من عايش التطور الكبير الذي عاشته كرة القدم في نادي البسيتين لابد أن يشعر مدى الفرق الواضح الذي كانت عليه قبل ما يقارب من 15 عاماً إلى ما وصلت إليه الآن، فقبل تلك السنوات كان الفريق في الدرجة الثانية وأحياناً ليس من ضمن فرق المقدمة، إذ تبوأ في بعض السنوات مراكز القاع وكان يتلقى الهزائم وبنتائج كبيرة أحياناً، ولكن الأمر اختلف بعدها، الفريق بدأ شيئاً فشيئاً ينتقل للمنافسة على الصعود ثم صعد رسمياً لمصاف أندية الكبار مع نهاية القرن الماضي وبداية القرن الجاري ومنذ ذلك الصعود لم يهبط الفريق إطلاقاً للدرجة الثانية، بل الأدهى من ذلك أنه أصبح من المحطات الصعبة في دورينا الكروي، وكثيراً ما كان منافساً على تحقيق الألقاب، وهو وصل لنهائي كأس الملك لثلاث مرات ولم يحالفه الحظ في حصد اللقب بإحداها، إلى أن جاءت (اللحظة الحاسمة) وهي تحقيق بطولة دوري الدرجة الأولى للعام الجاري 2012-2013 لتكون هذه البطولة هي باكورة البطولات الكبيرة للنادي، وصحيح أن تحقيق مثل هذه البطولة تأخر بعض الشيء لكن الأمر في النهاية حصل، وكما يقول المثل الفرنسي (أن تأتي متأخراً خيراً من ألا تأتي).

قصة النجاح والتطور البسيتيني يُذكرنا بنسخة مشابهة وقريبة منا، وهي قصة التحول الكبير لكرة القدم العماني على صعيد المنتخب الأول بالذات، فبالأمس القريب كان المنتخب العماني مُجرد محطة للتزود بالنقاط في كأس الخليج، لكن الأمور تغيرت بعدها فأصبح (سامبا الخليج) أحد أبرز منتخبات المنطقة ووصل لنهائي كأس الخليج مرتين قبل أن يحصل على اللقب في الوصول الثالث وهو الآن يُنافس على التأهل لكأس العالم وأصبح بالمركز الثاني في مجموعته.

ما يدعوني للحديث عن هاتين التجربتين (البسيتينية والعمانية) هنا هو التذكير بأن أحياناً البطل لا يولد (بطلاً)، بل ان العمل والجد والاجتهاد وتوافر الدعم المادي والمالي هي من أهم العوامل التي من المُمكن أن تصل بأي نادٍ أو فريق لتحقيق البطولات والألقاب، وأحياناً ومن ضمن لكل قاعدة شواذ فمن الممكن أن نشاهد فريقاً يصل للبطولة دون وجود الدعم المادي المناسب بل بالفكر والتخطيط والعمل الجاد، لكن المبالغ وحدها لا تفي بالوصول للغرض المطلوب، وهنالك شواهد على هذا الأمر ومن ضمنها نادٍ لدينا ربما صرف من المبالغ في السنوات الأخيرة ماهو أكبر من البسيتين، وحتى الحد أيضاً لكنه يترنح في كل موسم ويكتفي فقط بأندية الوسط، وربما البعض عرف النادي المقصود، لكنني لم أذكر اسم النادي متعمداً لأن الحديث سيأتي بشأنه في الأسابيع المقبلة!.

أعتقد رسالة البسيتين وصلت لكل الأندية، وخصوصاً التي نراها في كل موسم تتبوأ فقط مراكز القاع سواءً في الدرجة الثانية أو الأولى، بأن العمل مطلوب والتخطيط مطلوب من أجل الوصول لوضع أفضل من الذي يعيشونه الآن، فهل أن طموحهم أصبح فقط المحافظة على المركز الذي حققوه سابقاً وإن كان هذا المركز سيئاً؟ وهل من الممكن أن تُحرك هذه الرسالة بعض الأندية الأخرى لنرى أبطالاً جددا في المواسم القادمة بعد أن تحرك الحد هو الآخر في هذا الجانب؟ سننتظر لنرى.