حسن فعل الاتحاد البحريني لكرة السلة عندما واجه الصحافة المحلية بكل جرأة لبحث إخفاقات المنتخب الأول في مشاركاته الأخيرة وذلك في المؤتمر الصحافي الذي عقده لهذا الغرض.
منتخب السلة وعلى رغم عدم تحقيقه أي فوز في الدور الثاني من آسياد الدوحة وتلقيه هزائم ثقيلة إلا أن اتحاده كان واثقا مما فعله فلم يخف من مواجهة الصحافة، ولم يتعفف من عرض أسباب الإخفاق على الرأي العام.
اتحاد السلة بخطوته هذه أحرج بقية الاتحادات الجماعية التي فصلت التواري عن الأنظار وتغطية الفشل الحاصل في ىسياد الدوحة بفقاعات إعلامية.
النجاح والفشل وجهان لعملة واحدة في الرياضة، إذ كما أن هناك الفوز هناك الخسارة أيضاً، ولا يمكن لمنتخب أو فريق معين أن يبقى على القمة دائما.
منتخب السلة واجهته الكثير من الظروف الصعبة في الإعداد للآسياد، كما عانى الفريق من الغيابات، والأهم من ذلك فإن إمكاناته الفنية لم تكن تؤهله للمضي أكثر مما وصل إليه.
على العكس من ذلك كانت المنتخبات الجماعية الأخرى في الآسياد مرشحة أكثر لتحقيق نتائج طيبة إلا أن الإخفاق كان حليفها.
إذا صح أن نسمي نتائج منتخب السلة في الآسياد بالإخفاق، فبماذا نسمي نتائج الاتحادات الأخرى.
القدرة على المواجهة عادة ما يتحلى بها الأفراد القادرون على رد الحجة بالحجة، الأفراد الذين أحسوا أنهم عملوا ما عليهم ولكن الظروف كانت أقوى منهم.
وعلى رغم ملاحظاتنا الكثيرة على مشاركة المنتخب والتقصير الذي حصل في الإعداد وتهيئت الفريق لهكذا منافسات إلا أن ما يحسب لاتحاد السلة في هذا المجال قدرته على الاعتراف بأخطائه ورغبته الدائمة في تصحيحها، واعترافه الكامل بأن ما حصل كان إخفاقا وليس أي شيء آخر.
الاتحادات الأخرى مازالت تراوح في مكانها وعادة إلى البحرين قادمة من الدوحة من الباب الخلفي وبأقل ضجة ممكنة لتجنب تساؤلات الصحافة ولطي ملف المشاركة بأقل قدر من الضوضاء.
المشكلة ان هذه الاتحادات التي تبحث عن الإعلام مع أقل فوز تحققه هي تتهرب منه بشكل مطلق في حال الإخفاق.
بعض العقليات مازالت تتعامل مع الوسائل الإعلامية باعتبارها وسيلة للظهور والبهرجة، وليس باعتبارها سلطة رابعة مهمتها توضيح الحقائق وكشف التجاوزات والتقصيرات ومحاسبة المسئولين عنها أيضا.
للصحافة والإعلام تأثير كبير في المجتمعات الحديثة، فهي موجه رئيسي للرأي العام، وتأثيرها يمتد إلى ميادين عدة، كما أنها تلقى الاحترام والتقدير من قبل الجميع.
استمرار التعامل مع الصحافة باعتبارها وسيلة للظهور والبهرجة في حال الانجاز والابتعاد عنها قدر الإمكان في حال الإخفاق أحد أسباب تخلفنا الرياضي لأن ذلك يمنع الوسائل الإعلامية من القيام بدورها الحقيقي في خدمة المجتمع.
ما نتمناه أن تحدو الاتحادات الرياضية الأخرى التي كانت إخفاقاتها كارثية في آسياد الدوحة حدو اتحاد السلة في الشجاعة في المواجهة وإظهار الأسباب الحقيقية للنتائج السلبية، لأن بهذه الشجاعة وحدها سنكون قادرين على وضع اللبنة الأولى في الإصلاح الرياضي?
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 1572 - الإثنين 25 ديسمبر 2006م الموافق 04 ذي الحجة 1427هـ