وانتهت أسطورة صدام حسين التي أسدل ستارها فجر أمس في الثلاثين من الشهر الجاري، هذه الشخصية التي ظلت حديث المجتمع الدولي لفترة طويلة، وطاغية أرهب شعبه سنوات طوال إذا ألقمهم طعم الذل والخوف المميت داخل الأسرة العراقية الواحدة التي أصبح كل فرد فيها يشك ويحذر من الآخر.

لقد انتهى صدام... وانتهت قصة ظلمه وطغيانه مع أهالي وادي الرافدين وأهالي دول الجوار التي لا يمكن أن تشطب من اسطر التاريخ بل تضعه على سلسلة قائمة طغاة وسفاحي العراق مثل أبو العباس السفاح والحجاج وغيرهما.

لقد جاءت مشاعر نبأ إعدام صدام مختلطة من الشارع العربي فهي اما مبتهجة كحال الشارع الكويتي، أو هي في حداد مطلق كما هو الحال في ليبيا والمغرب، وأخرى اعتبرت أن إعدامه سيوسع من دائرة العنف داخل العراق على غرار ما جاء من تصريحات الفاتيكان وبعض الدول الغربية والمنظمات الحقوقية التي عارضت تطبيق مبدأ الإعدام من جانب آخر.

إن إعدام صدام جاء في توقيت لم يكن الجميع يراه مناسبا لتزامنه مع فترة أعياد المسلمين والمسيحيين، إذ وجد البعض انه كان من الأفضل أن يتم مع انتهاء موسم الأعياد لان في ذلك استهزاء لمشاعر العرب والمسلمين تحديدا مع أعيادهم وهو الأمر الذي لم يحبذه البعض على رغم أن ما حدث لصدام ما هو الا بداية لمشهد أول قد يتكرر مع مشاهد أخرى لنهايات منتظرة لأنظمة المنطقة العربية التي تتشابه ملامحها وظروفها مع بعضها بعضا، فما بال لو وقعت بيد العم سام وأثارت غضبه وغضب حلفائه؟.

مهما كانت النهاية لطاغية العراق في التاريخ الحديث فإن الأمر لن يترك بهذه البساطة... فعراق اليوم ليس بعراق الأمس وما يحصل بداخله بدا يصدر إلى دول المنطقة، فتأثيراته أصبحت جلية من حيث الثقافة الجديدة التي نقلها بسبب تفاقم واضطراب أوضاعه الداخلية.

لن تكون نهاية صدام هي بداية لصف صفوف الشارع العراقي الذي مزقته آلة الإرهاب في ظل الاحتلال الأجنبي... فمازال هناك ما ينتظر العراقيين وحتى شعوب المنطقة التي أرهقتها كثرة الحروب والأزمات الظالمة بشتى أنواعها وصنوفها... ولا ندري ما بعد نهاية حقبة صدام كيف سيكون شكل العراق والمنطقة معا..؟?