صرخة الاستغاثة التي أطلقها الستراوية يوم أمس عبر الصحف المحلية هي ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، إذ إن هناك عددا من الأندية التي ضاقت ذرعا بالإهمال وعدم الاكتراث بمتطلباتها، وصرخت حتى بح صوتها ولم تلق من أولي الأمر سوى الوعود التي تجعل الأحلام الوردية تراودهم كلما التقوا بأحد المسئولين عن الشأن الرياضي في المملكة.
وفي الواقع إن بعض أنديتنا الرياضية باتت مقتنعة تماماً بأن الأندية النموذجية بالنسبة إليها ليس أكثر من سراب يبتعد عنها كلما اقتربت إليه، أو حلم لا يرونه إلا في منامهم، لذلك بدأت لهجتهم الحادة تقل شيئا فشيئا، حتى أكدوا في أكثر من تصريح لهم أن كل ما يأملون الحصول عليه الآن هو ملعب صالح لتدريبات الفرق الرياضية، وربما تفكر المؤسسة العامة للشباب والرياضة في المزيد من المماطلة لعل وعسى أن يتناقص طموح تلك الأندية ليستقر على المطالبة ببضع كرات للتدريب!
في أحد الاجتماعات التي عقدها مدير المنشآت الرياضية عبدالرحمن بوعلي في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بحضور ممثلة عن وزارة الأشغال، ودعيت إليه الصحافة المحلية، استعرض بوعلي وممثلة وزارة الأشغال جميع المشروعات التي تم تنفيذها والجاري تنفيذها والتي سيتم تنفيذها مستقبلا، وأكد بوعلي وممثلة وزارة الأشغال أن وزارة المالية اعتمدت موازنة بناء نادي سترة، وأكد لنا أنه تسلم الخطاب الرسمي باعتماد الموازنة قبل يوم فقط من ذلك الاجتماع، كما أكد للحضور هو وممثلة وزارة الأشغال بأن مناقصة بناء المشروع سيتم طرحها بعد أسبوع من تاريخ ذلك الاجتماع، أي أنه كان من المفترض أن تكون المناقصة طرحت وأغلق بابها أيضا، وخصوصا أن تاريخ بدء التنفيذ كما كان مقررا يبدأ في تاريخ 6 يناير/ كانون الثاني المقبل.
ومن خلال حضورنا للمؤتمر الصحافي الذي عقده نادي سترة يوم أمس الأول، أكد لنا النادي أنهم لم يتلقوا أي خطاب من المؤسسة يفيد بأنهم طرحوا المناقصة، وأن آخر خطاب وصلهم بهذا الشأن كان يشتمل على المراحل التي سيتم فيها تنفيذ المشروع.
هذه المتناقضات تؤكد أن المؤسسة العامة ووزارة الأشغال هما المسئولان عن تأخير البدء في تنفيذ مشروع نادي سترة، إذ إن رد المؤسسة مع وزارة الأشغال سابقا هو أن الموازنة لم تعتمد بعد من قبل وزارة المالية، وماذا سيقولون الآن بعد أن اعتمدت الموازنة وبعد أن كان من المفترض أن تطرح المناقصة قبل شهر من الآن؟
ما يحصل في رياضتنا من تخبطات ووعود من دون تنفيذ يتحمل عبئها الأندية الصغيرة أو بالعربي الفصيح أندية القرى، مع علم المسئولين في الرياضة البحرينية بالدور الكبير الذي تلعبه هذه الأندية في إنتاج الكثير من اللاعبين والأبطال في مختلف الألعاب الرياضية، وما تهافت الأندية الكبيرة على التعاقد مع لاعبي أندية القرى إلا دليل واضح على أن هذه الأندية تمتلك مواهب جمة قادرة على العطاء، ويجب على المسئولين اكتشافها من خلال توفير البنية اللازمة لإظهار مواهبها الكاملة وصقلها، وخصوصا أن رياضتنا محتاجة لجهود جميع الشباب البحريني سواء في الأندية الصغيرة أو الكبيرة، ومتى ما وجد هؤلاء الدعم والمساندة وتوفير البنية التحتية الجيدة لأنديتهم لكي يتدربوا في جو صحي، فسيكون الإنتاج وفيرا ولن نكون بحاجة لأي أجنبي، فقط علينا الانتباه إلى أبناء الديرة، لكن الكلام ضايع و»عمك أصمخ»?
إقرأ أيضا لـ "كاظم عبدالله"العدد 1567 - الأربعاء 20 ديسمبر 2006م الموافق 29 ذي القعدة 1427هـ