العدد 3926 - الخميس 06 يونيو 2013م الموافق 27 رجب 1434هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

 

لماذا تمتلئ الكؤوس بالدماء؟

 

ما أن هدأ بركان الربيع العربي الغاضب في بعض الأقطار العربية التي زارها قاطعاً أشجار الظلم نافظاً عن هذه الشعوب جزور الفساد والطائفية والكراهية والقتل مع من يختلف معها مستبدلاً أنظمتها بأنظمة منتخبة، لكن ما أن وزعت كؤوس الشربات في شوارع القاهرة وتونس فرحاً وابتهاجاً باقتلاع طواغيت وأنظمة بائدة حتى عادت الكؤوس التركية هذه المرة تمتلئ من دماء الشباب المحتجين في شوارع اسطنبول من جديد!

بينما الرواية التركية الرسمية كعادتها تقول (لا تنظروا إلى الكأس الفارغ وانظروا إلى نصف الكأس المملوء)! بالله عليكم أي كأس بقي أو أي صحن رز باقٍ! ماذا يستفيد المواطن التركي والعربي من هذا التهريج ومن هذه الخزعبلات؟ هل سيلبي طموحه أم هل سيسد رمقه أو سيطعم أطفاله أم هل سيكسو بناته؟ وإلى متى ينتظر المواطن العربي امتلاء الكؤوس؟ هل ينتظر حتى تتساقط البيوت الآيلة عليهم؟ أو عندما يهرم الشباب كي يحصل على قفص يحبو إليه تارة ويسقط تارة أخرى، خصوصاً في هذه الأيام بالذات وفي هذه الأزمات التي مزقت الوطن كما يمزق الطفل لعبته والتي صار فيها سعر الطماطم والكوسة بسعر الذهب والفضة!

متى يمتلئ الكأس؟ ومن أي شيء يجب أن يمتلئ؟ ولماذا يمتلئ بالدماء، الجواب صعب جداً، لأن الشعب العربي اعتاد أن تمتلئ الكؤوس بالدم من الجراحات التي تنزف من دماء الشهداء التي تتساقط فوق الأرض في حال طالبت الشعوب بإصلاحات وبتداول السلطة، في الوقت الذي تمتلئ كؤوس الغرب بالكحول وبالعسل والماء النقي تشرب منه الشعوب الغربية في كل مرة جاء رئيس جديد أو حكومة جديدة، حيث تنتقل فيها السلطة بسلاسة ناهية وبانتخابات نزيهة دون تزيف ولا أرقام خيالية بينما اعتادت الشعوب العربية يوم انتقال السلطة بالعنف والإرهاب وامتلاء السجون وكثرة الدماء التي تمتلئ فيها الكؤوس بالدماء والقهر والموت السريع أو في حال المطالبة بالتغيير أو عند قدوم حكومة جديدة!

يعني لماذا لا تتم انتقال وتداول السلطة بشكل سلس وسهل كما هو حادث اليوم لدى الدول والبلدان غير العربية كبريطانيا وأميركا وفرنسا وألمانيا وحتى في «إسرائيل»... لماذا تمتلئ الكؤوس بالدماء من أجل رغيف الخبز أو الشغل البسيط أو عند المطالبة بالحقوق وعلى رأسها الكرامة؟ لماذا؟ اسطنبول مثالاً حياً على ذلك حينما أمضى آلاف الجرحى من سكان اسطنبول في الليلة البيضاء التي غطت أدخنة مسيل الدموع شوارع أسطنبول وأزمير وساحة تقسيم متحدين الشرطة والقنابل المسيلة للدموع حيث وقفوا على شرفات ونوافذ منازلهم، ضد حكومة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان. ومذكرينه بحقوق المحتجين وإنسانيتك وكلامتك وشعاراتك التي طالما رددتها للأسد طالباً منه الرحيل أو التنحي!

مهدي خليل


صفحة من المفكرة

«انشغلت مصر «شعباً وحكومة وإعلاماً» الأسبوع قبل الماضى بقضية خطف الجنود، والأسبوع الماضى بتنمية سيناء وضرورة تعميرها، والأسبوع الجاري: بسد النهضة في إثيوبيا وماء النيل، والأسبوع المقبل: بحملة تمرد ومظاهرات حاشدة، والأسبوع بعد التالى: بامتحانات الثانوية العامة ، والذى يليه... سيظهر شيء جديد يشغل الرأي العام، لكن ثمة سؤال: ماذا تحقق من تنمية سيناء أو حلول لمواجهة سد النهضة أو إرضاء للطالب المتوسط الذى كان الامتحان فى مستواه كالعادة؟

- هوس الشعوب العربية ببرامج مسابقات الغناء، والملايين التى يتم صرفها سواء في الإعلانات أو التصويت بالرسائل القصيرة أو غيرها... يزيد من صعوبة التنبؤ بعدد العقود التى سننتظرها حتى نرى أول مصنع عربى لصناعة إبرة الخياطة «الحياكة» المصنوعة عربياً!

- شيء غريب أن يذهب القضاة إلى تدويل قضاياهم، وأن يصير مشكلة القضاء الشامخ الوحيدة هى ما يدافع عنه كهول المهنة فوق الستين حتى لا يتم خفض سن تقاعدهم، ثم الاعتصام والامتناع عن العمل، المشكلة لا تكمن فى كل ما سبق، بل فى كيفية دخول هؤلاء إلى سلك القضاء... بينما يجلس أوائل بعض كليات الحقوق في المقاهي، لأنهم بلا واسطة!

- يجرى الآن استعداد غالبية الفضائيات العربية لاستقبال شهر رمضان الكريم، لا بالبرامج الدينية أو التثقيفية، وإنما بالمسلسلات الدرامية وبرامج المقالب الساذجة والمسابقات التافهة، إلى أن يأتى العيد... فتبدأ الأفلام السينمائية ذات القصص المبتذلة، التى يملؤها الاستعراضات الراقصة والعري والمضمون غير اللائق بديننا أو تقاليدنا أو ثقافتنا.

- الصراع بين السلطة والمعارضة قد يكون صراع أبدي، وفي كل الدول وليس عندنا فقط، لكن يجب ألا يخرج عن كونه صراعاً بالكلمات ومن أجل غاية واحدة وهي نهضة الوطن وعلو شأنه، ولا يجب أن يزيد عن ذلك ليصير هدماً وحرقاً ودماء تسيل على الطرقات، فما ذنب من هم ليسوا مع السلطة أو المعارضة أن تضيع ممتلكات وطنهم وتقطع الطرق أمامهم وتتعطل مصالحهم؟

- أتمنى أن أعثر على الصفحة الخاصة بالكهرباء فى كتاب النهضة، ذاك الكتاب الأحمر الصغير ذو الورق المصقول والطباعة الفاخرة... الذى كان يتم توزيعه فى فترة الانتخابات الرئاسية الأخيرة، لأتحقق من أن النهضة فى مجال الكهرباء لا تعني انقطاعها الدائم!

أحمد مصطفى الغر


قَلْبِي وَلْهانْ مُغْرَمْ

يا زِيْنْ اِلْغَمْزِهْ لِي مِنِّهْ تِبَسَّمْ

وُبانْ اِلْلُوْلُوْ مَصْفُوْفٍ مِنْ اِلْفَمْ

وُأَشَّرْ لِي إِبْيِمِيْنِهْ وِبْعِيُوْنِهْ

وَنا قَلْبِي عَلِيْهْ وَلْهانْ مُغْرَمْ

***

يا زِيْنْ اِلْبَسْمِهْ مِنْ عاشِقْ وُمَعْشُوْقْ

وُنَظْرَةْ حُبْ فِيْهَا اِلْوِدْ وِاْلْشُوْقْ

وُسَلامْ بِاْليَدْ ما يَدْرِي بِهْ غِيْرِي

إِشارَةْ سِرْ فِيْهِهْ اِلْفَنْ وِاْلْذُوْقْ

***

يا فَرْحَةْ قَلْبِي لِي مَرِّيْتْ يَمِّي

وُبَسْماتِكْ تِزِيْلْ اِلْهَمْ عَنِِّي

آحِسْ قَلْبِي يِطِيْرْ مِنْ اِلْسَعادِهْ

لِي عِيْنِكْ خَزَّتْ عِيُوْنِي بِفَنِّيِ

***

يا فَرْحَتْنِهْ لِي مَرْ خاطِرْ عَلِيْنِهْ

يِسَلِّمْ وِالسَلامْ يِحْلِهْ بِدِيْنِهْ

وِيِتْبَسَّمْ ويْسَمِّعْنِهْ كَلامِهْ

سُوالِفْ حُبْ وُنَظْراتِي بِعِيْنِهْ

خليفة العيسى


المحافظات والمجالس البلدية

تتسم العلاقة بين المحافظات والمجالس البلدية بأنها علاقة تكاملية تعمل على إيجاد وتسخير الوسائل المناسبة، والسبل المتاحة من أجل خدمة الوطن والمواطنين في ضوء الصلاحيات والاختصاصات المناطة لكل منهما.

فقانون المحافظات قسّم مملكة البحرين إلى خمس محافظات فهي: (العاصمة والمحرق والشمالية والوسطى والجنوبية) وهذا التقسيم تبناه أيضاً قانون البلديات فقسم البلديات إلى خمس بلديات مراعياً بذلك ومتسقاً مع تقسيم المحافظات بحيث حدد نطاق كل بلدية بحدود منطقة المحافظة التي تقع فيها، وكما أسبغ قانون المحافظات على المحافظات الشخصية الاعتبارية، فالمحافظ هو ممثل السلطة التنفيذية في حدود محافظته وبالتالي يتم تعيينه بموجب مرسوم.

والمشرع البحريني أكد أن المحافظ يتولى متابعة مشروعات خطة التنمية في نطاق المحافظة وعليه في سبيل ذلك المساهمة في الإشراف على الخدمات التي تقدمها مرافق وأجهزة الدولة الكائنة بالمحافظة، فيما عدا الهيئات القضائية، ووزارتي الخارجية والدفاع، وهيئات الإدارة البلدية.

أما قانون البلديات؛ فقد حدد اختصاصات المجلس البلدي بوجه عام في تقديم الخدمات البلدية في دائرة اختصاصه من حيث تطوير المنطقة، وتحسين الخدمات العامة فيها، من خلال الرقابة والإشراف وإبداء الآراء والاقتراحات، بالإضافة إلى وضع الأنظمة واللوائح المتعلقة بأنشطتها في حدود اختصاصاتها. في حين أن قانون المحافظات اعتبر المحافظ ممثلاً للسلطة التنفيذية في حدود محافظته وهو الذي يتولى المساهمة في الإشراف على تنفيذ السياسة العامة للدولة ومتابعة مشروعات خطة التنمية في نطاق المحافظة، وكذلك المحافظة على الأمن والنظام العام.

وعليه فإن قانون المحافظات اعتبر المحافظ قائداً إدارياً وأمنياً وتنموياً واجتماعياً في نطاق محافظته ويقدم الاقتراحات في هذا الشأن، وبالتالي ترتقي المحافظات إلى نظام الحكم الإداري في الوحدة الإدارية.

أما عن آليات العمل المشتركة بين المحافظة والمجلس البلدي فهي آليات مستمدة من القوانين والأنظمة المرعية بخصوصهما. فالقانون أعطى للمحافظ الحق في التنسيق مع مدير عام البلدية الذي يرأس جهازها التنفيذي وبحث أمور المحافظة معه وخاصة أنه عضو بالمجلس التنسيقي الذي يرأسه المحافظ.

المجالس التنسيقية والمجالس البلدية:

تعتبر المجالس التنسيقية امتداداً لفلسفة إنشاء نظام المحافظات وذلك من خلال إيجاد الوسائل المناسبة لمواكبة التطور الاجتماعي والإداري والأمني الذي تشهده مملكة البحرين، الأمر الذي يتطلب تضافر الجهود وتكامل العمل وتحقيق نوع من الفهم المتبادل بين جميع الوزارات والأجهزة الحكومية المختلفة في إطار تنفيذ السياسة العامة للدولة للوصول إلى الهدف المشترك وهو تحقيق الأمن الاجتماعي، فالمجالس ذات طابع إداري أمني في نظام الحكم الإداري.

ومن حيث الطبيعة القانونية فالمجالس التنسيقية ما هي إلا هيئات استشارية وجهاز معاون للمحافظ من أجل توحيد الجهود والتنسيق بين الوزارات والجهات الحكومية الأخرى من خلال رصد الظواهر الاجتماعية والأمنية في نطاق المحافظة وتقديم الاقتراحات ورفع التوصيات بشأنها إلى الوزارات المعنية، وهي تقوم على مبدأ المشورة وتقديم المقترحات ورفع التوصيات من دون أن تكون لها سلطة تقريرية.

وزارة الداخلية


كلمة وفاء بحق المناضل محمد جابر صباح

إذا كان لابد أن نقول كلمة وفاء وعرفان بحق المناضل الوطني الكبير محمد جابر صباح (أبو جمال)، بعد أن غادرنا وترك بصمات لا يمحوها الزمن من الكفاح والنضال الشاق والمرير من أجل البحرين وكل شعب البحرين فإنه غني عن التعريف فقد كان كريماً طيب الخلق وسباقاً للتضحيات وإن رصيده الثقافي الوطني لا يعلى عليه، وكان رغم كبر سنه ومرضه يتفانى من أجل رفعة وطنه وشعبه وكان يضحي بالغالي والرخيص من أجل إحقاق وتلبية مطالب الشعب العادلة. لذلك لم تستطع ثنيَه عن هدفه لا السجون ولا المعتقلات ولا العوز والحرمان من العمل. وهو الإنسان البسيط المتواضع فلم ينحنِ ولم يطلب مساعدة من أحد. وقد كان جسوراً وشجاعاً لا يجامل ولا يحابي أحداً وجهوراً في قوله وعمله لا تأخذه في مطالب الشعب لومة لائم. خرج من السجن في نهاية السبعينات وكان يلفه العوز والفاقة وتراكمت عليه الكثير من الديون فمدت له السلطة يدها كي تسدد ديونه فقال قولته الشهيرة (نجوم السماء أقرب لي منكم) تعرفت عليه بداية من أيام المجلس الوطني السابق العام 1972، وكان أحد أعضاء كتلة الشعب التي دعمتها جبهة التحرير الوطني، فكانت له عدة مساهمات ومواقف لا تنسى وأنا شاهد عيان على ذلك فقد طرح في المجلس الوطني آنذاك مع زملائه عدة مشاريع أهمها الإسكان، والحفاظ على البيئة، وتطوير البنية التحتية، وحماية الأراضي العامة من العبث، والقضاء على الفساد المالي والإداري، وزيادة الرواتب. وسيادة أمن الوطن، وإبعاد القواعد الأجنبية عن البلاد، وكان مدافعاً شرساً عن حقوق المواطن البحريني.

التقيته ثانية في سجن جزيرة جِدة عام 1976، في أعقاب إنهاء الحياة البرلمانية وإعلان حالة الطوارئ وتطبيق قانون أمن الدولة والذي استمر تداعياته حتى العام 2000،.

كان محمد جابر حقيقة شعلة ثورية من النضال والعمل الدؤوب الذي لا ينضب، ورغم ما حدث للشعب من غسيل دماغ وتفرقة طائفية إلا أن محمد جابر بقي مؤيداً للمطالب الشعبية حتى الرمق الأخير ولم يتلوّث بأدران الطائفية والانقسام، فكان موقفه لا يعجب البعض الذين صدّقوا الدعاية الإعلامية وتلوّثوا بداء الطائفية.

توثقت علاقتي به في بداية التسعينات وكنا نحضر مجالسنا الأهلية التي أسسناها آنذاك رداً على التعتيم والمحاصرة والمنع وإيقاف الندوات العامة فكنا في هذه المجالس نتدوال الفكر والعمل الوطني وتوزيع الأدبيات بغية الخروج من تلك الظروف الأمنية المناهضة للشعب. ومن مجلسه ومجلس صديقه الحميم علي ربيعة انبثقت العريضة النخبوية عام 1992، وبعدها العريضة الشعبية عام 1994، والتي جمعنا عليها نحو 23,000 توقيع، بعد ذلك تم تشكيل لجنة العريضة الشعبية والتي كان لي شرف المشاركة معه فيها - كان يحرص على حضور كل الاجتماعات وفي أي منطقة فمن قلالي منزل المرحوم عيسى الجودر إلى بني جمرة منزل المرحوم الشيخ الجمري، ومن الحد منزل الشيخ المحمود إلى النويدرات منزل الأستاذ عبدالوهاب حسين ...إلخ.

وكان معطاء ومتفانياً ولا يمكن أن يسد مكانه أحد وبفقده فقدت وخسرت البحرين رجلاً مقداماً ومناضلاً بارزاً وأحد أخلص الرجال الذين رحلوا عنا وتركوا فينا لوعة الفراق ومازلنا نصارع الظلم وفي القرن الحادي والعشرين من أجل الحرية والعدالة والمساواة والكرامة الإنسانية... ألا رحمة الله على ابن الشعب البار وعلى بقية الوطنيين الشرفاء المخلصين.

أحمد منصور

العدد 3926 - الخميس 06 يونيو 2013م الموافق 27 رجب 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً