قد لا أكون الصحافي الرياضي الوحيد الذي يتابع دوريات الفئات السنية في لعبة كرة اليد ولكن بالتأكيد «الوسط الرياضي» هو الأكثر متابعة ومواكبة، وعن نفسي فإني أستمتع جدا بمتابعة هذه الدوريات وإن كنت أشعر بالتقصير تجاه أبناء المستقبل باللعبة، ففي دوريات الفئات السنية، المباريات من الناحية الفنية والحماسية أكبر بكثير مما قد نجدها في دوري الكبار. وبعد هذه المقدمة البسيطة أدخل في صلب الموضوع الذي تحدثت فيه الأسبوع الماضي.

في دوريات الفئات السنية بشكل عام توجد مشاكل وإشكاليات على قرارات الحكام بعدد أكبر بكثير مما يظهر في دوري الكبار وذلك لأن رقعة المنافسة ليست مقتصرة على ثلاثة أندية كما هو موجود في دوري الكبار، هناك مفارقتان بين مشاكل الفئات السنية ومشاكل دوري كبار اليد، المفارقة الأولى أنه في الفئات السنية لا تغطى وبالتالي لا تظهر إعلاميا وإذا ظهرت ففي صحيفة واحدة، المفارقة الثانية هو السبب الذي يقال من قبل الأندية التي تعتبر نفسها متضررة.

أريد أن أقف قليلا على مفارقة السبب. الأخطاء التحكيمية واحدة والحكام الذين يديرون مباريات الفئات السنية هم الذين يديرون دوري كبار اليد، في الفئات السنية، للأسف دائما ما أسمع الأسباب التالية «الاتحاد طائفي، الحكام طائفيون، الحكام ينتقمون، الحكام يساعدون أنديتهم عندما يديرون لقاءات فيها مصلحة هذه الأندية»، وفي دوري الكبار أسمع التالي «الاتحاد أهلاوي – في إشارة إلى أن رئيس الاتحاد الحالي الذي يرأس الاتحاد منذ 4 سنوات فقط ينتمي إلى النادي الأهلي، علما أن الاتحاد تأسس في العام 1974»، ولا توجد هذه المصطلحات الشاذة إلا في لعبة كرة اليد دون الألعاب الأخرى.

العامل المشترك في كل الأسباب أعلاه هو أن هناك «تشكيك في نزاهة الآخرين»، فلا أسباب منطلقها المنطق والعقل ثم أن التشكيك بأدلة مبنية على توقعات وتحليلات مشكلة شرعية وأخلاقية. أريد طرح أكثر من تساؤل والإجابات مفتوحة. هل يحتاج النادي الأهلي الذي يخصص ميزانية لا تقل عن 100 ألف دينار سنويا للعبة كرة اليد لحكم أو رئيس اتحاد محسوب عليه ليفوز ببطولة؟ وهل الأهلي ناد فقير في عدد البطولات المحلية والخليجية ولم تملأ خزائنه إلا بعد وصول علي عيسى لرئاسة الاتحاد؟، إذا كانت الإجابة (نعم) فإنه استصغار للنادي ورجاله وضحالة ثقافة.

عموما، في كرة اليد البحرينية هناك ثابتان لابد من الالتفات لهما والنظر إليهما بكل احترام من وجهة نظري الشخصية، الثابت الأول أن الأهلي والنجمة (الوحدة سابقا) هما تاريخ اللعبة وهما اللذان أسساها وطوراها وشرفاها وقدما لها الكثير فنيا وإداريا ويجب احترامهما، الثابت الثاني أن باربار دخل في خارطة اللعبة وجعل نفسه في مصاف المنافسة مع القطبين في فئة الكبار لأكثر من 10 سنوات وسيبقى مستمرا لأنه يولد المواهب التي جعلته محتكرا كأس التفوق طوال السنوات الماضية ويجب أن يحترم ويقدر أيضا.

انتدب اتحاد اليد حكاما خليجيين لإدارة مباراة النجمة مع باربار، والأخطاء التحكيمية بطبيعة الحال موجودة إلا أنه وكأن الفريقين على أفواههم لاصقا لا إيماءات ولا كلام ولا صراخ وكل شيء يبدو على ما يرام، ولو كان طرفا المباراة غير النجمة وباربار لكانت العملية ذاتها، ومثل هذا يحدث في بقية الدوريات الخليجية وليس في البحرين فقط، إنما ما يحدث في البحرين فاق الحدود ولا يوجد له مثيل ولا شبيه في كل الفئات وليس الكبار فقط، لذلك على الأندية أن تتعامل مع الواقع وتتعاطى معه «باللتي هي أحسن» وما من فريق لعب وفي باله الترصد لأخطاء الحكام وفاز.

الكلام يطول ويحتاج لصفحات، ولكن يجب أن لا أنسى الإشارة إلى أنه على الحكام تغيير سلوكهم وطريقة تعاملهم مع اللاعبين والإداريين والحكام وهذا موضوع كتبته قبل شهر من الآن، وأعتقد بأن هذا السلوك هو السبب الرئيسي وراء ما يحدث من مشكلات مع كل أسف، دور الاتحاد أساسي ورئيسي في إيجاد مساحة تآلف وتقارب مشتركة وأنا أقترح هنا أن تدعى وفودا من الأندية لجلسة مصارحة مع الكادر التحكيمي بالكامل، فما يحدث بحاجة إلى حلول ولا يمكن التفرج عليه.