منذ أن هبت رياح الاحتراف الخليجي على الكرة البحرينية العام 2004 وهناك انعكاسات على واقعنا الكروي وبينها منتخبنا الأول سواء من حيث مستوياته ونتائجه أو برنامج استعداداته.
وطالما المنتخب يواصل حالياً استعداداته الأولية لمشاركته المرتقبة في خليجي 18 فإننا نتوقف هنا عند شكل هذه الاستعدادات التي نتابعها يومياً عن قرب وتثير معها انتقادات واستياء سواء من الجهاز الفني للمنتخب أو حتى الأندية التي لا تجد لاعبيها بين أيديها إلاّ في التدريب الأخير الذي يسبق كل مباراة.
فالمدرب بريغل أبدى عدم رضاه عن عدم انتظام جميع اللاعبين المحليين في تدريبات المنتخب، وبدأ يطالب بإيقاف الدوري على الأقل من مطلع يناير/ كانون الثاني المقبل، لأنه يرى في ذلك عدم الجدوى الفنية وخصوصاً أن عدد الحضور في بعض التدريبات يصل إلى 6 لاعبين فقط بينهم حارسا مرمى!
وهذا الوضع لا يحظى أيضاً بقبول الأندية التي تضم لاعبين دوليين، وتطالب بأصوات - تحت الطاولة - بعدم بدء تدريبات المنتخب وسط استمرار مباريات الدوري، وخصوصاً أن بعض الأندية تشعر أن اختيار لاعبيها غير مجدٍ وأشبه بـ «تكملة عدد» والكلمة العليا ستكون للاعبين المحترفين بعد عودتهم إلى تدريبات المنتخب!
ويتضح من خلال تلك المعطيات أننا أمام معادلة صعبة عجز عن فك رموزها 5 مدربين تناوبوا على تدريب المنتخب الأول خلال عامين منذ بداية عصر الاحتراف، والمشكلة هي غياب الاستفادة من هذه التجمعات والتدريبات سواء بالنسبة للمنتخب أو الأندية.
وقبل أيام تحدثت مع أحد مدربي الأندية عن هذه المشكلة فقال «اختار المدرب لوكا 5 لاعبين من فريقي خلال فترة الإعداد للقاء أوزبكستان في تصفيات مونديال 2006 وبعد تدريبات مع المنتخب دامت شهرين، عاد لنا اللاعبون الخمسة محطمين معنوياً؛ لأنهم علموا أن اختيارهم كان لـ «تكملة عدد» في التدريبات، لدرجة أن بعض اللاعبين المحليين بدأوا يكرهون اختيارهم للمنتخب بسبب هذه المشكلة وليس لعدم رغبتهم في تمثيل الوطن».
أعتقد أن ما قاله المدرب المذكور هو لسان حال الكثير من مسئولي ومدربي الأندية لكنهم يتحدثون بصمت!
إن هذه المشكلة تحتاج إلى معالجة حقيقية من خلال جلسات مصارحة بين اتحاد الكرة والقائمين على المنتخب والأندية، من أجل التوصل إلى حل مناسب وآلية تنسيق تضمن عدم تضارب مشاركات الدوليين بين المنتخب وأنديتهم، فإما أن يقتنع مدرب المنتخب بعدم جدوى إقامة تدريبات المنتخب وسط الدوري بصورة يومية، والاقتصار على إقامة تجمعات لعدة أيام في الأسبوع لا تكون خلالها مباريات في الدوري؛ ليضمن حضور جميع اللاعبين المحليين، أو يتقرر إيقاف مباريات الدوري خلال استعدادات المنتخب على رغم صعوبة التحكم في تسيير المباريات في ظل أزمة الملاعب?
إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"العدد 1563 - السبت 16 ديسمبر 2006م الموافق 25 ذي القعدة 1427هـ