أنا مؤمن تماماً بأن كل ما يقوم على باطل فهو باطل، وكل عمل قائم على خطأ فهو - أيضاً - باطل... هذا ما سيجرنا الحديث عن قضية جون وفتاي اللذين حصلا على جواز سفرة واحدة أهلهما للعب مع المنتخب الأولمبي الذي شارك في آسياد الدوحة، كلاعبين بحرينيين..!!

هذا التصرف ليس بجديد على الرياضة البحرينية، بل سبق أن قدمت ادارة الجوازات مثل هذه الجوازات منذ بداية السبعينات للاعبين كانوا فعلاً بحرينيين لانهم ولدوا على هذه الارض وتربوا على ترابها ولكن بسبب السياسة التي كانت الحكومة تنتجها في ذلك الوقت تعذر حصولهم على الجواز الأحمر...!!

نعود إلى قضية جون وفتاي الباطلة شرعاً وقانوناً والذي حاول البعض استغلال منحهما الجواز المؤقت لتسجيلهما - بعد الآسياد - كلاعبين بحرينيين مع المحرق على رغم أن القانون الذي يطبقه اتحاد الكرة واضح وصريح في تفسير لهذه النقطة إذ لا يجوز تسجيلهما كلاعبين بحرينيين إذا لم تنطبق عليهما الشروط. لذلك خاب ظن كل من سعى إلى الزج بهما في المنتخب وأصبح المحرق يصرف لهما رواتب شهرية من دون أي فائدة... كما أن اتحاد كرة القدم هو الآخر أخطأ في اختيارهما للمنتخب الأولمبي، إذ إن هذين اللاعبين غير مسجلين مع احدى الاندية مثلهما مثل قضية اللاعب الانصاري، وبالتالي لا يجوز ضمهما للمنتخب... وهنا أسأل المسئولين في اتحاد الكرة... هل يجوز للاتحاد اختيار أي لاعب من الشارع لتمثيل المنتخب أم يجب ان يكون هذا اللاعب منظماً لاحدى الاندية المسجلة لدى الاتحاد..!!

وهناك سؤال آخر أقول فيه... لو كان هذان اللاعبان - فعلاً - بحرينيين، ورفضت احدى الاندية المغمورة مثل الحد أو الاتحاد، فماذا سيكون موقف الاتحاد... فهل سيقف مكتوف الايدي كما يفعل الآن حينما رفض المحرق مشاركة جون وفتاي... أم سيتخذ قراراً قاسياً ضد النادي واللاعبين!... ألم أقل لكم من قبل ان الرياضة البحرينية أصبح فيها «خيار وفقوس» وأصبحت فيها مصالح شخصية نفضلها على المصلحة العامة... وأصبح القانون - في الرياضة - في خبر كان وأخواتها..!!

- قضية جون وفتاي وغيرهما من المجنسين غير المؤهلين أصبحت بلوى من بلاوي العصر التي رمى بها المسئولون في ملعب كرة القدم البحرينية والتي كانت - يوماً ما - مثلاً يحتدى به لباقي المنتخبات الخليجية قبل عشرات السنين حينما كانت الرياضة ضرباً من ضروب التضحية والوفاء والاخلاص في العطاء ودورات كأس الخليج خير شاهد على ذلك.

لذلك فأنا أكرر بأن قضية تجنيس جون وفتاي للمنتخب الأولمبي لم تكن بطلب من المدرب سيئ الذكر «خريسو» الذي سبق - حينما كان مدرباً للأهلي - أن اشتكى للجهاز الاداري عن ضعف المستوى الفني لهذين اللاعبين ولدينا اكثر من شاهد على ذلك، كما أن اختيارهما للمنتخب الأول لم يكن بطلب من المدرب الالماني بريغل الذي لم يشاهد اللاعبين مع الأهلي أو المنتخب الاولمبي ولم يجتمع قط مع المدرب «خريسو» لتقييم عطاء لاعب المنتخب الأولمبي، وهذا ما تؤكده مصادرنا ولكن بسبب - والعياد بالله - العقد النفسية عند بعض المسئولين والذين يحاولون أن يفرضوا سيطرتهم وكلمتهم على كل صغيرة وكبيرة في محيط مجتمعنا الرياضي الصغير. لذلك فأنا أحذر المسئولين من هذه التصرفات وأقول لهم «لو دامت لكم ما وصلت إلى غيركم» وستندمون يوماً حينما تلفظكم الرياضة البحرينية واهلها الخيرين، حينها لا ينفع الندم?