العدد 3927 - الجمعة 07 يونيو 2013م الموافق 28 رجب 1434هـ

القطان: الفواحش والسرقات من الأموال العامة والخاصة مصائب عامة لا يسلم منها أحد

الشيخ عدنان القطان
الشيخ عدنان القطان

قال إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الشيخ عدنان القطان، إن ظهور الفواحش والمنكرات والمخالفات، في مجتمعات المسلمين وحياتهم، وفي وسائل إعلامهم، والتطفيف في المعاملات، والسرقات والاختلاسات من الأموال العامة والخاصة، وظلم الناس والاعتداء عليهم، وترك الصلاة ومنع الزكاة، وخيانة الأمانة، ونقض العهود، وتحكيم الهوى، ونبذ الشريعة؛ تلك هي «أكبر أسباب المصائب العامة»، التي إذا نزلت بقوم لم يسلم من وطأتها أحد.

وأوضح القطان، في خطبته يوم أمس الجمعة (7 يونيو/ حزيران 2013) التي خصصها للحديث عن «أسباب العقوبات الإلهية»، أن «سنة الله تعالى لا تحابي أحداً، وليس لفرد ولا لمجتمع حصانة ذاتية، وحين تقصر أمة في توقي أسباب المصائب العامة، فإن عليها أن تتقبل نتيجة التقصير، والسعيد من اتعظ بغيره، وليست أمة بمنأى عن العذاب إذا عقدت أسبابه، ولا في مأمن من العقاب إن سلكت سبيله، وفتحت للذنوب والمعاصي أبوابه، ولذلك أكثر الله تعالى من وعظ هذه الأمة بمصارع الأمم الغابرة، وحذر الآمنين من مكره الذين لا يقدرون الله حق قدره، ولا يقفون عند نهيه وأمره.

وأكد أن المسئولية في المجتمع على كل فرد فيه، وجاء الأمر باتقاء المصائب العامة موجهاً إلى كل أحد، كل بحسبه.

وذكر أن «اتقاء هذه المصائب العامة لا يكون إلا بتوقي أسبابها، والظلم من أعظم أسباب العذاب العام، فبسببه هلكت الأمم السالفة، والقرون الخالية، وبسببه تسقط الدول، وتهلك القرى».

وحذر القطان من «ظلم الناس والعباد، وهضم حقوق العمال والضعفاء، فضلاً عن المظالم العامة التي يطال ضررها الكثيرين. ومن الظلم: خذلان المظلوم، والتخلي عن نصرته؛ فإن ذلك مؤذن بالعقوبة، وأشد الظلم ما يسبب فوات الدين أو النفس أو العرض أو المال».

وأفاد بأن «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أمن وأمان من العذاب، فما أعظم بركة المصلحين، وما أقبح أثر الناس عليهم! ومن سنة الله في عباده: أن المنكر إذا فشا فيهم ولم يغيروه فإن العقوبة تشملهم والعذاب يعمهم».

واسترسل في ذكر أسباب العقوبات العامة، مبيناً أن منها «كفران النعم، ذلك أن كفران النعم سبب الفقر والجوع والخوف، وسبب الفتن والنكبات والاضطراب في الأمن والمعايش، وهلاك الأنفس وتلف الأموال والترويع والإرهاب، وإنما تثبت النعمة بشكر المنعم. وإن الله تعالى أعطى فأجزل، وأنعم فتفضل»، مؤكداً أن «الإنسان المسلم الحق هو الذي لا يكفر النعمة ولا ينكر الجميل، بل يشكر الله على كثير الأمر و قليله. فقيدوا النعمة بقيد الشكر، فأيما نعمة لم تقيد بقيد الشكر هربت، والإنسان إذا رزق بنعمة فليحسن جوارها، فإن من رزق بنعمة المال، فليحسن جوار نعمة المال، ومن رزق بنعمة الصحة؛ فليحسن جوار نعمة الصحة. ومن رزق بنعمة العلم فليحسن جوار نعمة العلم، فإن الإنسان إن لم يحسن جوار النعم زالت، وإذا زالت قلما تعود مرة أخرى».

وتابع أن «من أسباب العقوبات العامة: الغفلة والإغراق في اللهو والعبث والمجون؛ فلا تغتروا بالله، إنه لا يغتر إلا القوم الفاسقون، وحاذروا الترف، والركون إلى الدنيا والتسابق فيها؛ فإنه الداء الذي أهلك الأمم السابقة». وبين أن «من أعظم أسباب العقوبات العامة: انتشار الفواحش والزنى والدعارة والخمور، وأسباب الفسوق المؤدية إليها، فحافظوا على أمنكم، وحاذروا غضب الجبار، وتوقوا أسباب غضبه لعلكم تتقون، وتيقنوا وأيقنوا أن السبب الذي ترجع إليه كل أسباب العقوبات العامة بعد الشرك بالله: هو الذنوب والمعاصي؛ فهي التي تزيل النعم، وتحل النقم، وتحدث في الأرض أنواعاً من الفساد في الماء والهواء، والزروع والثمار، والمساكن والأرزاق، والأمن وسائر الأحوال».

وختم إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي خطبته بالقول: «وما المعاصي إلا خراب للديار العامرة، وسلب للنعم الظاهرة والباطنة، فبادروا بالتوبة والاستغفار؛ فذلك أمان من العذاب».

وأكد أن «كل البشر يسعون إلى الحياة الهانئة السعيدة، ويسخرون كل إمكاناتهم وطاقاتهم، لتجنب أسباب الشقاء والعذاب؛ فضلاً عن الفناء والهلاك، فإذا تحقق لهم خير حافظوا عليه بكل الوسائل، وخافوا من فواته أو نقصه، وكم من أمة كانت آمنة مطمئنة، تجبى إليها ثمرات كل شيء، ويأتيها رزقها رغداً من كل مكان، لم يخفق فيها قلب من خوف، ولم تتضور نفس من جوع، فانقلبت أحوالها في طرفة عين، فإذا بالنعمة تزول، وإذا بالعافية تتحول، وإذا بالنقمة تحل».

العدد 3927 - الجمعة 07 يونيو 2013م الموافق 28 رجب 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً