العدد 2467 - الإثنين 08 يونيو 2009م الموافق 14 جمادى الآخرة 1430هـ

لنتكلم بصراحة عن «توبلي»!

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

يُعتبر موضوع البيئة في البحرين، واحدا من المواضيع التي تناولتها الصحافة المحلية بشكل مكثف بسبب مأساة هذا الملف المليء بالشجون والألم في تجاهل واضح للفعل والقول أمام حقيقة لا يريد أن يسمعها المسئولون.

بصراحة جميعنا يتحمل مسئولية ما وصلت إليه بيئتنا من تدهور ملموس، فالحديث عن اليوم العالمي للبيئة والتغني بالشعارات والانجازات جميعها لن تُغيّر من المشهد البيئي في البحرين, هذا المشهد المقزز، المحبط، والمحزن، و ببساطة فإن بيئتنا تحتضر.

هذه الحقيقة التي لا يريد أن يسمعها بعض مَنْ هُم في موقع صنع القرار، كما لايهتم ربما ذلك المواطن الذي لا يهتم بأخذ كيس قمامة منزله ووضعه داخل حاوية القمامة بدلا من رميه على الأرض أو على الشارع المقبل.

لا أعتقد أن من يزور خليج توبلي الآن أو قبل ثلاث سنوات سيرى أيَّ فرق، فالرائحة النتنة مازالت موجودة كما هي، بل زادت، وهي تعكّر وتعفن مياه البحر التي تحولت زرقتها إلى سواد قاتم.

إن طرح موضوع خليج توبلي ليس محل شد وجذب ولا محل تلميع لوضع يصعب النفي أو التصريح بكلام بعيد عن المنطقية، ولتعذرني الجهات الرسمية على نفيها بوجود مشكلة، فكلام المسئولين الأفاضل يبتعد عن صورة هذا الخليج الذي هو على موعد قريب جدا من الاحتضار.

تعود الناس على أكل سمك وروبيان هذا الخليج في الماضي، والآن تمتلئ ثلاجات السوبر ماركت بالمنتجات البحرية المستوردة من دول الجوار أو غيرها من بحار ومحيطات العالم، وذلك لأننا نواصل تدمير بيئتنا البحرية.

لا أدري مدى وعي من يعنيهم الأمر بالدورة البيولوجية في حياتنا؛ فما نتنفسه ونأكله ونشربه ينصبُّ ضمن هذه الدورة المتكاملة، وبالتالي فإنْ كان أحد هذه العناصر قد تشوه أو أصيب بأي داء فإننا بلا شك لن نكون في مأوى عن إصابتنا بأي شيء يضر أجسادنا كما أضرّ مياه توبلي وأيضا اليابس في جزيرتنا التي كانت يوما جنة الخلود الأبدي.

الوضع سيئ وحتى كلمة سيئ قليلة... فزيارة واحدة للمناطق الساحلية المطلة على خليج توبلي تكفي أن تقول أكثر مما خطته سطور هذا المقال أو مما نشرته «الوسط» على صفحاتها.

رجاء أفيقوا من سباتكم ودعونا نبحث عن حلول وخصوصا من بعد زيادة عدد السكان وتدنّي مستوى الخدمات ولاسيما في القدرة الاستيعابية لمحطة توبلي للصرف الصحي في تحمل ما تخرجه أجناس البشر المقيمين على أرض جزرنا الأربع.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 2467 - الإثنين 08 يونيو 2009م الموافق 14 جمادى الآخرة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً