جَرَت العادة عند «البعض» أن يتذكر عيد ميلاده، لكنه «قد» لا يتذكر عيد استقلال بلده. بل قد يتذكر ذلك «البعض» أعياداً للميلاد، تخصّ أشخاصاًً آخرين «ترفا»، لكنه لا يَقدِر على استحضار قضايا الأمة الكبرى من هزائم أو انتصارات، أو على أقل تقدير، معرفة مَنْ وُلِدوا في ذلك التاريخ، وصَنَعوا للحضارة الإنسانية ما صنعوا من شأن. روبرت فالكون سكوت كارل فرديناند براون مثالاً!
أمس الأربعاء (الخامس من يونيو) واليوم الخميس (السادس من يونيو) هما يومان مفصليان في حياة أمتنا. ففي مثل يوم أمس من العام 1967، هاجمت «إسرائيل» كلاً من مصر وسورية والأردن ضمن ما عُرِفَ بحرب الأيام الستة. وفي مثل هذا اليوم من العام نفسه، دَخَلَ الجيش الإسرائيلي مدينة القدس، حيث أعلنت «إسرائيل»، أنها استرجَعت أورشليم، وهي في طريقها للعراق، حيث أطلال السَّبي البابلي.
والحقيقة، أن هذيْن اليومين، ليسا مُهمّيْن فقط لكي لا تنسى الذاكرة العربية والإسلامية مصائبها الجِسام، بل لأنهما يتحكَّمان في ملف الصراع العربي الإسرائيلي اليوم. فالجزء الذي احتلته «إسرائيل» من مصر، وهو سيناء، لا يزال تتحكم فيه اتفاقية سلام، تجتر بنودها من ظروف ذلك اليوم. أما الجزء الذي احتلته في سورية وهو الجولان، فهو لايزال مُحتلاً بشكل كامل.
أضِف إلى ذلك، فإن الرباعية الدولية، ومفاوضاتها مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وبقية الفصائل الفلسطينية المسلحة، قد ترى النور، ولكن وفقاً للتسالم على حدود يونيو من العام 1967، والمقصود به هو ذلك اليوم أيضاً، فضلاً عن ربطه بالحديث عن اللاجئين والمستوطنات والاستفتاء والاعتراف المتبادل بالوجود. كل ذلك مُجتَرٌ إلى ذلك التاريخ: الخامس/ السادس من يونيو. من هذا المنطلق، تأتي ذكرى النكسَة، لتجعلنا أمام التزاماتٍ تاريخيةٍ وأخلاقيةٍ وسياسيةٍ واضحة، هي أبعد من مجرد أرضٍ منهوبة.
من الأشياء الغريبة، التي أقِفُ عندها في هذيْن اليوميْن الأليميْن، هو طريقة عَمَل السياسة الدولية البائس، وكيفية صياغة المصالح ما بين الدول ذات التجانس الإمبريالي والديني والثقافي. فعندما نرجع إلى ما صَادَفَ التاريخيْن المذكوريْن من أحداث عالمية، سنجد حجم الظُلامة التي وَقَعَت على أرض العرب والمسلمين دون سواهم، وكأنها حالة من الشَّد العكسي، بحيث يفقد العرب أرضهم، في الوقت الذي تسترجع فيه شعوب أخرى أراضيها، وتنال حريتها بالتزامن.
لقد تحرَّرت روما من الفاشية واسترجعها الحلفاء نهاية الحرب الكونية الثانية في ذات اليوم الذي اعتدت فيه «إسرائيل» علينا، واحتلت أرضنا. وبدأت معركة النورماندي لتحرير فرنسا من الاحتلال النازي، في المناسبة ذاتها أيضاً. وأعْلِنَ عن خطة مارشال لإعادة إعمار أوروبا بعد الحرب المدمِّرة في التاريخ كذلك. واستقلت صربيا عن اتحاد صربيا والجبل الأسود. وهَجَمَ البريطانيون على قوات رومل. وخُطِّطت الحدود ما بين العراق وتركيا. كل ذلك بالتزامن مع فقداننا لأراضينا.
كل هذه الأحداث، وتواريخها كانت تحرُّرية لشعوب مُحددة، هي في أغلبها ضمن العالم الأول. وقد رَسَمَت تلك الأحداث، مستقبل الدول المعنية، وتطور شعوبها، ولجم الصراعات فيها، وضمها إلى تحالفات سياسية وعسكرية واقتصادية كبرى بهدف تقويتها، وجعلها ضمن الأمن العالمي، ونظام مصالحه. وهي اليوم، تقود أقوى اقتصاديات العالم الغربي كألمانيا وفرنسا.
أما هذا الجزء (العربي) من العالَم، فقد كان وضمن ذلك التحيين التاريخي المتزامن، يفقد أعز وأهم أراضيه المقدسة. بل الأكثر، فقد زامنت «إسرائيل» اجتياحها الثاني والمُدمِّر للبنان، العام 1982، ضمن ذلك التاريخ أيضاً، وهو في الحقيقة أمر مدعاة للتأمل. ففي الوقت الذي تنال فيه شعوبٌ استقلالها، وتُرَدُّ الأرض لأهلها، نفقد نحن العرب والمسلمين أرضنا، دون أن يكون لاسترجاعها أفق حتى.
والجميع يتذكر، أنه وخلال عقد واحد، نشَأت دولتان على أساس ديني (مسيحي) هما «تيمور الشرقية» في العام 2002، بعد استقلالها عن اندونيسيا، و»جمهورية جنوب السودان» في العام 2011 بعد استقلالها عن شمال السودان الأم. والغريب، أن هذا العالم «المتحضر» لازال يفكّر في كيفية إيقاف «إسرائيل»، بناء مستوطنة في الضفة الغربية، لكي لا يكون عقبةً أمام مفاوضات عبثية بدأت منذ العام 1993 ولازالت دون فائدة! هذه معيبة في حق العالم، والدول القائدة فيه.
وتتضاعف المأساة، عندما نَجِد أن الذي جاء من وراء المحيطات، ودَخَلَ أرضنا، وسَفَكَ الدماء من مذبحة بلدة الشيخ وسعسع ومروراً بدير ياسين وليس انتهاءً بمذبحة أبي شوشة وعشرات المذابح الأخرى، أصبح هذا العدو هو الذي يُحدِّد لنا شروط معركتنا معه، ويُحدِّد لنا أيضاً مَنْ هو الأجدر لنا بمعاداته، حيث أعراقنا وطوائفنا ومذاهبنا، التي يُغطيها دينٌ واحد. هذه هي المأساة.
لقد أصبحت عداوة العرب والمسلمين على دواخلهم وليس ضد أعدائهم، الذين أذاقوهم مرارة التشريد والقتل ونهب الأرض. وبقِي العدو الحقيقي للأمة، يتفرج أمام جنوننا الطائفي. لذا، فإن الجردة الحقيقية، لاستذكار النكسة، ليس فقط أن نتحسَّر على فقدنا أجزاء من أراضينا، بل إن الحسرة الأكثر ألماً، هو تحوَّل جزءٍ منا إلى صيغة من المسخ السياسي والديني والثقافي الهالِك، الذي يرى قتل بني جلدته أولى من أيّ شيء آخر.
إقرأ أيضا لـ "محمد عبدالله محمد"العدد 3925 - الأربعاء 05 يونيو 2013م الموافق 26 رجب 1434هـ
الملحمة الملهاة ليست وليدة اليوم
هذه الفتن والملاحم ليست نجاحها وليد فكرة اليهود وروشليد ووعد بلفور وتواطؤ بريطاني وامريكي بل الحصيف الذي يقرء التاريخ بأمعان هو منذ الاختلاف بين المسلمين حينما عرض عليهم اما تعيين رسول الله للخليفة بعده او .. وصارت احداث السقيفة التى قلبت الموازين تلاها حكم وراثي فملكي عظوظ وتغلغل اطماع الدنيا وتجير واستصدار الفتاوي الدينية ليخدم الحاكم والحاكم من ضعف الدولة الاسلامية يلتمس النجاة لحكمة عند الغرب والى يومنا هذا اصبح كلهم دراويش في يد الامريكان وأوربا وهاتين في يد اليهود . هذه هي القصة .
مشكلت اعداء الامه لا يفقهون ابدأ
والله العظيم كرهتمونا بما تدعون بل الاسلام اهادا دين محمد الدى انزله الله على نبيه كلا والف كلا كفرتم قال رسول الله لا ترجعوا بعدى كفارأ قالوا والعياد بلله كيف يكن دلك يارسول الله قال يحلل المسلم دم اخاة المسلم وكما جاء فى كلام على بن ابى طالب رضوان الله عليه الرجال صنفان ام شبيهأ بك فى الخلق او اخاك فى الاسلام فكلاهما يحرم عليك عدائهما فما حال هاده الامه التعيسه اكلون البشر
الصوره المعكوسه
تحاربون حزب الله وتحتمون بحزب الشيطان الاكبر والله عجبأ لكم كيف تحكمون او اليس الله بأحكم الحاكمين ان حزب الله هم الغالبون وحزب الشيطان هم الخاسرون 82 عندما اجتاح الصهاينه لبنان كنتم خاوين ونائمين على عروشكم و قبل قيام الثوره فى ايران وبعد مجئى الامام الخمينى واستخبر بان هناك فتيه تحارب العدو الاسرائيلى فمد اليهم المال والسلاح ورفع العلم الفلسطينى واحرق العلم الاسرائيلى فى ايران ولكن الاوهام فى رئسك المعفن المنغلق اتريدون ان تطفئؤا نور الله لن تستطيعون ابدأ
ماساة
اصبح العدو هومن يحدد لنامعاركنا ومن نعادي ومن نصادق ....ماشاءالله على عقولنا و ما آلت اليه لا دين ولا عقل لان لا دين لمن لا عقل له
أخ محمد
عدوا عاقل خير من صديق جاهل وهذ الكلام ينطبق علي ايران وإسرائيل والعاقل يحكم
عدونا مشترك
من المؤسف ان اصحاب القضية اقتتلوا فيما بينهم وتركوا العدو الحقيقى ,وبعضهم غير اتجاه البوصلة للشرق بدل فلسطين
sami
احسنت عزيزي محمد وشكرا لعروبيتك واخلاصك
هذه هي المشكلة
المسلمون لن يحرروا القدس ما داموا ينظرون لبعضهم أنهم هم الاعداء دون غيرهم
كل أنواع الكبائر أرتكبت بإسم فلسطين (3)
إيران تبحث عن نصيبها من العكعكة الشرق أوسطية فإذن لا بد من إشراك الخصم التاريخي التركي لضربهم ببعض. اللعبة شارفت على النهاية ... دول أسر من أقلية طائفية تحكم أكثرية ناقمة ... صراع تركي إيراني عربي (ليتركوا الصغيرة إسرائيل وحدها لبعض الوقت) .... حزب الله يجول في سوريا لحماية الأقليات الشيعية و المقامات الدينية... و يصطدم بالتكفيريين و يلعبوا لعبة الفأر و القط حيث لا غالب و لا مغلوب. أعتقد أن هذه ستكون صيغة توافقية ترضي كلا من الأمريكان و الروس.
كل أنواع الكبائر أرتكبت بإسم فلسطين (2)
محصلة الأمر بالنسبة للقوى العظمى (أمريكا - روسيا - أوربا) أن لا شيء جيد يخرج من الشرق الأوسط ... طرد اليهود من أوربا إلى فلسطين لما عاناه الأوربيون من مشاكلهم و عدم إندماجهم ... استغل الأمريكان هذا الشيء ليستعملوا إسرائيل كسرج يمتطوه فإذا هي تمتطيهم بواسطة اللوبي الصهيوني. العرب بالنسبة لأمريكا إذا تركوا هكذا فلن يخرج منهم إلا أمثال بن لادن (يعني أصحاب مشاكل) ... الحل الوحيد ضربهم ببعض و من ثم ضرب إيران بهم و ضربهم بإيران... إيران اكتشفت أن هناك شيء إسمه فلسطين و أرادت إستثماره سياسيا.
كل أنواع الكبائر أرتكبت بإسم فلسطين (1)
رحم الله إمرء عرف قدر نفسه ... إسرائيل ليست عدو ... و الصراع في الشرق الأوسط بين إسرائيل و إيران و العرب و تركيا (برعاية أمريكية روسية) هو صراع من أجل النفوذ و الهيمنة لا من أجل قيم أو مبادئ نبيلة... انتهت أوهام المقاومة و التحرير ... حزب الله قرر تحرير القدس مرورا بالقصير بدلا من مزارع شبعا و حماس خرجت من سوريا و الضاحية الجنوبية و هي تجول هذه الأيام عواصم دول الخليج... عراق بول بريمر اليوم يصنف حسب المحللين الإيرانيين على أنه جزء من محور الممانعة (هكذا سمعت قبل عام من محلل إيراني)