غداً يحتفل أتباع الديانة المسيحية في أرجاء المعمورة بذكرى ولادة نبي الله عيسى (ع) الذي ولد في مدينة بيت لحم بالأراضي المحتلة في فلسطين قبل حوالي ألفي عام، فيما يجهل غالبية الأميركيين (58 في المئة) أين تقع هذه المدينة التاريخية، وذلك وفق ما كشفه استطلاع للرأي أجراه معهد زغبي الدولي.
وهذه من المفارقات؛ إذ إن ساسة أميركا أبدوا مخاوفهم وهواجسهم من فوز المسلم كيث اليسون للمرة الأولى بمقعد في الكونغرس الأميركي، حتى اعتبر بعضهم أن هذا الأمر يهدد «القيم والمعتقدات التقليدية» في الولايات المتحدة، وخصوصاً بعد أن أبدى اليسون رغبته في أداء اليمين على المصحف الشريف لدى تسلمه مهماته.
هم يجهلون أين تقع مدينة ميلاد نبيهم في الوقت الذي يريدون أن يحتلوا ويحاربوا «قوى الشر» باسم الدين، ويحاكموا الآخرين على تمنياتهم ورغباتهم لأنها تمثل تهديدا لمعتقداتهم وقيمهم.
كيف لا، والرئيس الأميركي جورج بوش يرى نفسه «مبعوث المسيح» وأنه متدين و «متشدد في تدينه»، وأنه يقاوم الكآبة بالصلاة كل يوم، وأنه لم يطمح للرئاسة لولا حبه للمسيح، وأخذ يتغنى بتدينه في كل محفل ومكان، فيما هو في الواقع ينشر الخراب في كل بلد تحط فيها أقدام جنوده ويمر اسم ذلك البلد في خطابه.
هو متدين حينما يوصله تدينه للرئاسة، وهو متدين حينما يبقيه في الرئاسة، لكنه غير متدين حينما يهدد التدين الرئاسة، فهو حقاً «متدين لا متدين»?
إقرأ أيضا لـ "احمد شبيب"العدد 1570 - السبت 23 ديسمبر 2006م الموافق 02 ذي الحجة 1427هـ