جاء في صحيفة «الوسط» قبل أيام، خبر سقوط أجزاء من محراب مسجد علي بن علي الأثري في قرية بوري، فيما بقيت الأجزاء الأخرى من المحراب متصدعة، ومعرضة للسقوط في أية لحظة. لم يكن مسجد بوري القديم أول مسجد، ونتمنى أن يكون آخرها يتعرّض للسقوط ووزارة الثقافة والآثار عنه ببعيد، فإلى متى تصم آذانها عن بعض الآثار وتراها تسارع الريح لالتقاط آثار أخرى قبل أن تناديها، فمتى صارت الآثار محل انتقاء وتمييز؟
الآثار هو ما خلفته الإنسانية الماضية التي عاشت على الأرض، بدءًا من الصروح وانتهاء بالحبوب، ومن خلالها تدرس جوانب كثيرة من حياة الشعوب، والأثر يشكل رافداً مهماً في جمع المعلومات عن المجتمعات القديمة التي تركت ذلك الأثر ليتحدّث عنها بعد أن ينقطع خبر من عاصره. لذا فالأثر سيّد نفسه، وهو الناطق عن حضارة شعب وتاريخه، فلا نستطيع تبيان حضارة بأن نخفي آثارها ونروّج لحضارة أخرى، فالأصل غلاب، فمصر فرعونية ثم فاطمية، والشام فينيقية ثم أموية، والبحرين لا تخرج عن هذا الإطار فيغلب عليها الطابع الديني، فمن معابد باربار وسار إلى المساجد الإسلامية حيث المنارات والمحاريب والقبب ومشاهد قبور علمائها الناطقة.
هناك العديد من المقامات والمساجد الأثرية التي تؤرّخ إلى فترات مختلفة من تاريخ البحرين، وهي شاهدةٌ على الحراك المجتمعي والثقافي في مناطق متعددة، وبعضها شاهدٌ حيٌّ على بعض الأحداث التاريخية في المنطقة، لكن الكثير منها طاله الإهمال وأصبح معرّضا للتخريب والزوال، وبعضها طاله الهدم وسُوّي بالأرض، والشواهد كثيرة، فمنها للحصر يطالعك في مقبرة جزيرة النبيه صالح قبر الشيخ راشد البحراني الذي بقي أكثر من ثمانية قرون دون بناء (1208)، وفي شرق البرهامة تجد مسجد ومحراب وقبر الشيخ يحيى بن حسين بن عشيرة بن ناصر السلمابادي البحراني، وهو صاحب تراجم كان موجوداً قبل خمسة قرون لكن يبقى تاريخاً دون حفظ. وتحت الشجرة يرقد الملا بن فايز منذ 111 عاماً في منطقة سند دون تشييد. وفي جدحفص يطالعك مسجد ومدرسة الشيخ داوود بن شافيز، وهي في طي النسيان. وفي جزيرة الشيخ بعسكر مسجد الشيخ إبراهيم مهجوراً، بينما يتعرّض مسجد الصحابي الجليل صعصعة بن صوحان للتخريب. أما مسجد الشيخ إبراهيم العابد الذي يقع على بعد مئات الأمتار من ساحل قرية سفالة شرقاً، فهو عبارةٌ عن كوخ قديم مبني بالخشب وجريد النخيل، وقد تعرّض للهدم بعد احداث 14 فبراير (شباط) 2011.
كل هذه الشخصيات لديها تاريخ طويل وعريق منذ مئات السنين، وهي تمثل وغيرها ركناً أساسياً لتراث هذا الشعب، ولكنه مهملٌ وتطاله يد العبث بين الحين والآخر. هذا الأمر دفع بالكثير من علماء البحرين لمطالبة اليونسكو باتخاذ إجراءات لحماية المساجد والمقامات التاريخية في البحرين.
الآثار وُجدت دون تخطيط إنما هي بقايا، لذا فليس من الإنسانية والثقافة التي هي عنوان للجميع، أن تغضّ وزارة الثقافة البحرينية - وهي المعنية بالعناية بالآثار والتراث البحريني وإبرازه بشكل يليق به - الطرف عن بعض الآثار على رغم أهميتها وعلمها بها، في حين تركز على آثار بعينها وتراث مختار، وكأن الآثار انتقاء وتمايز، وهل الموازنة العامة مرصودة لشيء دون آخر، وهل هي إستراتيجية ثقافية، أم مزاجٌ وتصرفٌ شخصي؟ فهمونا إن أسأنا الفهم وعجزنا عن الاستيعاب.
إقرأ أيضا لـ "رملة عبد الحميد"العدد 3926 - الخميس 06 يونيو 2013م الموافق 27 رجب 1434هـ
بارك الله فيكم
بضيعون الهويه و التاريخ الحقيقي و بيحيون التاريخ المزيف إرضاء لمصالحهم
ظهور الفساد في البر والبحر وجيرة كانت خظراء
نتقي شر من أحسنا اليه بزيادة الاحسان اليه، بينما إقتفاء الأثر وآثارهم واضحه أن ها الجزيره كانت خضراء ومسلمه أبا عن جد عن أم وكل أسلافها كانوا من المسلمين من أيام أوال تايلوس وأورادوس وديلمون. فقد كان عندهم إيمان بالبعث أي انهم من أيام النبي نوح والنبي ابراهيم والنبي موسى وعيسى. باربار فيه معبد وكان الدير بعد من الاسم باين وحت أشكال أهاليها وطبعهم مسامحين وطيبين. يعني متى ما كان ابراهيم مسلم ومحمد مسلم الذين بينهم بيكونون ويش.. مو مسلمين بعد؟
استراتيجية ثقافية
محو كل اثر للشعب البحريني الأصيل الذي عاش على هذه الجزيرة منذو القدم وهذا قمة التخلف يذكرنا بما قامت به طالبان من تكسير وهدم معابد تاريخية بحجة التحريم فالعقل البشري عندما يتحول الى حجر لا يستطيع ان يستوعب مظاهر ومتطلبات الحياة المدنية والآثار هى جزء من حضارتنا وتاريخنا العريق وهو دليل على عراقة هذا الشعب ولهذا يتم العمل على محيه
كلامج عين الصواب
بيضيعون البلد
و البلد لازم لها اثار حرام عليهم الي يسونه