العدد 1566 - الثلثاء 19 ديسمبر 2006م الموافق 28 ذي القعدة 1427هـ

المواطن البحريني يستأهل أكثر!

محمد علي الهرفي comments [at] alwasatnews.com

كاتب سعودي

ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة عُرِفَ ومنذ توليه الحكم بمبادرات جيدة وظفها في خدمة بلده ومواطنيه، والمتابع لما يجري في البحرين يدرك آثار هذه المبادرات على الساحة البحرينية على رغم كل ما يقال عن سلبياتها، فالواقع أن أي تقدم مهما كان نوعه فسيتبعه تقدم آخر حتى تصل الشعوب إلى مبتغاها في نهاية الطريق.

الكلمة التي ألقاها الملك بمناسبة اليوم الوطني في البحرين تضمنت الكثير من البشائر التي قدمها الملك إلى المواطنين بهذه المناسبة الطيبة، فقد أعلن قيام الدولة بخفض ما نسبته 50 في المئة من القيمة الإجمالية المتبقية من القروض المتعلقة بالوحدات السكنية التي يملكها الموصوفون بذوي الدخل المحدود... أجزم أن هؤلاء سيكونون سعداء بهذا الخفض الذي أزيح عن كاهلهم الذي حسّن من أوضاعهم المعيشية ولكي يكون جميع أمثالهم سعداء أيضاً فإن من واجب الدولة وملكها المعطاء أن يتم بناء آلاف المساكن لكل محتاج في مملكة البحرين وأعتقد أن الدولة لو فكرت جيداً في إيجاد المال الكافي لهذه المساكن فإنها ستجدها وإذا أدركت الدولة حجم المصلحة التي ستحققها لمواطنيها أولاً وللوطن ثانياً فإنها لن تردد في عملها وتقديمها إلى كل صاحب حاجة.

الملك كذلك وفي كلمته أمر بصرف علاوة للسكن لكل الأسر محدودة الدخل باعتبار أن هذه العلاوة ستجعل هذه الأسر في وضع أفضل مما هي عليه الآن... الكل يعرف أن أسعار الأراضي والعقارات ارتفعت في البحرين بصورة كبيرة جداً وهذا الارتفاع بطبيعة الحال يؤثر كثيراً على أجرة العقار ويرهق كاهل الأسر المحتاجة التي قد لا يتمكن بعضها من استئجار مكان مناسب فالعلاوة هنا جاءت في مكانها وفي وقتها.

كنت أتمنى أن تقوم الدولة بمنح كل بحريني قطعة أرض من دون مقابل وأن تساعده على بنائها بقروض ميسرة ومن دون فوائد لكي يتمكن كل مواطن من العيش بهدوء وأمان في المنزل الذي يملكه.

المتقاعدون هم أيضاً شملتهم الميزات التي تحدث عنها الملك فقد أمر برفع الحد الأدنى لرواتب المتقاعدين سواءً من مصلحة التقاعد أو التأمينات الاجتماعية.

لا أعرف ما الحد الأدنى لهذه الرواتب؟ وهل رفعها سيكون متوازناً مع غلاء المعيشة واحتياج هؤلاء المتقاعدين إلى العيش الكريم أسوةً بغيرهم؟ لكني أتمنى أن ينظر إلى هؤلاء الذين قضوا معظم حياتهم في خدمة بلادهم نظرة جيدة توازي عطاءهم السابق فلا يتركوا - وهم بهذه السن التي لا تمكنهم من العمل - في حاجة إلى الناس، فالحد الأدنى يجب أن يكون كافياً لكل فرد فيهم ليعيش حياته بصورة كريمة وهذا في اعتقادي حق كل منهم على دولته وأفضل من يقدر هذا الحق الإنساني هو جلالة الملك والكل في دولته ينتظر هذا العطاء وفي وقت سريع.

الإصلاحات وفي كل اتجاه مطلب للحكومات والشعوب، هذه الإصلاحات إذا تمت بشكل صحيح يخدم أهداف الشعب وآماله، فإن إخلاصه لوطنه وتضحيته من أجله ستكون في أعلى مراتبها، ولكن إن كانت هذه الإصلاحات شكليةً وكلاماً لا يراه الناس مطبقاً في واقع حياتهم فلا يصح للحاكم - أيّاً كان - أن يطلب من هؤلاء أن يكونوا مواطنين مخلصين ويحدثهم عن المواطنة وحقوقها؛ لأن المواطنة في أبسط مفاهيمها هي أخذ وعطاء متبادل، فإذا حصل المواطن على كامل حقوقه وجب عليه أن يكون مخلصاً وفي قمة العطاء لوطنه.

إدراك كل حاكم هذه البدهية من أولويات حكمه؛ لأنه لو طبقها لأراح واستراح وكسب حب واحترام مواطنيه وإخلاصهم له ولما احتاج إلى إنفاق ملايين الدولارات على جيوش من الحراس لا يفيدونه في شيء.

أعرف أن هناك احتياجاتٍ كثيرةً لمواطني البحرين وأعرف أيضاً أن الملك قادرٌ على تحقيقها؛ لكي يهدئ نفوس الناس، وأعرف أيضاً أن أهلنا في البحرين يستأهلون الكثير والكثير وآمل في أن يكون ما فعله جلالة الملك بداية الطريق وليس نهايتها والله الموفق?

إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"

العدد 1566 - الثلثاء 19 ديسمبر 2006م الموافق 28 ذي القعدة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً