نعم العراق خلال الأيام الماضية بهدوء نسبي مقارنة مع الأيام التي سبقت انعقاد مؤتمر المصالحة الوطنية الذي عقد في بغداد ما أوحى للمراقبين بأنه سيخلص إلى نتائج ايجابية قد تسهم في وضع حد لحال الاحتقان ويخفف من حدة أعمال القتل والعنف الطائفي. لكن المؤتمر الذي انفض أمس لم يخرج بأية نتائج تذكر خصوصاً فيما كان يتوقع بشأن إعادة ضباط الجيش العراقي السابق للخدمة للاستفادة من خبراتهم ووضع حد لحالات اختراق الوزارات الأمنية, كما انه لم يذكر شيئا بشأن مراجعة عمل لجنة اجتثاث حزب البعث المنحل. وقالت مصادر المؤتمر انه تجاهل التوصية الأولى التي طالب بها رئيس الوزراء نوري المالكي واستعاض عنها بتوصية منح ضباط جيش صدام المنحل رواتب تقاعد مجزية تضمن لهم العيش الكريم باعتبار أنهم من أبناء الشعب وبرر ذلك بان عدد أفراد الجيش السابق يبلغ المليون ولا يمكن للجيش الحالي أن يستوعبهم.
سكت المؤتمر أيضا عن دعوة المالكي بإعادة النظر في قواعد عمل هيئة اجتثاث البعث باعتبار أنها من اختصاص رئيس الوزراء ويتعين عليه عرض اقتراح بتعديل بهذا القانون على البرلمان. وعليه يحق لنا أن نسأل لماذا انعقد هذا المؤتمر أصلاً؟, ولماذا لم يستطع الخروج بحد أدنى من التوصيات التي كان من المفترض أن تفتح الباب أمام حكومة المالكي لتمسك بيدها خيوط الأمن في البلاد؟ .الخوف كل الخوف أن ينعكس فشل هذا المؤتمر سلباً على الوضع الأمني في العراق وتعود من جديد مشاهد القتل والتفجيرات الرعناء?
إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"العدد 1564 - الأحد 17 ديسمبر 2006م الموافق 26 ذي القعدة 1427هـ