عشق الوطن، حب الوطن، الانتماء للوطن يزداد عمقا كلما اقترن الفرد أو أي مواطن بتمثيله، والإحساس بالمواطنة يتوغل في قلوبنا سواء مع تباعد المسافات أو قربها، وإذا كان تمثيل الوطن له ثمنه الغالي من خلال بذل أقصى جهد للوصول إليه، فإن من مزاياه اتحاد المشاعر في حب الوطن والدفاع عنه أمام أية إساءة ولو بالرمز.
المواطنة هوية نستلمها فور الولادة ومعها يتنامى حب الوطن يوما بعد يوم، والأمم تعلو وترتفع كلما خف وزن مشكلاتها وأزماتها، ولن تنصلح أحوالنا إلا بالمصارحة والمكاشفة برقي وتحضر، وأقول للجميع في مملكتنا الحبيبة نرى وطننا بالعيون العاشقة نفسها ونتلهّف لإعلاء شأنها ولا نخجل من أزماتنا، بل ممن يحجبون أضواء الشمس الساطعة.
وأيضاً بكل ما فيها من حرية في طرح المواقف النبيلة، ولم تكن الأوطان فقط أغنية وردية نرددها على شاطئ البحر مع شمس الأصيل، كما يراها الكثير بل هي أيضاً معايشة لتحولات تموج بها النفوس والقوانين وصدامات بين تيارات مختلفة من الفئات، وهذه شرائح يصعب التستر عليها وإخفاؤها عن العيون بمنطق زمان، وفي ظنّي أن المواطن المقيم في قلب الوطن يراها بعيون عاشقة وقلقة ولهانة متلهفة، والفارق الوحيد أننا نعيش الرياضة البحرينية بكل ما فيها من حوادث وبؤر توتر.
مناسبة حديثي هذا هو تجدد موجة التجنيس التي ربما رآها بعض الناس أقصر الطرق لطرق العالمية وتحقيق الآمال والأحلام، وبعيدا عن إيجابياتها وسلبياتها، إلا أن عملية «التجنيس» يجب أن تكون ضمن منظومة القانون والدستور البحريني ووفق ضوابط وأطر معينة يجب أن تراعى وإلا فإن العملية ستكون عشوائية.
وكذلك يجب أن تراعي عملية التجنيس أبناء الوطن وأن تحفظ لهم فرصهم في تمثيله، وأن لا يحجب «المتجنسون» فرص التمثيل، وأدلل قولي هذا على اثنين من أبنائنا اللذين أثبتا مقدرتهما وأحقيتهما بتمثيل منتخباتنا سواء الأول أو الأولمبي وهما إسماعيل عبداللطيف وعبدالله عدنان الدخيل من خلال عطائهما مع ناديهما، ولكن ما حدث وسيحدث أن جيسي جون منع أو حجب الرؤية عنهما سواء في الأولمبي أو المنتخب الوطني الذي يستعد للمشاركة الخليجية، وتبدو حظوظ الدخيل في مشاركة ناديه المحرق ستتضاءل في حال تم تسجيل جون في صفوفه في فترة التسجيل الثانية، أي أن موهبة الدخيل ستتوارى عن الأنظار شيئا فشيئا وستذبل وتموت.
فهل يعي من يقدم على هذه الخطوة حظوظ أبناء هذا البلد وأحقيتهم في تمثيله. والأمر الآخر هو هل بالتجنيس سنكسب عملية الرهان، ونحقق ما عجزنا عن تحقيقه طيلة الأعوام الماضية، وأقصد هنا تحقيق لقب أو بطولة خارجية «حتى لو ودية» نسد بها جوعنا... !؟?
إقرأ أيضا لـ "يونس منصور"العدد 1562 - الجمعة 15 ديسمبر 2006م الموافق 24 ذي القعدة 1427هـ