العدد 1562 - الجمعة 15 ديسمبر 2006م الموافق 24 ذي القعدة 1427هـ

قاسم: التجربة النيابية مطلب المعارضة ولم تكن «المشاركة» لإفشالها

توفيق دعا إلى الاهتمام بالتوافق الأسري

شدد خطيب الجمعة في جامع الإمام الصادق بالدراز الشيخ عيسى أحمد قاسم خلال خطبته يوم أمس على أن «المشاركة (في الانتخابات) لم تكن لإفشال التجربة النيابية، وكيف يكون ذلك، وهي مطلوبة للمعارضة؟ وإنما كانت لإنجاحها الذي لا يكون إلا بإصلاحها»، منوهاً إلى أن «المشاركة تطلب إنجاح التجربة النيابية لكن إنجاح التجربة النيابية يحتاج إلى إصلاح كبير في تلك التجربة، وقد صبر المبعدون على عيوب كثيرة في العملية الانتخابية وما يتصل بها من مقدمات مخلة بالعدالة فيها».

وأوضح أن « تلك المقدمات باعدت بين العملية الانتخابية وبين النتائج الطبيعية المترقبة لها، والكتلة النيابية المعارضة لجمود خط الإصلاح وتحريفاته، تحرم أول استحقاقاتها وهو منصب». كما أوضح قاسم «هناك كتلتان نيابيتان، كتلة مقربة عملت الحكومة على إنجاحها وكتلة مبعدة كذلك عملت الحكومة على إفشالها، وجاءت نتيجة التخطيط كما اشتهت الحكومة من ناحية المعادلة من حيث العدد»، مؤكداً أن «التبعيد للكتلة المبعدة والتقريب للكتلة المقربة مستمران بعد الانتخابات والتقريب له ضريبته وله ثمنه ولقد كثرت التصريحات من المقربين باستبعاد الملفات الساخنة، بعضهم يقيد ذلك بزمن وبعضهم لا يقيده»، مردفاً «ولأن المقربين هم الغالبية يضطر المبعدون أن يصبروا على هذا إلى وقت». وأشار قاسم إلى أن «أموراً عدة ترشح الكتلة المعارضة لرئاسة النيابي، عدة أمور كونها أكبر كتلة نيابية بوضوح، وكون الكتلة الانتخابية التي وراءها أكبر كتلة بجلاء وبفارق كبير بينها وبين الكتلة الانتخابية لكل النواب الآخرين، على رغم أن هؤلاء النواب يفوقون عدداً أعضاء الكتلة المعارضة»، مضيفاً «وكون مرشح الرئاسة في الكتلة المعارضة أصواته الانتخابية أكثر الأصوات لكل واحد من النواب الآخرين»، مشيراً إلى أن «ما يدعم حق الرئاسة لهذه الكتلة ما أسس في قضية الرئاسة في المجلس الوطني في السبعينات والتي كانت من نصيب المعارضة أما مجلس الشورى اللاحق وكذلك المجلس النيابي المقاطع، فلا عبرة لما أراد أن يؤسس له من كون الرئاسة للموالاة». وعلى صعيد الأوضاع في العراق والعالم الإسلامي وصف قاسم ما يجري من قتل للأبرياء بأنها «جاهلية ما عرفها تاريخ الإسلام». لافتاً إلى أن «صوت العدالة بدأ يتعالى في أوساط كل شعوب العالم وفي أوساط شعوب الأمة الإسلامية بكاملها»، مردفاً «بدأ صوت آخر وهو من ذلك الصوت يعم المعمورة وهو صوت التحرر من الهيمنة الأجنبية».

وأشار قاسم إلى أن «الأنظمة تخوف فئة بأخرى وتستميل فئة لضرب أخرى على أن الفئتين لو وعتا لاكتشفتا أنهما مظلومتان معاً، يسرقون الجميع ينهبون الجميع يخيفون الجميع يقزّمون الجميع يستعبدون الجميع لكن يثقلون على طرف أكثر من طرف، لكي يعتقد الطرف الثاني المسكين أنه يتمتع بالنعم الكثار وأنه في جنة الفردوس». وأضاف قاسم أن «عقلية الشعوب بدأت تتصحح وهي آخذة في النمو على هذا الطريق ولكن عقليات الحكومات بعد لم تعرف التغير التصحيحي، عقلية الحكومات كانت ومازالت ترى أن البلاد والعباد ملك السلطان وأنه لا اعتراض على مالك يتصرف في ملكه»، مشيراً إلى أن «هذه العقلية كانت محل اقتناع الشعوب ولكن بدأت صحوة للشعوب تسحق هذه العقلية وتستبدل عنها عقلية جديدة عقلية الحرية والتحرر».

توفيق: ليست هناك حياة مثالية مطلقة

من ناحيته قال خطيب الجمعة في جامع سار الكبير الشيخ جمعة توفيق «إن مجتمعنا ابتلي بالكثير من المشكلات الاجتماعية، وهذه المشكلات تمثل جزءاً لا يتجزأ بل مظهراً من مظاهر جهل المسلمين بشريعة الإسلام، وهي أن يجهل الناس الحقوق ما لهم وما عليهم»، مشيراً إلى أن «مشكلات المجتمع لها أبعادها ولها أسبابها التي تتشعب بتنوع الفكر البشري والعقلية التي يتعامل بها كل فرد من أفراد هذا المجتمع مع صاحبه»، مؤكداً أن «المشكلات الأسرية هي إحدى هذه المشكلات، فهناك حالات طلاق، وحالات من الظلم الشديد الذي يقع على المرأة، من ضرب وعدم إنفاق، وتضييع للأبناء بعدم الرعاية، وهناك ظاهرة عدم تحمّل أحد الزوجين للآخر من أذى وعدم الصبر، وهي صفة يجب أن تكون في الزوجين يتحمل كل واحد أذى صاحبه». وأضاف توفيق «كثيرون هم الذين يأملون ويحلمون ويريدون أن يعيشوا في ظل المثالية المطلقة، وهذه نظرة قاصرة جداً كيف ونحن نتعامل مع فكر وعقلية بشرية تتقلب بتقلب الأحوال والظروف، بل حتى الزمان»، مردفاً «ولكن الخطأ أن يظن الناس أن تكون هناك حياة مثالية مطلقة، ولو تأملوا سيرة بيت النبي (ص) لعلموا أن بيته لم يخل من المشكلات الزوجية»، مشيراً إلى أن «النبي (ص) كان وهو المعلم الفذ يعلم أمته ويعلم زوجين هذا الزمان، أن تعطى المرأة مكانتها وتميزها، ويثني عليها ويبين فضلها، وهذا حق من حقوق الزوجين»، موضحاً أنه «إذا جلس بعضهم في مجلس عند أهله أو أهلها ذم في زوجته، وأبان عيوبها وانتقص من حقها، وهذا خلاف هدي النبي (ص)»، منوهاً إلى أن «العواطف المفقودة في بيوت بعض الناس مشكلة، بل الرجل منا لا يصرح بحبه لزوجته ويكتم مشاعره، في حين أن النبي (ص) أرشدنا إلى إخبار من نحب ونقول: نحبك في الله، هذا الصاحب والصديق فكيف بالزوجة التي هي شريكة الحياة؟»، مؤكداً أنه «ليس من العيب أن يصرح الرجل لزوجته أو أهلها بأنها من أحب الناس إليه، وليس هذا من الفكر الغربي كما يتصور بعضهم، بل إسلامنا فيه الحب والعاطفة الجياشة»، معتبراً أن «من مشكلات الأسر أن يجد الرجل جفاء زوجته في المعاملة، وعدم التزين له، وهذا جانب مهم أن يجد الرجل زوجته جميلة مستعدة للقائه، نعم هذا من المعروف ووجوه الخير والألفة أن تتزين المرأة والرجل كل لصاحبه، ولو كانت البيوت تسير بهذه المنهجية لما وجدنا النفرة التي تكون بين الأزواج»?

العدد 1562 - الجمعة 15 ديسمبر 2006م الموافق 24 ذي القعدة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً