إذا كنت تقوم بدراسة إحصائية تجمع فيها بيانات لتدخلها في برنامج قاصداً الوصول إلى نتائج معينة، فلابد أن تتعرف على ما اصطلح عليه GIGO، أو Garbage in, Garbage out. فلا معنى للبيانات التي تدخلها، والأرقام التي ستتحصل عليها كنتائج، إن كانت مجرد أرقام أو «فضلات» كما يقول المصطلح، فلن تخرج إلاّ «فضلات» لا معنى لها، لأنها غير مفسرة بشكل صحيح عند إدخالها، وغير مرتبطة بالأهداف التي رسمتها أنت للدراسة أصلاً، ناهيك عن طريقة اختيار العينة... إلخ من عوامل. وعليه، لا يمكنك أن تستند في النهاية إلى نتائج دراستك لربطها بعامل آخر بعيد عما خططت له منذ البداية.

نذكر هذه المعلومة «التقنية» على خلفية نتائج الدراسة التي نشرتها إحدى الصحف المحلية أخيراً، لتعلن أنها الأوسع انتشاراً في الخليج، وتصنف كتاب أعمدتها بحسب الأفضلية لدى القراء! وهو أمر أثار حفيظة أربع صحف أخرى وجعلها تصدر بياناً مشتركاً «تستنكر» فيه هذه النتائج معتبرة إياها غير صحيحة، ولترد الصحيفة المعنية، لنكتشف أن الدراسة تعرضت لعينة من جمهور قراء الصحيفة نفسها، وصنفت تفضيلاتهم الخاصة بصحيفتهم! هذه المعلومة التفصيلية الصغيرة، التي ذكرت عرضاًَ وسط خضم من الأرقام والرسوم البيانية، تقلب نظرية الصحيفة في تعميمها للنتائج رأساً على عقب، لأن العينة لم تكن ممثلة لجمهور القراء بل لقرائها هي، فالنتيجة متوقعة إذاً، فـ «Garbage in, Garbage out»?