العدد 1564 - الأحد 17 ديسمبر 2006م الموافق 26 ذي القعدة 1427هـ

رجاء.. لا تقولوا فقط شاعر بحريني!

رفع أحد "شعراء البحرين" قضية ضد قناة يعمل بها، مطالباً القناة بدفع مستحقاته المالية المتراكمة منذ شهر أغسطس/ آب الماضي. وحتى كتابة هذا الخبر لا شيء يغري على للكتابة. ولكن رد القناة على الخبر لا يغري على الكتابة فقط بل على البكاء أيضاً.

فما يستدعي الكتابة هو أن القناة كشفت المستور وأن هذا الشاعر - بحسب ما رد القناة - تم فصله على خلفية شكاوى متعددة من بعض الفتيات المشتركات في رسائل الـ (إس إم إس)، وشكاوى من أولياء أمور بعض الفتيات إثر وجود مكالمات صادرة عن رقم القناة. وبحسب رد القناة أيضاً فإن من أجرى هذه المكالمات هو "الشاعر البحريني". وليت ذلك وحسب، بل إنه مطالب بمبلغ وقدره ثلاثين ألف دولار قيمة الشرط الجزائي في العقد المبرم بينه وبين القناة. وهذا ما نعلمه ظاهراً، ونسأل الله الستر عما لا نعلم!

رد صاحبنا على ما فضحته القناة أتى خجولاً وأشبه بردود المهاترين في المنتديات الإلكترونية، وقد حاول أن يبعد عن نفسه التهمة الأخلاقية ولكن بأسلوب غير مقنع ويدعو إلى الشك. هذا وهو يعلم كما نحن نعلم أن ما تركه من بصمات في الساحة الشعبية البحرينية وغير البحرينية، يجعلنا ندرك "مبدئياً" من هو الصادق ومن هو الكاذب في هذه القضية. ومن جهة ثانية يستفزنا ما قرأناه أن نسأل عن المعايير التي يتم بموجبها اختيار الإعلاميين والمقدمين في هذه القناة وغيرها. فكتابة الشعر فقط لا أظنها معياراً كافياً لذلك. فلابد من إضافة المعايير الثقافية والمهنية والأخلاقية وحتى الاجتماعية. وأما اختيار من يجيد فقط كتابة الشعر ولا يجيد كتابة سطرين بلغة عربية سليمة، ولا يفرق بين "الوصل والتأسيس" ولا يُذكَر في مجلسين متتابعين بخير فإنه من الطبيعي أن تكون الخاتمة هي مطرقة القاضي.

ذاك هو ما يغري على الكتابة، وأما ما يغري على البكاء فهي الجنسية البحرينية التي أعطيت لمن هب ودب ممن لا يجيد إلا تمثيلنا بسوء في الداخل والخارج، ويشوه ما هو متعارف عليه من أخلاق وثقافة وطيبة عرف بها الشعب البحريني. فكم يؤلمني قراءة "شاعر بحريني" في قضية كهذه القضية التي نظر لها غالبية من قرأها من الزاوية الأخلاقية التي غطت على كل الخبر وباتت هي المادة الدسمة التي يتناولها كل من يتحدث في هذا الموضوع. وكم كنت أتمنى شفقة على الهوية البحرينية، لو أنه كتب بعد "شاعر بحريني" عبارة "من أصل عربي"?

العدد 1564 - الأحد 17 ديسمبر 2006م الموافق 26 ذي القعدة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً