يوم الاثنين الماضي تمت إضاءة موقع قلعة البحرين، وتم التأكيد أيضاً على المضي في تأسيس متحف موقع قلعة البحرين الأثرية، وذلك بدعم سخي من «بنك آركابيتا»، الذي ينفذ حالياً عدداً من المشروعات العقارية الكبرى في البحرين، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على وعي أصحاب الأعمال الكبار بأهمية التراث والثقافة والمحافظة على كل ما يربطنا بتاريخ بلادنا.

فالمصرف الذي يمول مشروعات ستنقل البحرين إلى العصر الذي نعيشه من مصلحته أن تكون البلاد التي يستثمر فيها ذات تاريخ عريق، فخليج البحرين الذي وضع حجر أساسه أمس الأول سيحتوي على ابتكارات جميلة في التصميم المعماري، وبعد اكتمال المشروع سيحتاج المصرف إلى أن يربط من يزور «خليج البحرين» إلى «قلعة البحرين»، ويربط بين تاريخين يتكون الفاصل الزمني بينهما نحو 4500 سنة، وهذا الفاصل يحكي قصة الحضارة التي تفخر بها البحرين.

الشيخة مي بنت محمد آل خليفة أشارت من قبل إلى أن مشروع متحف موقع قلعة البحرين الأثري سيخضع لمعايير خاصة وضعتها «اليونسكو» مناسبة لطبيعة وتاريخ الموقع، وأن مدخل القلعة للزوار سيكون من خلال متحف الموقع الذي سيوضح جميع الحقب التاريخية التي مرت على القلعة بصورة مبسطة متطورة في العرض والتقديم، إضافة إلى ترتيب العروض المتحفية من أجل تجديد العروض الموجودة في المتحف.

إن الأمر الجميل في كل ذلك هو إشراك القطاع الخاص في رعاية الجوانب الثقافية، وكان أيضاً ممولو مشروع «مارينا ويست» قد أعلنوا أنهم سيتبنون مشروعات ثقافية في المنطقة المحيطة بالبديع، ولكن الأخبار في هذا الجانب انقطعت، ونأمل أن تتواصل الجهود لبناء مكتبات ورعاية الخدمات الثقافية والتراثية التي تبرز الجانب الجمالي لمناطقنا البحرينية المتنوعة.

والحكومة ينبغي أن تحفز القطاع الخاص في دعم قطاع الثقافة، وفي بلدان أخرى تستخدم الحكومة نظام الضرائب، وتخفض الضرائب عن الذين يساهمون في مثل هذه المشروعات، ويمكن للحكومة أن تجد البدائل لتحفيز القطاع الخاص، وخصوصاً أن الموقع الذي يحصل على مساندة سيحمل اسم الشركة، وستكون تلك أفضل دعاية لمن يساهم في تجميل البحرين?