العدد 1571 - الأحد 24 ديسمبر 2006م الموافق 03 ذي الحجة 1427هـ

بعض جمل من رسائل الوالد

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

اتصل بي الكثير من الأشخاص يسألون عن إمكانية نشر رسائل وكتابات الوالد الشخصية، والواقع أن مثل هذا الأمر ليس ممكناً، لأننا في العائلة كنا قد ناقشنا هذا الموضوع واستقر الأمر على تقليل النشر، وذلك لأن الوالد لم يكن يسعى إلى شيء سوى صلاح حال الأمة... ولكنني وجدت نفسي وسط بعض الرسائل التي كان يرسلها لي عندما كنت في بريطانيا عبر الفاكس، وغرقت في قراءة بعضها، ووددت أن أنشر بعض الأسطر فقط.

رسالة مؤرخة في 20 ديسمبر/ كانون الأول 2000 وهذا جزء منها: «بني العزيز، في هذا اليوم وفي الساعة السادسة صباحاً انتقلت إلى رحمة الله تعالى عمتك زهراء (أم عباس)... وقد شاء الله أن أتمكن من الصلاة على الجنازة ومواكبة التشييع حتى النهاية... (لقد) منعوني من حضور الفاتحة على رغم اتصال إخوتك... لقد شددوا على أبيك منذ أكثر من شهر، أكثر من ذي قبل... إننا صامدون، وإن شعبنا لهو المنتصر في النتيجة والعاقبة... وإن كنتُ - يا عزيزي - تنتابني أحياناً حالة صعبة من الألم النفسي وضيق الصدر من جراء فصلي عن الأمة وفصل الأمة عني، ولكن أي شيء في سبيل الله مقبول... المهم ألا تزلَّ القدم».

رسالة بعد شهر مؤرخة في 21 يناير/ كانون الثاني 2001: «اليوم اتصل (...) بابني صادق وقال له إن سعادة وزير الداخلية يريد لقاء الوالد اليوم في المكتب بوزارة الداخلية في الساعة الواحدة. وذهبت مع صادق إلى وزارة الداخلية (...) وقال الوزير: هذه جلسة تأسيسية وسوف تتلوها جلسات نتحاور معك. الجمري: أنا مستعد ولكن لماذا لا تكون الجلسات خارج الوزارة، في بستان أو منزل، فإن مجيئي إلى هنا ليس في صالحي ولا صالحكم، فإن الناس إذا عرفوا مجيئي إليكم سيقولون إنكم اعتقلتموني. الوزير: اذا لاحظت الناس فإنك لا تعمل شيئاً. الجمري: كيف لا ألاحظ الناس والرسول (ص) يضع الحساب للرأي العام».

وفي 24 يناير 2001 كتب يقول: «زرت أمس الأستاذ إبراهيم العريض في منزله بصحبة الولد صادق ودلالة سائق الوزير جواد العريض الذي عقد الموعد مع الأستاذ، وقد طلب الوزير أن يأتي ليأخذني بسيارته لهذه الزيارة فلم أوافق، وقد كانت زيارة الأستاذ مفيدة وممتعة أدبياً. وبعد الفراغ من الزيارة التي حضرها الوزير والأستاذ جليل العريض ابن الأستاذ إبراهيم العريض والدكتور أحمد العريض أخ الوزير، بعد الفراغ أصر الوزير إلا أن يأخذني بسيارته إلى المنزل وبعد الإلحاح وافقت وكان هو السائق، (...) قلت له إن الذين غادروا (من حول المنزل المحاصر) هم العسكريون فقط... فقال سيذهبون في مدة أقصاها يومان».

وفي ختام الرسالة الطويلة يذكر الوالد: «وإني قد شبعت من الاضطهاد (...) وقد شبعت من المسرحيات ضدي من أجل إسقاطي، فمسرحية خروجي (من السجن) لم أنسها، وقد حفظ الله وكفى ما أراده الفاعلون، تلك المسرحية التي أجبرت عليها (...) وأسأل الله العون والتسديد والتوفيق، وكشف الهمِّ والغم، وأن يجعلني بمستوى واجباتي الدينية والوطنية، وأن يجعلني بمستوى ثقة الأمة بي».

اخترت بعض العبارات من ثلاث رسائل و التي أعتقد أنها تكفي لاستيحاء شيء مما كان يفكر فيه الوالد، وهي تكفي الغرض، والأمل في أن نستفيد من تجاربنا كلها من أجل خير البحرين ومستقبلها?

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1571 - الأحد 24 ديسمبر 2006م الموافق 03 ذي الحجة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً