في جلسة سمر جمعت الأكاديمي وعالم الاجتماع التونسي الطاهر لبيب بمجموعة من العاملين في الحقل الاجتماعي، استضافتها «جمعية الاجتماعيين البحرينية»، وبحضور نخبة من المثقفين والمهتمين، تحدث لبيب بحميمية وأريحية عالية، عن تجربته في البحرين كمستشار مؤقت لمشروع ثقافي في البحرين يجري التحضير له بالتعاون مع «اليونسكو». وأشار عن انطباعاته كسائح، ورؤيته كعالم اجتماع، بقوله: «لا أخفي أنني كنت متردداً في قبول هذه المهمة الموكلة لي في البحرين، وأنا الذي تنتابني هواجس مشككة تجاه دول الخليج ومجتمعاتها، فهناك تصوّر مسبق عن هذه المجتمعات التي ننظر وتنظر لها الكثير من المجتمعات العربية الأخرى بأنها مجتمعات تعاني من «الصلف البترولي»، ولكن ما أن وطئت قدماي البحرين -والكلام للطاهر لبيب- وتعمدت أن أضيع في العاصمة المنامة، وأفضل وسيلة لمعرفة المدن هي أن تضيع في أحشائها، حتى اكتشفت أن هناك «خطأ جغرافياً»!
فمجتمع البحرين ليس كسواه من المجتمعات الخليجية؛ فهنا وجدت الكثير من «الانسيابية» في العلاقات الاجتماعية، ولا مكان فيه لـ «الصلف البترولي» كما توهمت، فمجتمع يلقاك فيه الجميع بابتسامة وترحاب صادق، وينسج فيه مثقفوه علاقاتهم معهم بتواضع أنيق، وتتمتع فيه المرأة، والمرأة دائماً هي عنوان يعكس مدى تحضر المجتمع ومبلغ تطور وعيه المدني، بوضع يجعلها في ندية مع الرجل يتلاءم مع إنسانيتها في تقرير شكل حياتها.
في البحرين تجد كل هذا إلى جانب حب الناس للثقافة والأدب، وتعطشهم إلى الأنشطة المرتبطة بهما، ناهيك عن التطور اللافت للحركة الفنية التشكيلية في البحرين وبشكل غير مسبوق، بحيث وضع البحرين في مصاف أبرز الدول التي حققت مستوى متقدماً في الفن التشكيلي على المستوى الدولي.
الطاهر لبيب، صاحب كتاب «سوسيولوجيا الحب أو الغزل» واحد من أبرز المشتغلين في حقول علم الاجتماع، وشهادته عن البحرين نجد «أشباهاً ونظائر» كثيرة لها عند كل من يزور البحرين ويُقدّر له أن يختلط بهذا المجتمع البسيط، المضياف، والتلقائي المتسامح.
كان أول من زار البحرين في القرن الثامن عشر الدنماركي كارستن نيبور (ت 1815) الذي سجّل رسومه وانطباعاته عن جزيرة اللؤلؤ والمياه العذبة التي تطلع من عمق البحر في «عين عذاري». وقد ختم عصر الرحالة الكبار أمين الريحاني (ت 1940) الذي كان يسافر في زمن السفن البخارية من أميركا إلى المنامة، ومن هنا ينطلق صوب نجد، حيث كتب في بطحاء الرياض، سفره الأدبي والسياسي وترك حكاية مغامر من الفريكة يجوب الصحاري ويركب البحار والنوق والخيول، مبشراً بالوحدة العربية التي لم تتحقق.
حين زار الريحاني البحرين في الربع الأول من القرن الماضي، وقف منها موقف المندهش، فقد كان يظنها مجرد «جزيرة صغيرة حقيرة يأوي إليها الصيادون»، أو هي في أحسن الأحوال معبراً للإحساء، لكنه عثر على الجانب المضيء من حياة الناس فيها، ودوّن مشاهداته وذكر أن هذه الجزيرة الوادعة على صغرها، عامرةٌ بمئتي ألفٍ من العرب والأعاجم من الشرق والغرب. ويضيف أثناء حديثه عن مدينة المنامة: «عدد سكانها أربعون ألفاً من العرب والإيرانيين والهنود والأوروبيين، وفيهم المسلم والمسيحي واليهودي والفارسي والهندوسي».
وعندما تحدّث المؤرّخ محمد علي التاجر (ت 1967) عن التنوع الديني في البحرين قال: «وفيهم من المذاهب الإسلامية الشيعة الجعفرية والمالكية والشافعية، وهم من الذين تعرّبوا فيها من أهل فارس، والحنابلة الوهابية وهم الذين استوطنوها من أهل نجد، والأحناف وهم خليطٌ من الإحساء والهنود والأكراد وإسماعيلية الهند ووثنية ويهود العراق وفارس ونصارى العرب والغرب».
هذه البحرين التي كان تغفو على غابةٍ من بساتين النخيل، تصافح أردانها الشواطئية عتبات الموج الأزرق، وقد غاب النخل وأهيل التراب على أزرقها الجميل ضمن ما اندثر من مكتسبات الوطن. كانت سخيةً مع ضيوفها، وحانية – بعض الشيء- على أبنائها، وعبر تاريخها الطويل كانت موئلاً لذوي الطموح وعشاق المغامرة والنجاح، وبفضل موقعها الاستراتيجي الجاذب انصهرت فيها أقوامٌ وأعراقٌ وأديانٌ ومذاهب من بقاع شتى، وكان هذا الثراء والتنوع الجميل يعكس سر الحيوية الاجتماعية التي كان يتسم بها المواطنون والمقيمون على هذه الأرض.
يأتي اليوم من لا يتحدث أبوه وجده بعربية صحيحة دون تكسير أعجمي (والأعجمي كل من ليس بعربي)، ليلمز أهل البحرين ويطعن في أصالتهم وعراقتهم، بل ويحرّض النظام على سحب جنسية وتهجير من لا يتوافق هواهم مع هوى النظام، «وما عشت أراك الدهر عجبا».
الخلاف هنا ليس سياسياً فقط، بل يطال عقوداً بل قروناً من التسامح الاجتماعي الذي عُرف به أهل البحرين، فكأن فبراير 2011 هو القماشة الداكنة التي أزيلت عن «الحقيقة العدوانية» لشعبٍ عرف تاريخه التسامح، ليتحوّل بين عشيةٍ وضحاها إلى شعبٍ متعطشٍ للدم، يحيك المؤامرات ويبحث عن الفتن ليوقظها، ويحضّر لمجازر دامية في حقّ المكون الآخر. إنه الاحتقار لتاريخ وطن.
الطاهر لبيب، الحق أنك أدركت بالمعايشة مجتمعاً هذه حقيقته، شكراً لأنك قرأتنا كما نحن لا كما تشتهي النفوس المريضة.
إقرأ أيضا لـ "وسام السبع"العدد 3923 - الإثنين 03 يونيو 2013م الموافق 24 رجب 1434هـ
إشعال النار والحرائق بدون نار
قد تكون من العلل علة التيلة والفتيله وليس بسر لكن خطير أن الناس ما عاشوا قرونأ من التسامح ولكن قرونأ من الحروب. المشكله ليست في التسامح سماحة الدين قد لا يعترف بها أنها سماحه مادامت كل واحد يقول سامحني بس الآخر لايسامح ويضمر الشر في صدره لغيره. يعني محتاجين من يؤلف ما بينهم هذا من وين بتجيبونه إذا قاعدين ووسطهم إبليس يلاعبهم ويلعب إياهم التيله؟
سياسه أو تجارة حتى بأعضاء البشر
من سياسة الاقتصاد الحر وفتح مجالات للتجارة لتدخل من أي باب. قد تكون حالة من حالات التدهور التي وصلت بجنون العظمة والعظمه مجنونه جاءت بجنون الفقر والبقر وإنفلونزه الطيور والأيدز وقبل أيام نشر عن فيروس خطير يودي بحياة الناس ويقتلهم. طاعون يعني. هل التجارب أم التجارة سبب أو علة ها العالم وقادين يجربون ويغترعون ويبتكرون حروب ومخلفات وإختلافات بين الشعوب ليتقاتلوا ويتذابحوا ويبيعون عليم أسلحه علشان ها السوالف تجار السلاح يهود وسوقهم هذه ما بتخلص الا إذا ها الناس إتذكروا ربهم قال للملائكه أن يسجدوا
على ارضي من يعجز يثبت نسبته لها يشكك في نسبةالآخرن
سيتجاهلون ميثم البحراني وصعصة وابو المكارم سيد هاشم البحراني و النبيه صالح و الشيخ عزيز ليقولوا عن الاصل من احفادهم انت لست من هذه الارض. بل ويشككون ان على هذه الارض سكانا
سيفشلون
لايستطيعون.. للتاربخ رب يحميه
عبرة
قبل فترة قرأت بأن مفكرا زار بائعا على رصيف يعرض الأحجار الكريمة. سأله عن أنواعها. قال البائع: هذا فص للحب. هذا للثروة, هذا للمنصب, هذا لحل المشاكل، هذا لإستجابة الدعاء, و هذا.... ، و هذا.... رد المفكر: لديك كل هذا و لازلت تجلس على الرصيف. مع كل هذا التراث و الأوصاف، لماذا هذا هو الحال؟
جعجعة بلا طحين
ما أكثر الناس ..واقل الانسان -- مخائيل نعيمة