العدد 1571 - الأحد 24 ديسمبر 2006م الموافق 03 ذي الحجة 1427هـ

العولمة 2/5

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

يعرفها المفكر الاقتصادي العربي د. صبري عبدالله على «انها ظاهرة تتداخل فيها أمور الاقتصاد والثقافة والاجتماع والسلوك ويكون الانتماء فيها للعالم كله عبر الحدود السياسية للدول وتحدث فيها تبدلات تؤثر على حياة الإنسان أينما يكن ويساهم في طبع هذه التجولات ظهور فعاليات جديدة هي الشركات متعددة الجنسيات».

وقال آخرون: إنها «تعني بشكل عام اندماج أسواق العالم في حقول التجارة والاستثمارات المباشرة، وانتقال الأموال والقوى العاملة والثقافات والتقانة ضمن إطار من رأس مالية حرية الأسواق، وتالياً خضوع العالم لقوى السوق العالمية، مما يؤدي إلى اختراق الحدود القومية وإلى الانحسار الكبير في سيادة الدولة، وأن العنصر الأساسي في هذه الظاهرة هي الشركات الرأس مالية الضخمة متخطية القوميات».

أما المفكر العربي محمد الجابري فقد عرفها من زاية اجتماعية - سياسية، حاصراً إياها في العلاقة مع الولايات المتحدة، إذ وصفها بأنها «العمل على تعميم نمط حضاري يخص بلداً بعينه، وهو الولايات المتحدة الأميركية بالذات، على بلدان العالم أجمع. فهي بهذا التعريف تكون العولمة دعوة إلى تبنى إيديولوجية معينة تعبّر عن إرادة الهيمنة الأميركية على العالم. ولعل المفكر الأميركي «فرانسيس فوكوياما» صاحب كتاب «نهاية التاريخ» يعبّر عن هذا الاتجاه فهو يرى أن نهاية الحرب الباردة تمثل المحصلة النهائية للمعركة الإيديولوجية التي بدأت بعد الحرب العالمية الثانية بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأميركية وهي الحقبة التي تم فيها هيمنة التكنولوجيا الأميركية.

أما الاجتماعي جيمس روزناو فيقول في تعريفها: « إنالعولمة هي علاقة بين مستويات متعددة للتحليل: الاقتصاد، السياسة، الثقافة، الإيديولوجيا، وتشمل إعادة تنظيم الإنتاج، تداخل الصناعات عبر الحدود، انتشار أسواق التويل، تماثل السلع المستهلكة لمختلف الدول، نتائج الصراع بين المجموعات المهاجرة والمجموعات المقيمة».

وعرفها بعضهم بأنها: «الاتجاه المتنامي الذي يصبح به العالم نسبياً كرة اجتماعية بلا حدود. أي أن الحدود الجغرافية لا يعتبر بها إذ يصبح العالم أكثر اتصالاً مما يجعل الحياة الاجتماعية متداخلة بين الأمم».

فالآخذون بهذا التعريف يرون أن العولمة شكل جديد من أشكال النشاط، فهي امتداد طبيعي لانسياب المعارف ويسر تداولها تم فيه الانتقال بشكل حاسم من الرأس مالية الصناعية إلى المفهوم ما بعد الصناعي للعلاقات الصناعية.

وبعيداً عن كل تلك التعريفات، أجمعت الكثير من الآراء على أن جذور مرحلة تكوين ما عرف فيما بعد بمصطلح العولمة ترجع إلى فتوحات الفراعنة القدماء سواء في رحلاتهم إلى بلاد الصومال أو بلاد الشام أو في غزوهم للمجهول البعيد، كما تدل عليه آثارهم في الأميركيتين ووصولهم إليها قبل غيرهم بآلاف السنين. وقد كانت المحاولات القديمة نحو العولمة محاولات فردية ديكتاتورية كتلك التي كانت من جانب قادة العالم البارزين في الماضي ومنهم الإسكندر الأكبر في غزو العالم.

وعلى سبيل المقارنة، لايرى هؤلاء أن المحاولات الحالية تختلف في مضمونها عن المحاولات السابقة. بيد أن المحاولات القديمة كانت فاشلة بسبب اختلاف الدين والثقافة واللغة والسياسة بالإضافة إلى المصالح الاقتصادية.

وتعود بدايات استخدام مصطلح «العولمة» بمفهومها المعاصر والسائد، إلى كتابين صدرا العام 1970، الأول لمارشال ماك كوهان «حرب وسلام في القرية الكونية»، والثاني» أميركا والعصر الإلكتروني» لزيجنيو بريزنسكي المسئول السابق في مجلس الأمن القومي في عهد الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريجان ومنذ السبعينات شاع كثيرًا استخدام مصطلح العولمة بعد التطور المتسارع في تقنيات الاتصال وشبكاتها الدولية وصولا إلى أن بات اليوم على كل شفة ولسان.

وعلى رغم الأرضية الاقتصادية التي إنطلق منها الكاتبان، لكن معالجتهما للعولمة كانت أكثر تركيزاً على المحور الجيوبوليتيكي للعولمة?

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1571 - الأحد 24 ديسمبر 2006م الموافق 03 ذي الحجة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً