العدد 1574 - الأربعاء 27 ديسمبر 2006م الموافق 06 ذي الحجة 1427هـ

ابن البحرين هو ابن البحرين

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

في مقاله أمس الأول فكك الأخ نادر كاظم النظرية المزعومة التي «تفترض المطابقة المزعومة بين الطائفة والموقف السياسي»، والتي تطرح بأن «كل الشيعة معارضة، وأن كل السنة موالاة»، وذلك من «أجل إضفاء المشروعية على قسمة ظالمة في توزيع المنافع والخيرات العامة في الدولة بين الطوائف». ويعتبر التفكيك المنهجي الذي طرحه الأخ نادر من الوزن الثقيل، وهو رسالة الى من يهمه الأمر بأن نعاود جميعاً قراءة الخريطة السياسية المحلية على أساس مختلف من الإطار القاسي المفرض على المجتمع البحريني حالياً.

ولعل في حديث صاحب السمو رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة عندما زار عائلة الجمري لتقديم العزاء في مأتم سار الكبير في 19 ديسمبر/ كانون الاول الجاري التاكيد الموثق لما طرحه الأخ نادر. فقد ذكر سموه عن الحاج الضرير، الملا رضي آل طوق، الذي مثل أهالي سترة في 1970 وأدلى بصوته لدى المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة لصالح عروبة واستقلال البحرين تحت حكم آل خليفة.

وإن كنا سنربط بين الحديثين أعلاه، فإن أبناء من صنعوا استقلال البحرين يعانون اليوم من تصنيف ظالم يحرمهم حقهم في المواطنة الكاملة والمتساوية مع غيرهم... ونرى التمييز المميت والتفريق بين أبناء الوطن الواحد يستشري في جوانب عدة من دون تجريم ومن دون اعتراض، وكأن الله كتب على من عاش أجداده في البحرين آلاف السنين أن يعاني الامرين محاولاً رد التهم عن نفسه.إن أبناء البحرين من الشيعة والسنة ليسوا بحاجة الى أن يثبتوا إلى أية جهة على هذه الأرض بأنهم مخلصون لوطنهم، فالشمس لاتحتاج إلى دليل بأنها الشمس المشرقة، ومن لايرى الشمس لاتنفع معه أية إثباتات أخرى. إننا بحاجة إلى أن ننطلق الى أفق أوسع من الطائفية الضيقة التي بدأت تزحف علينا من كل جانب، وأصبح الذي لايتحرك على أساس طائفي وكأنه من المغفلين (بحسب وجهة نظر سائدة على أرض الواقع).

لقد تمنينا لو جرت الانتخابات النيابية والبلدية الاخيرة بشكل أفضل، وتمنينا لو ان الدوائر كانت أكثر عدلاً، وأن يصوت الشيعي للسني، والعكس صحيح، تماما كما حدث في بعض دوائر المنامة في العام 1973... ولكن الأمور قد تحدث لأي سبب كان، والأمل هو في اغتنام الفرص الآن من أجل التقارب ومن أجل إزالة الثقافة العنصرية والطائفية التي تتبناها بعض الأوساط الأهلية والرسمية في وضح النهار، ومن دون الخوف من العقاب.

لاينفع بأن نحاول منع الصحافة من الحديث عن هذا الموضوع الشائك، لأنه موضوع يلوث الهواء الذي نستنشقه، وعلينا بدلاً من إغماض العين أن ندرس ماحدث خلال الفترة الماضية من حوادث ونضع الحلول الشجاعة التي لاتهرب من الواقع ولاتخاف من المستقبل، وإنما تؤمن بالمبادئ وتصنع المستقبل الأكثر إشراقاً?

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1574 - الأربعاء 27 ديسمبر 2006م الموافق 06 ذي الحجة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً