العدد 1576 - الجمعة 29 ديسمبر 2006م الموافق 08 ذي الحجة 1427هـ

تباشير برج الجدي

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

تبدو تباشير العام الجديد تعيسةً في مجملها، وعلى رغم تنبؤات المنجمين والعرّافين بأسرار النجوم باتت تصب في اتجاه أن مواليد برج الجدي - وأنا أحدهم - سيعيشون عاماً سعيداً ينتهي بجني الأرباح واقتناص الفرص والسعادة، إلا أن شيئاً من التفاؤل لم يغلب حالات التشاؤم التي مازالت مسيطرةً على خيال قراءتي الحوادث الوطنية والإقليمية وتفكيكها. تبدو الطائفية رائجةً. أضف إلى ذلك، أن مزاجاً جديداً من التفاعل السياسي في البحرين بات ملحوظاً بوضوح. هذا المزاج (طائفي) التوجهات، وعلى أكثر من صعيد يصب في أني لا أتوقع صدق المتنبئين لي ولغيري في هذه البقعة الفلكية تحديداً، وهو ما يحيل إلى اعتبار التكهنات بعام السعادة شيئاً لا يزيد على «الطَيرة».

واقع الحال، أن «المشتري» بات ملتصقاً بالأرض من جهتنا حد الالتصاق، ما جعل أسعار الأراضي في البحرين تتجه إلى كلفة الصعود للمشتري نفسه. ومازلنا نبالغ جداً في تصور أن البحرين في مأمن من احتباسات حرارية (طائفية)، وبالتالي انها في مأمن من أن تحرقها الشمس. يأتي هذا بعد أن أصبح الشك في أن الأرض هي ثالث الكواكب بعداً عن الشمس «جدياً» بالنسبة إلي على الأقل، بما يصل إلى حدود اعتبار تقرير «الرقابة المالية» نقطةً فاصلةً بين دولة «القانون» ودولة «الهدايا».

إقليمياً، تشير تباشير العام الجديد إلى حرب جديدة في الخليج، لايزال الإيرانيون يتعاملون معها - على ما يبدو - من محمل ترف أن تكون بلداً «نووياً» على النموذج الكوري الشمالي. بينما يعد الأميركيون لحربهم جيداً. بما يتصل بإحضار حاملات الطائرات العملاقة وكاسحات الألغام إلى مياه الخليج المالحة. واقع الحال، أن حرباً هنا/ هناك تعني على الأقل أن أوضاعنا - مواليد برج الجدي في الخليج - تبدو مضطربةً، ذلك أن حرباً بين طهران وواشنطن لن تكون محدودةً أو قصيرةً، بل ممتدةً، وطويلةً، وعلينا تقديم الكثير من الضحايا. من جهة أخرى، لايزال «لبنان» عالقاً حتى اليوم بين حكومة «أقلية» تكذب بإدعاءاتها تمثيل «الأكثرية»، وأكثرية متورطة بعاصمة تكاد تحترق من داخلها قبل خارجها الذي يتربص بها «الشر». الأخيرة (دمشق) تبدو فرصها في النجاة من حرب خارجية «جيدة» إلا أن مواليد برج الجدي عليهم الحذر من قوس «زحل» الذي يكاد يخنق «دمشق» بسمومه في حرب أو اضطرابات داخلية محتملة. مواليد برج الجدي في العراق وفلسطين ليسوا محتاجين إلى تحذير إضافي عما هم فيه من تحذيرات، ففرص البقاء «أحياء» على الأقل بالنسبة إليهم هي أفضل الأمنيات.

كل عام وأنا/ أنتم... أحياء/ بخير?

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1576 - الجمعة 29 ديسمبر 2006م الموافق 08 ذي الحجة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً