كي يشعروا بالرضا الذاتي، لفتت إلى أنه بعد حوادث 11 سبتمبر، بات الرضا الذاتي أحد أقرب حلفاء «الإرهاب».
ومن هنا أشارت «نيويورك تايمز»، إلى تقرير مجلس العلاقات الخارجية عن تمويل «الإرهاب» إذ اتضح أن أميركا، مازالت غير جاهزة للحؤول دون حدوث العمليات «الإرهابية» على أراضيها.
من جانبه واصل مدير منتدى الشرق الأوسط دانييل بايبس في «جيروزاليم بوست»، الحملة على المسلمين في العالم، وإذ انتقد عدم اهتمام الصحف الأميركية في كون قناص واشنطن مسلم، رأى أنه لا يمكن التغاضي عن وجود فكرة الجهاد وراء عمل جون آلان محمد، فالإسلام ملتزم بمعركة كبيرة مع أميركا وهي معركة تحدد نتائجها مستقبل العالم..
توماس فريدمان في «نيويورك تايمز»، واصل قراءته للعالم العربي، وإذ لاحظ ان أكبر دولة عربية وهي مصر تعرض مسلسلاً تلفزيونياً طيلة شهر رمضان يظهر حقيقة المؤامرة الصهيونية للسيطرة على الأراضي العربية، لفت إلى أن أصغر دولة وهي البحرين تجري انتخابات ديمقراطية. أجرى مقارنة بين أكبر الدول العربية أي مصر، وأصغرها أي البحرين، لافتاً إلى حدثين يظهران مدى التعارض بين توجهات الدولتين. وبحسب فريدمان، فإنه في الوقت الذي أعلن التلفزيون المصري أنه سيعرض مسلسلاً تلفزيونياً طيلة شهر رمضان، يظهر فيه حقيقة المؤامرة الصهيونية للسيطرة على الأراضي العربية، أعلنت البحرين، أنها نجحت في إجراء أول انتخابات ديمقراطية في الخليج العربي، تهدف إلى تقوية البحرينيين، ليسيطروا على أرضهم. وأوضح أن النموذج المصري يعمل على ملء رؤوس مواطنيه بنظريات التآمر لكي يشرح سبب تراجعه في العالم، أما النموذج البحريني، فهو يعطي لشعبه مسئولية أكبر وصحافة أكثر حرية كما يعطيه قدرة أكبر على تشكيل مستقبله لكي يتطوّر.
ورأى فريدمان أن التجربة الديمقراطية في البحرين قد تضع الأميركيين على المحكّ إذا أثرت على الدول العربية الأخرى. فما من شك في أن جزءاً من الغضب الذي يملأ قلوب الشباب العربي اليوم هو نتيجة للدعم الأميركي لكل ما تقوم به إسرائيل. وهذا الغضب حقيقي، لكن غضب الشباب ناجم أيضاً عن كون بعض الدول العربية، التي تلقى دعم أميركا، سلبت صوت شعبها لكي تنجح في البروز في العالم المعاصر.
وأضاف فريدمان أن بعض الشبان يشعرون بالذلّ عندما يقارنون أنفسهم بغيرهم من الناس، وأشار إلى مقابلة أجراها معه تلفزيون «الجزيرة» القطري عن الديمقراطية في العالم العربي، مضيفاً أنه بعد هذه المقابلة استوقفه عدد من العرب منهم الكويتي الذي قال له إنه من دون ديمقراطية يضيع الشعب الكويتي، والسعودي الذي سأله عما إذا كان النموذج البحريني سينتقل إلى دول الخليج الاخرى؟ وتساءل فريدمان، عن الطريقة التي قد يتبعها الشباب العربي لاستعادة كرامته؟ أيكون ذلك بإجراء انتخابات، أو احتجاز رهائن، أو عبر تفجير سفارات، أو بإعطائه الصوت والقدرة على النجاح، أو تمويله وإبقائه من دون سلطة؟ ورأى فريدمان أن هذا السؤال مهم للغاية فإذا أعطي الشعب حرية الكلام عن نفسه سيقوم بذلك.
وختم فريدمان بالقول: إن دولة البحرين الصغيرة تحاول الشفاء من النقص في كرامتها عن طريق تقديم قدر معين من الديمقراطية. وتمنى لو أن هذا الأمر يحدث في الدول العربية?
العدد 62 - الأربعاء 06 نوفمبر 2002م الموافق 01 رمضان 1423هـ