هكذا نودع العام 2006 بأخبار لا تختلف كثيراً عن تلك التي عهدناها من قبل سوى في تفاصيل هنا أو هناك... ولعل إعدام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين سيكون مؤشراً على مجريات العام، بمفاجآتها وبفظاعتها. وحتى الخبر المفرح يختلط بما هو مكدر للمشاعر، ونتحدث كعرب ومسلمين بالحسرة والأسى على ما فات، وندعو أن يمنّ الله علينا يمناً وبركات من عنده في كل عيد يمر علينا. ولعل ان تمنياتنا باليمن والبركات ما هو إلا تعبير عن «الحق في الحياة الكريمة والهانئة»، وانه ومهما كانت الظروف قاسية فإن أمل الإنسان يبقى هو المحرك الأكبر نحو المستقبل.
الحوادث المؤثرة في عالمنا كثيرة، وهي قد تكون تطوراً في العلم والمعرفة، أو اختراعاً إنسانياً يسهل الحياة على الناس، أو تكون كارثة طبيعية تزلزل الأرض والبحار ومن يكون قريباً منها من البشر، أو تكون صراعات سياسية ومأسوية من صنع الإنسان.
ولعلنا في العالمين الإسلامي والعربي قد حجزنا ثلاثة أرباع الأخبار المؤثرة في الجانب المأسوي الذي تصنعه يد الإنسان. وحتى العمليات الإرهابية التي تزهق الأرواح بعيداً عن عالمنا العربي والإسلامي يرتبط أكثرها بما يجري في منطقتنا التي تغلي على بركان سياسي لا يهدأ. ولكن كيف لهذا البركان أن يهدأ وجميع عوامل استثارته تتواصل؟ وكيف ننعم بخيرات النفط ونقمات السياسة تلاحقها؟ كيف نحقق أمناً لبلداننا والعلاقات مشوشة بين الحكام والمحكومين؟ وبين الحكام أنفسهم؟
القرن العشرون بدأ بشعار «حق الشعوب في تقرير مصيرها»، ولكن القرن الحادي والعشرين بدأ بحق القوى العالمية (وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية) أن تتدخل في أي بقعة من العالم تعتبرها ضمن «مصالحها الحيوية»... نعيش في العولمة التي بدأت اقتصادياً واستفادت منها دول شرق آسيا، ولكنها تمددت سياسياً فقط إلى منطقتنا وتلاحقنا بسبب ذلك الويلات الواحدة بعد الأخرى.
من حق شعوب شرق آسيا أن ترد أسماء شخصياتهم ضمن قوائم المنجزين في التطوير العلمي وفي الاختراعات وفي كل ما هو جميل إنسانياً، ولكن يبدو أن شعوبنا حجزت مواقعها ضمن قوائم الإرهابيين والمطلوبين دولياً والمصادرة حقوقهم بقرارات يصدرها مجلس الأمن الدولي الذي لا يستطيع أن ينفذ أيّاً من قراراته إلا إذا كانت تتعلق بعالمنا العربي والإسلامي. هل هي مشكلة متأصلة فينا كمجتمعات؟ أم أنها نقمة بسبب ما لدينا من نفط وغاز ومن موقع استراتيجي؟ هل هي اختياراتنا التي جلبت لنا المآسي، أم انه القدر والحظ والنصيب؟ أسئلة تتوجب علينا الإجابة عليها بصراحة لم نتعود عليها بعد?
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 1577 - السبت 30 ديسمبر 2006م الموافق 09 ذي الحجة 1427هـ