نقلت وكالة الأنباء الألمانية في تقرير إخباري لها يوم السبت الماضي أنه حكم بالسجن على أربعة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 40 و49 عاماً، في هونغ كونغ، لأنهم ذبحوا كلبين وأكلوهما، ولكنهم في المحكمة دافعوا عن أنفسهم بالقول إن أكل الكلاب يعد جزءًا من «الثقافة» الصينية!
المحكمة استمعت إلى الجيران الذين شاهدوا الرجال «القتلة»، إذ إنهم بعد تنفيذ جريمتهم بدأوا بطبخ الكلبين المسكينين. واعترف المجرمون الأربعة بعملية «الذبح» من أجل الأكل، وهي المرة الأولى التي تقدّم هذه التهمة أمام محاكم هونغ كونغ، بحسب الوكالة الألمانية.
القاضي كووك واي كنغ، رفض قول الرجال، بأن ذبح وطبخ وأكل الكلاب جزء من الثقافة الصينية، وقال إن الإنسان والكلب مخلوقان تربطهما علاقة صداقة يجب ألا تنتهك، وحكم عليهم بالسجن 30 يوماً. ومع ذلك استأنف الرجال الأربعة الحكم، وأطلق سراحهم بكفالةٍ بانتظار نتيجة الاستئناف.
جمعية الرفق بالحيوان بهونغ كونغ أشادت بحكم المحكمة، وقالت إنها تأمل أن يواصل أفراد المجتمع الإبلاغ عن حوادث ذبح وطبخ وأكل الكلاب! ومن المتوقع أن تقلّ عمليات الذبح للحيوانات البريئة، نظراً إلى ما يتمتع به الجمهور في هونغ كونغ من وعي وحس إنساني ودفء في المشاعر، فضلاً عن الدور الذي تلعبه الصحافة في التوعية بالسلوك العدواني في المجتمع.
هذا في العالم المتحضّر، أما في العالم المتخلّف، فتتفنن بعض الصحف المتخلّفة في إطلاق الأكاذيب، وفبركة الأخبار، وترويج الشائعات، وتتصور أن ما تقوم به هو قمةٌ في المهنية!
آخر إبداعات هذه الجيوب الملتهبة، أنها تتفق مع مؤسسة أجنبية، على تنظيم إجراء «دراسة» على عينة من قرّائها، وتعلن النتائج في اليوم التالي! ولا تكتفي أن تعلن هذه «الربشة» على الصفحة الأولى أنها الأسرع انتشاراً، ليس بين الصحف المحلية وإنما بين الصحف الخليجية دفعةً واحدة! ولو سكت عنها الآخرون لاتفقت مع مؤسسة أخرى لإجراء استفتاء يقول إنها الأسرع انتشاراً على مستوى المحيط الأطلنطي وبحر البلطيق!
تقول بعض المصادر الخبرية إنه عند توقيع العقد، كان الاتفاق يقضي بأن تشهد المؤسسة بأن تلكم «الربشة» هي الأولى من حيث «المقروئية»، لكن عجوزاً ثبت أنه أذكاهم، نبّههم إلى أن هذه المسألة ستكون مكشوفة، واقترح عليهم أن تأتي «ربشتهم» في المرتبة الثانية، وهكذا تنازلت عن المرتبة الأولى، وقبلت بدرجة أقل بنسبة 0.8 بالمئة فقط، وخصوصاً أن هذا التنازل كان لحليف مرحلي، تحوّل في طرفة عين من ليبراليٍّ مزيّف إلى مدافع عن عباد المال، أليس الكذب وتحريف الوقائع وفبركة الأخبار وترويج الشائعات... جزءًا من الثقافة الصحافية؟?
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 1575 - الخميس 28 ديسمبر 2006م الموافق 07 ذي الحجة 1427هـ