ثمة عوامل كثيرة تنعكس فتجعل من هذا المجتمع أو ذاك مجتمعاً موحداً أو ممزقاً، متحاباً أو متباغضاً، ذا شفافية أو نفاق، سعيداً أو شقياً، ومن أهم هذه العوامل: طيبة القلب، أو سوء السريرة، الإيثار أو الأثرة، التواصل أو التدابر، وغير ذلك من العوامل.
وبحكم عشرتي القصيرة لأهالي سار الطيبين، فقد وجدت لديهم صفات إيمانية كثيرة من أهمها: تبادل الزيارات بين الأهل والأصدقاء بمناسبة ومن غير مناسبة، ليلاً أو نهاراً، وفي أوقات مختلفة، كما أن مجالسهم مفتوحة لاستقبال الزائرين من الأهل والأصدقاء والمعارف، إذ تدور الأحاديث التي تهم المجتمع (الساري) خصوصاً، والبحريني عموماً، وحوادث الساحة العالمية بصفة أعم.
إن شباب قرية سار شباب واع لما يدور حوله، شباب متحاب ودود، اجتماعي وصول، لا يشعر الغريب عنده بغربة، ولا يحس المكروب بكربة، من استعان به أعانه، ومن غاب عنه صانه، قلوبهم مفتوحة، ونفوسهم مشروحة. وأخيراً فإن شباب سار معروفون بإسهاماتهم ودعمهم للمشروعات الخيرية والثقافية والاجتماعية. هذه بعض سجايا أهالي قرية سار ذكرتها باختصار شديد.
في هذا الزمن الذي تتحكم فيه الروح المادية وتتقطع الروابط الاجتماعية، كم نحن بحاجة إلى اتخاذ مثل هذه القرية قدوة ومثالاً فيما يتعلق بالسجايا الحميدة والتكافل الاجتماعي، لتعيش مدننا وقرانا ومناطقنا متحابة متحدة، وهذه الصفات نحن أحوج ما نكون إليها في حاضرنا ومستقبلنا?
إقرأ أيضا لـ "علي الشرقي"العدد 1572 - الإثنين 25 ديسمبر 2006م الموافق 04 ذي الحجة 1427هـ