من الجميل جداً أن يحتفل الإنسان بعيد ميلاده في كل عام، لكن الأجمل أن يكون الاحتفال في أحلى حلّه، ولكي يكون في هذه الصورة، ستمسي مشاركة الأحباب والعشاق أكبر فرحة سيحظى بها هذا الفرد، وهذا فعلاً ما يحدث في احتفالية الاتحاد البحريني لكرة القدم الذي يحتفل بعيد ميلاده الخمسين واليوبيل الذهبي، فحسناً فعل اتحاد الكرة واستقدم فريق إنتر ميلان بالتعاون مع المؤسسة العامة للشباب والرياضة للمشاركة معه في احتفاليته هذه.
إلى هنا نحن تخطينا الجميل في هذه الاحتفالية، ولكن الاتحاد يوماً بعد يومٍ يشير لنا بأن احتفاليته ستذهب سدى وستكون كابوساً له ولفريق إنتر ميلان، الذي بلا شك لو علم أن هذه المباراة لن تجلب له سوى الأموال من دون رؤية العشاق والأحباب، ورؤية مدى حب الجماهير له، وخصوصاً في ظل المستويات الرائعة التي يقدمها حالياً في الدوري الإيطالي «الكالتشيو» الذي يتصدره بتفوق، ودوري أبطال أوروبا، لكنه لن يحظى بالتأكيد بأكثر من خمسة أشخاص، ولن يحظى بلقاء متكافئ «على أقل التقادير»، خصوصا إذا ما عرفنا أن عشر دقائق من اللقاء ستحظى بمشاركة المعتزل خميس عيد، وربما خلال هذه الأيام بمشاركة لاعبين آخرين، ما يعني أن المباراة ستكون مهرجاناً من الأهداف وتسيداً من الإنتر للمباراة التي ستحتم على مدربه الإيطالي مانشيني إخراج لاعبيه الأساسيين والزج بالاحتياط.
نأتي للقضية الأساسية، وهي مشاركة الأحباب في هذه الاحتفالية، والتي ستكون أحلى برامج الاحتفالية، وخصوصا إذا ما قلنا إن يوم المباراة سيحظى ببرنامج دسم من مشاركات لاعبين قدامى ودخول لأطفال وألعاب نارية وغيرها، ولكن لمن ستكون هذه البرامج للاعبي الإنتر أو لاعبي المنتخب أو الخمسة الذين حضروا المباراة والرسميين الذين سيحظون بالتأكيد بتذاكر مجانية على رغم مقدرتهم على شراء هذه التذاكر، أليس الجمهور هو طعم وحلاوة المباريات؟!، أليس الجمهور يعد اللاعب الثاني عشر وقد يكون الأول؟!، غير أننا في البحرين نعتبره اللاعب الثالث والعشرين الذي لا يحظى بالأهمية بتاتا، «فحضورك عندي كما كنت غائبا»، وهذا ما اعتقده.
إلا يشاهد المسئولون مآسي الدوري العام الذي يحظى هذه المرة ولأول مرة بتسمية جديدة وهي «كأس دوري خليفة بن سلمان»، ألا يفهم المعنيون بأن فهم الأخطاء الطريق الصح للمضي قدماً في تحقيق النتيجة والتطور اللازم؟!، ألا يرى هؤلاء أن الدوري يعاني الأمرين من القرارات والتعاقدات الخاطئة التي يقوم بها هذا الاتحاد؟!، ألا يفهمون أنهم ينسفون ما قاموا به من تخفيض لقيمة تذكرة مباريات الدوري، عندما أشاروا بالخط العريض أن تذاكر الاحتفالية موجودة بقيمة دينارين في كل مكان؟، هل يعتقدون أن الفرد البحريني الفقير الذي لا يحظى بقوت يومه ، سيسارع إلى شراء هذه التذاكر، خصوصاً إذا ما عرفنا أن الجمهور البحريني يعد من أفضل الجماهير المتابعة والمتذوقة للعب الجميل، والعاقلة التي لا «تنعق وراء كل ناعق»، فهل يعتقد المسئولون أن الجمهور سيقوم بشراء تذكرة لهذه المباراة بدينارين؟!
كان من الجميل أن يعمل الاتحاد بحسب وتيرته المتسارعة التي يعلن عنها، في الحصول على راعٍ لهذه المباراة، إذا قلنا إن راعي الدوري ليس مسئولاً بتاتاً في الدخول كراع ٍولهذه الاحتفالية، ولاسيما أننا لم نجد ما يشفع له في تطوير الدوري من ناحية جذب الجماهير ولعل السحب على الجوائز الذي لم ينفذ بسبب عدم وجود أرقام للجماهير إلا قليلا، وافتراضا إذا قلنا إن «ميتاف» سترعى المباراة أيضاً، إذا كان عليه أن يقوم بتحقيق ما ذكره بجذب الجماهير من خلال إلغاء شراء التذاكر وجعل المباراة مجانية، وهو ما سيحظى بمشاركة جماهيرية كبيرة.
هذا من ناحية الجماهير، أما للمباراة فإن الاتحاد مطالب باستغلال المباراة بأفضل ما يكون وذلك من خلال اللعب بتشكيلة أساسية للمنتخب واعتبارها مرحلة جادة للتحضير لخليجي 18، خصوصا أن إعداد المنتخب لن يحظى بلقاءات قوية.
من هنا نطالب الاتحاد بالعمل سريعاً وبحسب الوتيرة التي يراها مناسبة له، أن يعمل على تحقيق ما يجعل هذه الاحتفالية للجميع وليس للمسئولين والقادرين القلائل على شراء هذه التذاكر، بالعمل على جعل المباراة والتدريبات مجانية من أجل أن يكون حفل الميلاد جميلا لا ينسى?
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 1573 - الثلثاء 26 ديسمبر 2006م الموافق 05 ذي الحجة 1427هـ