هناك من الأمور التي لا يحبذ المرء التطرق إليها، لكن أيضاً من الصعب عدم التحدث عنها أو تجاهلها لأنها للأسف ممارسات معاشة في بعض بلداننا العربية. من ذلك مثلاً ما لاحظته في أحد بلدان المغرب العربي، من تصرفات تمارس بصورة غير حضارية من قبل بعض موظفي نقطة العبور في المطار، إذ يطرح بعضهم الكثير من الأسئلة، بمعنى أو من دون معنى. بل ويطول الحديث فقط من أجل التكرم عليه بإعطاء «إكرامية» أو أن يأخذ البعض بإعطاء النصائح من خلال القول إن الدراهم المتبقية لديك لن تستفيد منها في السوق الحرة بالمطار، لأنها لا تؤخذ، رغم أن ما حدث لي كان العكس، إذ تستطيع الشراء بالدرهم المغربي أو الدولار الأميركي أو اليورو.
إن هذه الممارسات تحدث مع نفر من المسافرين خصوصاً القادمين من منطقة الخليج،على رغم أن ذلك يتنافى مع أعراف وأنظمة المطارات في العالم، لكنه أصبح أمراً اعتيادياً في هذه الدول، إذ تمارس بشكل تلقائي وطبيعي جداً. وهي لا تنتهي عند هذا الحد بل تذهب إلى اكتشافٍ لحظة وصولك أرض الوطن سالماً، بأن هناك تصرفاً آخر غير حضاري، بأسلوب تفتيش الأغراض الشخصية داخل حقيبة السفر، فعندما تفتح الحقيبة تجد الأغراض مبعثرة في فوضى واضحة. حتى علب الكريمات وغيرها تفتح ولا تغلق بإحكام فتخرب الحاجيات والأغراض على رغم ترتيب حقيبة السفر التي يستغرق نقلها ساعات طويلة من السفر تصل إلى عشر ساعات أو أكثر، تبعاً لعدد محطات الوقوف في بعض البلدان بين المشرق والمغرب العربي.
هناك أساليب أكثر حضارية وتطوراً، حبذا لو استخدمت في التفتيش وهي لا تحتاج إلى مثل هذا العناء وصرف الكثير من الوقت لموظفي الأمن والمطار في بعثرة الأشياء الشخصية في حقائب المسافرين بتلك الصورة، والتي لا نجدها تحدث في مطارات دول مجلس التعاون الخليجي مثلاً، وحتى بالنسبة للمطارات الأميركية مثل نيويورك ونبراسكا وفلوريدا التي هي أكثر حذراً من غيرها بعد هجمات سبتمبر/أيلول، فلا تتم عملية التفتيش بهذه الصورة خصوصاً بعد تفاقم الانتقادات في السنوات الأخيرة.
كلنا أمل بأن تتغير مثل هذه التصرفات لأنها لا ترتقي إلى المستوى الذي يروج له ذلك البلد العربي الشقيق، الذي يتمتع أهله بالبساطة والطيبة، لا سياحياً ولا حتى في عملية استقباله للوفود العربية والأجنبية، وذلك في احتضانه للفعاليات الدولية والإقليمية المهمة?
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 1570 - السبت 23 ديسمبر 2006م الموافق 02 ذي الحجة 1427هـ