العدد 3928 - السبت 08 يونيو 2013م الموافق 29 رجب 1434هـ

المسابقة الطلابية لحقوق الإنسان

فاضل حبيب comments [at] alwasatnews.com

.

تشجّع المسابقات الطلابية على تزويد الطالب بالمعلومات التي تنمّي ثقافته العامة، بحيث يستطيع منافسة الآخرين دون إلحاق الضرر بهم.

وبحسب كتاب «النشاط الطلابي... أسس نظرية ـ تجارب عالمية ـ تطبيقات عملية» للمؤلفَين رجاء محمود عثمان وعصام توفيق قمر، فإن المسابقات الطلابية تهدف إلى تطوير قدرات الطلبة وصقل خبراتهم ومعارفهم العلمية، وزيادة التواصل بين الإدارة المدرسية وأولياء أمور الطلبة، وتنمية روح المنافسة الشريفة بين الأفراد والجماعات، وزيادة التفاعل الاجتماعي بين الطلبة أنفسهم والمعلمين، والتعرّف على أصحاب القدرات العقلية المميّزة والمواهب والعمل على اكتشافها ورعايتها وتدريبها على ممارسة المفاهيم والقيم السلوكية من خلال البرامج الإذاعية والصحافية والمسرحية والتمثيل في المناسبات المختلفة داخل المدرسة وخارجها.

عندما أطلقنا في شهر مايو/ أيار 2013 البرنامج الإلكتروني «المدارس الصديقة لحقوق الإنسان Human Rights Friendly School» بتصميم وتنفيذ نخبة من الطلبة المتميزين في المدارس، وبحضور وكيل وزارة التربية والتعليم لشئون التعليم والمناهج عبدالله يوسف المطوع وُفِّقنا ـ ولله الحمد ـ إلى الإعلان عن إطلاق مسابقة طلابية سنوية في مجال حقوق الإنسان، لتعزيز مبادئ ومضامين حقوق الإنسان في الميدان التربوي، والمساهمة في نشر هذه الثقافة الأممية في أوساط الطلبة، وتشبيك المدارس الصديقة لحقوق الإنسان في المحافظات الخمس بالمملكة.

لكي يكتب النجاح لهذه المبادرة، لابد أن تكون المشاركات الطلابية في مسابقة حقوق الإنسان منسجمةً مع الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها، والمتمثلة في غرس الثقافة العالمية لحقوق الإنسان في المؤسسات التربوية والتعليمية، ودعم البرنامج العالمي للتربية على حقوق الإنسان في جهوده لإدماج التربية على حقوق الإنسان في أنشطة المدارس الأساسية والثانوية، وتعزيز توجُّهات وزارة التربية والتعليم في مملكة البحرين في التأكيد على تكوين المتعلِّم تكويناً وطنياً وعلمياً ومهنياً وثقافياً، و»تنمية الوعي بمبادئ حقوق الإنسان وتضمينها في المناهج التعليمية» كما نصّ قانون رقم 27 بشأن التعليم في مملكة البحرين في العام 2005، وبناء شبكة من المدارس التي تعمل على تنمية ثقافة حقوق الإنسان ذات الأساس المدرسي، وتدريب وتأهيل طلبة المدارس على إبراز طاقاتهم الفكرية ومواهبهم وإبداعاتهم في مجال حقوق الإنسان.

قرأنا في الأسبوع الماضي خبر تكريم رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم لـ 40 طالباً وطالبة من الفائزين بجوائز المسابقة الطلابية لحقوق الإنسان، من بين 504 أعمال فنية وأدبية تقدّم بها الطلبة من 88 مدرسة حكومية وخاصة ومراكز ذوي الإعاقة.

وقد انطلقت المسابقة ـ التي نشأت فكرتها في العام 2012 ـ بتنظيم من هيئة تنمية المجتمع في دبي ومنطقة دبي التعليمية وهيئة المعرفة والتنمية البشرية، بهدف نشر ثقافة حقوق الإنسان في المدارس وترسيخها في نفوس الطلبة، إلى جانب تعريف الطلبة بحقوقهم من خلال الاطلاع على اتفاقية حقوق الطفل، وتشجيعهم للتعبير عن آرائهم والتحديات التي تواجههم، فضلاً عن تنمية الملكات الإبداعية لديهم.

برغم أهمية المبادرة التي أطلقتها هيئة دبي للثقافة والفنون، إلا أن فئات المسابقة كانت مقتصرةً على جوانب محددة كفن الرسم والخط العربي والتصوير الضوئي والقصة القصيرة والمقال الاجتماعي.

من خلال معرفتنا وثقتنا الكبيرة بأبنائنا وبناتنا الطلبة البحرينيين فإنهم جديرون حقاً بالتميّز في خوض المسابقات الطلابية لحقوق الإنسان وإبراز طاقاتهم وإبداعاتهم في مجالات متنوعة كتصميم أفضل شعار أو موقع إلكتروني لحقوق الإنسان، وأفضل قصيدة شعرية أو رواية أو تمثيلية أو مسرحية أو فيلم قصير أو أنشودة أو لوحة فنية وجدارية أو رسومات كاريكاتير وما شاكل ذلك في مجال حقوق الإنسان.

فلم تعد التربية على حقوق الإنسان ترفاً فكرياً كما يراها البعض أو تلقيناً من المعلّم أو المدرّب لبعض المصطلحات أو النصوص الجامدة في أذهان المتعلمين داخل مؤسساتنا التربوية والتعليمية، وإنما هي حالة ثقافية مدرسية تفاعلية ويومية بين المعلمين والطلبة في سبيل بناء دولة الإنسان.

يقول التربوي البرازيلي باولو فريري: «لم يعد هدف المربّي تبليغ شيءٍ ما للمربَّى، ولكن أن يبحث معه عن سبل تغيير العالم الذي يعيشان فيه».

إقرأ أيضا لـ "فاضل حبيب"

العدد 3928 - السبت 08 يونيو 2013م الموافق 29 رجب 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 12:50 م

      الشكر الجزيل

      شكراً أستاذ فاضل على جهودك المبذولة والجهود التي أنا على يقين أنك ستبذلها باستمرار في مجال حقوق الإنسان، وأهمية تضمينها في العملية التربوية والتعليمية ككل. ومن وجهة نظري الخاصة أرى أن التربي على حقوق الإنسان تسلتزم إعداد طلابنا ومعلمينا نظرياً بتعريفهم هذه الحقوق وأهميتها، وعملياًبالتأكيد على ممارستها واكتسابها ليس فقط ضمن المجتمع المدرسي، وإنما في حياتهم العامة عبر التخطيط لمواقف حياتية حقيقية يوضع فيها هذا الطالب، وتجري ملاحظة ماذا اسيفعل في هذا الموقف؟

اقرأ ايضاً