العدد 1568 - الخميس 21 ديسمبر 2006م الموافق 30 ذي القعدة 1427هـ

كرة «الأزوري» تسدل الستار على 2006 بفرحة انتصار كأس العالم

وسط عام تخللته الأفراح والأحزان والخوف وخيبة الآمال

بعد عام حفل بالإنجازات... والسقطات على حد سواء، لكرة القدم الإيطالية يحاول مشجعو كرة القدم في إيطاليا في الوقت الحالي أن يستكشفوا ما قد يحمله المستقبل للعبتهم المفضلة بعد تتويج منتخبهم بكأس العالم 2006 في ألمانيا وخيبة الأمل التي أصابتهم نتيجة فضيحة التلاعب بنتائج المباريات التي تفجرت منتصف العام.

ويرى الكثيرون أن 2006 هو العام الذي قلب كيان كرة القدم الايطالية فقد سارت الأمور في هدوء ومن دون أية مشكلات حتى مايو/ أيار الماضي، إذ فاز يوفنتوس بلقب الدوري المحلي وهو السادس له خلال آخر 10 سنوات وحل ميلان في المركز الثاني وفشل إنتر ميلان مجددا في الفوز باللقب الذي لم يحرزه منذ 1989 .

وفي غضون أسابيع قليلة تغيرت المجريات رأسا على عقب، إذ كشف ممثلو الادعاء النقاب عن فضيحة كبيرة قلبت الموازين كلها وغيرت نتائج مواسم بأكمله.

وبناء على مئات المكالمات الهاتفية التي تم تسجيلها نشرت الصحف الايطالية الكثير عن الفضيحة وحوادثها المثيرة، إذ اكتشفت إيطاليا نجاح بعض مديري ومسئولي الأندية في تعيين الحكام الذين يرغبونهم لإدارة مباريات فرقهم بالدوري المحلي، وكيف سيطر مجموعة من السماسرة ووكلاء اللاعبين على سوق الانتقالات عبر طرق غير مشروعة.

ومنذ البداية بدا أن مديري نادي يوفنتوس سابقا لوشيانو موجي وأنطونيو جيراودو هما الأكثر تورطا في الفضيحة، كما وضح تورط أندية ميلان وفيورنتينا ولاتسيو وريجينا في مع عدد من الحكام ومسئولين رفيعي المستوى بالاتحاد الايطالي للعبة.

وأسفرت التحقيقات التي أجراها الاتحاد الايطالي بالتعاون مع ممثلي الادعاء عن قرار قضائي يقضي بتجريد يوفنتوس من لقب الدوري الذي أحرزه الموسمين الماضيين، وكذلك هبوطه للمرة الأولى في تاريخ النادي إلى دوري الدرجة الثانية مع منح إنتر لقب الدوري الموسم الماضي.

وخصمت الهيئة القضائية الرياضية التي تولت نظر قضية الفضيحة عددا من النقاط من رصيد الأندية التي تورطت في الفضيحة في بطولة الدوري بالموسم الجديد.

وعلى رغم الصدمة الكبيرة التي تلقتها كرة القدم الايطالية بهذه الفضيحة سارت الأمور بشكل طبيعي ولم يكن هناك أمر غريب في العقوبات التي فرضت على الأندية.

بيد أن الغريب والمثير للدهشة حقا كان نجاح المنتخب الايطالي في الفوز بلقب كأس العالم 2006 في ألمانيا في الوقت الذي سقطت فيه كل هذه الأندية وبعض لاعبي المنتخب أنفسهم في فخ فضيحة التلاعب، وخصوصا أن فوز المنتخب الايطالي (الازوري) باللقب هذه المرة لم يكن متوقعا بشكل كبير.

ولكن المدير الفني السابق ليوفنتوس الذي قاد المنتخب الايطالي إلى نهائيات كأس العالم 2006 مارشيلو ليبي بنجاح شديد والذي ورد اسمه في الفضيحة نفسها وخضع للتحقيقات، نجح أيضا في إبعاد اللاعبين عن جو هذه الفضيحة التي تضرب أنديتهم وعاد معهم بكأس العالم لايطاليا للمرة الأولى منذ 1982 .

وبعد أن انتهت الاحتفالات بكأس العالم حلت لحظة العقوبات وبدأ المشجعون والأندية مرحلة المواجهة مع العواقب الوخيمة للفضيحة.

وكانت الأحكام الصادرة في غاية القسوة للأندية وخصوصا يوفنتوس الذي حرم من لقبين وهبط لدوري الدرجة الثانية وحرم من المشاركة الأوروبية، بالإضافة لخصم عدد كبير من النقاط من رصيده في دوري الدرجة الثانية هذا الموسم.

وفرضت على ناديي ميلان وفيورنتينا عقوبة خصم 8 نقاط و15 نقطة على الترتيب من رصيديهما في الدوري هذا الموسم ليفشل الفريقان هذا الموسم الذي اقترب من منتصفه في احتلال أحد المراكز المتقدمة بجدول المسابقة. ومع المركز المتأخر الذي يحتله فريقا ميلان وفيورنتينا في الدوري هذا الموسم أصبح موقف كليهما صعبا للغاية في التأهل لدوري أبطال أوروبا للموسم المقبل، وهو ما يعني خسارة فائقة على المستوى المالي أيضا. ولكن الخسارة قد تتضاعف بالنسبة للأندية الكبيرة مثل ميلان في ظل تفكير الاتحاد الايطالي للعبة في اتباع نظام جديد في توزيع حصص المقابل المالي للبث التلفزيوني.

وقال نائب رئيس نادي ميلان أدريانو غالياني وهو أحد الموقوفين للتورط في فضيحة التلاعب بنتائج المباريات إن النادي سيخسر نحو 40 مليون يورو (52 مليون دولار) إذا طبقت القواعد الجديدة التي تمنح امتيازات كبيرة للأندية الصغيرة.

وحصرت وزيرة الرياضة جيوفانا ميلاندري الخسارة بأنها تبلغ 10 ملايين يورو (13 مليون دولار) للأندية الكبيرة مثل ميلان وانتر ويوفنتوس الذي يبدو الأقرب للصعود إلى دوري الدرجة الأولى بنهاية الموسم.

وليس من المرجح أن تعاني هذه الأندية قصورا أو عجزا ماليا، إذ تنتظرها زيادة في مقابل البث التلفزيوني الذي سيجلب لها نحو مليار يورو (3ر1 مليار دولار) قبل عام 2010، بينما ستكون المشكلة الحقيقية في كيفية توزيع هذه المبالغ بين الأندية والنسبة التي يحصل عليها كل ناد.

وفي الوقت الذي يسدل فيه الستار على العام 2006 بأفراحه وأحزانه، ينتظر كرة القدم الايطالية تحديا جديدا مع مطلع العام الجديد، إذ تتقدم إيطاليا بطلب تنظيم بطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2012). وتحتاج إيطاليا إلى 500 مليون يورو (659 مليون دولار) لإعداد 8 ملاعب لاستضافة فعاليات البطولة، وهو مبلغ ضخم بالنسبة للاقتصاد الايطالي الراكد، ولكن بعد فوز المنتخب الايطالي بكأس العالم 2006 أصبح لدى المشجعين استعداد للاعتقاد بوجود المعجزات?

العدد 1568 - الخميس 21 ديسمبر 2006م الموافق 30 ذي القعدة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً