لن أكرر الحديث الذي سمعناه كثيراً من أن البحرين بإمكانها ان تتحول الى سنغافورة، وذلك نظـراً الى تشابه الحجم والموقع... فسنغافورة تطلق على نفسها «الجزيرة الذكية»، وقد رأيت إعلاناً في البحرين يذكر أن البحرين «مملكة ذكية». والإشارة الى الذكاء ترتبط بالمعلوماتية، وتوافر البنية التحتية لربط الناس معلوماتياً ببعضهم بعضاً، وبالحكومة، وبعالم المال والأعمال. وعليه، فإن بلداً مثل سنغافورة يركز على توسيع البنية التحتية «المعلوماتية» لكي يتمكن كل مواطن من استخدام شبكة الانترنت بأرخص وأسهل ما يكون، إن لم يكن بالمجان.

على أنّ توفير البنية التحتية المعلوماتية يحتاج إلى إمداد كابلات «الألياف البصرية»، وهي الـ «فايبر أوبتيكس»... وكانت البحرين تخطط لمد هذه الكابلات في مختلف مناطق البحرين، ولكن المشروع توقّف.

حالياً فإن ما هو متوافر للناس هو الكابلات النحاسية، وهذه تتحمل تدفق معلومات (من الانترنت) بنحو 256 ألف «بت» في الثانية، ويمكن أن تصعد سعة الكابلات النحاسية الى مليونين أو حتى عشرة ملايين «بت» في الثانية. ولكن الألياف الضوئية توفر سعة قدرها 155 مليون «بت» في الثانية.

باختصار، فإن الانتقال من كابلات النحاس إلى كابلات الـ «فايبر أوبتيكس» يشبه الانتقال من زقاق عرضه متر واحد الى شارع كبير جداً عرضه 100 كيلومتر... وهذا يعني أن التلفزيون والهاتف والكمبيوتر يمكنها أن تندمج مع بعضها بعضاً وأن توفر خدمات عدة وكبيرة بكلف زهيدة... شريطة أن تتوافر البنية التحتية المعتمدة على الفايبر أوبتيكس.

مشروع مد البحرين بالفايبر أوبتيكس توقّف لأن سوق الاتصالات تحررت، وأي شركة ربما تحتاج إلى أن تستثمر ما بين 100 و400 مليون دينار لكي تغطي مناطق البحرين المختلفة. والشركة إذا لم يكن من أهدافها الدخول في توفير قنوات تلفزيونية ومحتويات مدفوعة الأجر، فإنه ليس لديها حافز للمضي قدماً في مشروع ضخم من هذا النوع.

في الكويت، فإن مشروع إمدادات الفايبرأوبتيكس يعتبر مشروعاً وطنياً، وليس مشروعاً خاضعاً للاعتبارات الاقتصادية لهذه الشركة أو تلك. ونحن أيضاً بحاجة إلى أن نقرر فيما إذا كان مد البحرين بكابلات الـ «فايبر أوبتيكس» مشروعاً وطنياً، أم انه خاضع لقرارات الشركات التي يتحكم في قرارها مقدار المردود الذي ستحصل عليه مباشرة من هذا العمل.

إنني أعتقد أن هذا المشروع يجب أن يكون هدفاً حكومياً (وطنياً) وعامّاً للجميع، لأن تطوير البنية التحتية يعتبر من صميم عمل الحكومة، ولكي تتحول بلادنا إلى «مملكة ذكية» فإننا بحاجة إلى قاعدة الإمدادات الذكية لمثل هذا الأمر?