هل نحن العرب متخصّصون في ممارسة الخلافات العبثية فيما بين مكوّناتنا حتى إبّان المحن الكبرى التي تطال وتسحق الجميع، ولا تستثني أحداً؟
في تاريخنا هناك الفتنة الكبرى، من معركة الجمل إلى مقتل عثمان المأساوي، إلى حرب صفّين الكارثية، إلى جريمة الخوارج بحق الإمام علي، إلى الاغتيال المفجع للإمام الحسين بن علي في كربلاء، إلى الانقسام المميت بين الأمويين والعباسيين، إلى ... إلى... بلا نهاية، والتي نذوق مرارتها ونحصد ثمارها الفاسدة إلى يومنا هذا، وإلى سنين طويلة قادمة.
أهناك أشدُّ مرارةً من حصاد تلك الفتنة متمثلة في المشاحنات الطائفية السنيّة – الشيعية في أيامنا التي نعيش، بينما يعود الاستعمار إلى أرضنا ويتمدّد النفوذ الصهيوني في كل أرجاء وطننا ونحمل سبّة وعار التجّزئة والتخلف أمام كل العالم، الذي يتفرَّج ويعجب من استمرار عجز هذه الأمة وقلة حيلتها؟
ليس أفدح من سوءات ممارسات ذلك التاريخ إلا مسلسل الفتنة الكبرى في عصر الأمة الحديث. إنها فتنة حلقات من الانقسامات المفجعة السُريالية. هل نذكر انقسام الحركة القومية، ذات الشعارات الواحدة، إلى بعث وقوميين عرب وناصريين في الوقت الذي كان فيه مدٌ وعنفوان الاستعمار – الصهيونية – الرجعية العربية موحد الأهداف والرُؤى والفعل؟
هل نذكر الانقسام الفلسطيني، فكراً ونضالاً وعلاقات داخلية وخارجية متناقضة، بينما الوجود الصهيوني يتمدَّد ويأكل على مائدة الغنائم ثم يبصق الفتات للمتناحرين الساهين عنه وعن الوطن الذي يضيع؟
هل نذكر الانقسام البعثي- البعثي المجنون الذي أضاع في النهاية الفرصة التاريخية لعراق – سوري قوي شامخ يهابه الأعداء ويجر قاطرة الوحدة العربية إلى بر الأمان؟
هل نذكر الانقسام القومي العربي – الإسلامي العبثي الطفولي الذي أنهك قوى الأمة وأضاع فرص الوطن، حتى إذا بذلت جهود كبيرة عبر ثلاثين سنة لإيجاد أرضية مشتركة فيما بين التيارين، ونجحت تلك الجهود إلى حدود معقولة، إنهارت علاقة القربى أمام أطماع وسلطة الانتهازية التي رأت في الربيع العربي فرصة القفز على الحكم وسرقة منجزات شباب ضحوا بأرواحهم وبهروا العالم بحيوية إبداعاتهم؟
هل نذكر انقسام الحركة الإسلامية السياسية نفسها إلى إخوان مسلمين وسلفيين وجهاديٍين متناحرين وذلك في أحرج فترة انتقالية لثورات وحركات الربيع العربي الواعد؟
هل نذكر انقسام المعارضة السورية إلى قوى ديمقراطية سلمية قلبها على وحدة سورية وتناغم مكونات شعبها، وفي المقابل إلى قوى عنف تحرّكها أموال وتدخلات المغامرين والطائفيين، لتصبح الحركة الشعبية الديمقراطية في سورية أمثولةً للكثير من الخزي والألم والخجل وقلّة المروءة؟
هل نذكر أصوات الانفصالات والتجزئة والإضعاف في اليمن والسودان والعراق وسورية وغيرهم كثير؟
هل نذكر المرّات الكثيرة التي شعّ ألق البطولات في الأرض العربية وأيقظ الآمال والفرح، حتى إذا ما دخل أصحاب البطولات في دهاليز السياسة والمماحكات الطائفية أو القبلية إنطفأ ذلك الألق ودخلت الأمة في ظلمات اليأس والقنوط؟
قصص وأمثلة الفتن الكبرى في عصرنا الذي نعيش تحتاج إلى مجلدات. لقد أصبحت الفتن ظاهرةً ملازمةً لمسيرة العرب في التاريخ، ولم نتعلًم من تكرارها شيئاً. وها أن الفترة الانتقالية لما بعد ثورات وحراكات الربيع العربي المبهرة الساطعة في سماء العالم تبتلى بكثير منها، بل لم تبق فتنةٌ في قاموس الفتن إلا وتمّ إشعالها. لقد استعمل حطب التاريخ والجغرافيا والعرق والدين والمذهب والجنس لإشعال فتن لم تخطر قط على البال السوي.
الأسئلة العربية الأبدية تطرح نفسها في كل منعطف من تاريخنا القديم والحديث: لماذا لا نقتنع بأن التنازلات المتبادلة بين الأطراف المختلفة فيما بينها هي أحد الأسس التي تقوم عليها كل فائدة إنسانية، كل فضيلة، وكل عمل معقول، كما جاء على لسان ادموند بيرك، السياسي والكاتب الايرلندي الشهير؟ لماذا لا نفرٍق بين الأيام العادية وبين أيام تكالب الأعداء على هذه الأمة المبتلاة؟ لماذا لا نعطي حيزاً كبيراً لممارسة الأولويات في حياتنا السياسية؟
هل نريد لثقافتنا السياسية أن يحكمها منطق أننا «قوم لا توسط بيننا»، أم منطق «وكذلك جعلناكم أمّة وسطاً»؟ ممارسة السياسة من خلال منطق الفتن أصبحت إشكالية عربية كبرى. إنها تقوض كل محاولة للنهوض، للخروج من تحت عباءة الاستعمار، لالتقاط الأنفاس لمواجهة البربرية الصهيونية، لتأجيل الاختلافات الإيديولوجية إلى ما بعد انقشاع محن الأمة وتراجع أعدائها.
للمرة الألف نقولها لشباب الثورات والحراكات المباركة في الوطن العربي الكبير: احذروا فخ الفتن الذي ينصب لكم وخنجرها الذي يقطر دماً، إنها دماء أمتكم.
ما نقوله لكم كصرخة مستجدية هو صدى لما تقوله بحسرة وألم الملايين من أبناء أمتكم يومياً في كل أصقاع الوطن الكبير المنكوب.
إقرأ أيضا لـ "علي محمد فخرو"العدد 3926 - الخميس 06 يونيو 2013م الموافق 27 رجب 1434هـ
( وطنى شريف )
انت يا دكتور على إنسان وطنى شريف و سياسى محنك و مثقف تفهم الامور التى تدور من حولك اتمنى من الناس ان ياخذو بنصائحك الحكيمة.
أنت كبير يا دكتور علي فخرو
نعم يا دكتورنا العزيز أنت الأنسان البحريني الاصيل أنت الشيعي والسني أنت الأصل والعراقه أنت اللي قلبك على أبناء وطنك نعم أنت فخر البلد وشموخها
صدقت يا دكتور
هذا كلام العقل الذي غلب في زماننا بعقول سوداء كالقلوب التي تحملها
تحية
صباح الخير أولا سعادة الدكتور, وتحية لك على رؤاك الثاقبة التي تطرحها لعل وعسى تجد من يستجيب لك لقد صفقنا عندما تم تقسيم السودان واتهمنا البشير بالدكتاتورية, والدور الآن لتقسيم العراق ثم مصر ثم ثم وهكدا حتى يتم تقسيم الوطن العربي, ودلك لإضعافه, وخدمة للكيان الصهيوني لإقامة دولته التي يحلم بها من النيل إلى الفرات. فهل نفيق من سباتنا؟ (محرقي/حايكي)
على الذين حجزوا للسفر إلى سوريا
على الذين حجزوا للسفر إلى سوريا للمشاركة في الدم والخراب الكبير وتذوق لحوم الموتى وشرب دماء الضحايا والذين لم يتسنى لهم حجز تذكرة السفر فلينتظروا قليلا فهناك مهرجانات مشابهة قد تحدث في دول عربية أخرى أنها مهرجانات الربيع العربي فمن خلالها أستطعنا نتذوق لحوم بعضنا بعضا ونشرب دمائنا في حفلة من العربدة والثمالة
ممارسة رياضه ولعب كره
مو غريب ولا عجيب أن آين شاين قالها من زمان من يخلق المشكله لا يستطيع أو لا يمكنه حلها. فربط الكون بقانون طبيعي وفوضى مو طبيعيه – هذا يعني إفلاس وعدم قدرته أن لا يخلق مشاكل أكثر للعالم ولا يقدرون يحلون شيء. اليس كذلك؟ ما
هنئا لك هذا الفكر
كم انت مبدع ورائع يا دكتور علي ، لو يتم تطبق هذه الأفكار والرؤى في حياتنا المعاصرة ( اي في الواقع ) لكنا بالف خير ، شكرا مرة اخرى على هذه الرؤى والافكار التي تستحق كل التقدير والاحترام .
أصبح العرب كرة يتضاربها اللاعبون السياسيون في العالم
لشدّة هوان الأمّة العربية اصبحت الأمة كالكرة في الملعب وهي حقيقة العرب الآن كرة يتقاذفها اللاعبون السياسيون في العالم.
دولة مثل ايران 85 مليون تقف وتقول لا للهذا اللعب بينما 500 مليون عربي موزعين على 22 دولة ليس لهم كلمة. بل اصبحوا في يد الأجنبي (امرك مولاي) طوع امرك سيدي. لا والأدهى افساح المجال لفكر القتل وسفك الدماء بأن يتبوأ مقعدا في الاوطان.
لم نكتفي بأن نصبح كرة في يد الاجانب بل قبلنا بالأفكار المتخلفة ان تتوغل
داخل الشعوب لتدمر الباقي
بل قل يا دكتور: الاعتياش والارتزاق من الفتن
من لا يبال بقوت نفسه وعياله لا يهمه ان كان المصدر حلالا ام حراما هل المصدر مشروعا ام غير مشروعا أم حتى ممزوجا بدماء الابرياء من الناس.
الشرفاء من الناس حتى ولو لم يكن ملتزما دينيا لكنه لا يقبل ان يقوت عياله من حرام او من دماء الناس. ولكن ما نراه الآن وما يحصل ان الكثير باع هذا المسمى ضمير وركنه في جانب واصبح يهشّ على عياله من حرام وحلال وشبهة ولا يهتم لذلك ونسأل الله ان يستر علينا لأن من تخرّجه هذه الأموال لن يكون انسانا سويا
وسيطال أذاه هو من ربّاه وأقرباه
كلمة حق
هذي سياسه يهوديه يتم تطبيقها بدولنا الاسلاميه
باوامر يهوديه و بتبطبيق عربي
وللاسف عندنا ناس يدعون الاسلام وهم لا يفهقون بالاسلام سوة لغة الدم
ويعيبو ع ناس والعيب فيهم
و وسائل الاعلام لعبت لعب في الفتن واثارتها وعقول البعض منا اغبى من عقول بعض الحيوانات كرمكم الله ( يصدق اي اشاعة)