صرح دبلوماسيون بمجلس الأمن الدولي بأن روسيا عرقلت أمس الأول السبت (1 يونيو/ حزيران 2013) إصدار مجلس الأمن الدولي بياناً يعرب عن القلق من الحصار للقوات السورية ومقاتلي حزب الله لبلدة القصير السورية.
وكانت بريطانيا الرئيس الحالي لمجلس الأمن الدولي وزعت مسودة بيان على أعضاء المجلس يبدي «القلق العميق إزاء الوضع في القصير بسورية ولاسيما تأثير القتال الدائر على المدنيين». ويحتدم القتال منذ أسبوعين للسيطرة على القصيرة الواقعة قرب الحدود السورية اللبنانية والتي يقدر عدد سكانها بنحو 30 ألف نسمة. ولابد من الموافقة على بيانات مجلس الأمن الدولي بالإجماع.
وقال دبلوماسي بالمجلس شريطة عدم نشر اسمه أن روسيا أعاقت مسودة البيان قائلة إنه «ليس من المستحسن إصدار بيان لأن مجلس الأمن لم يفعل ذلك عندما سيطرت المعارضة على القصير». وأكد دبلوماسي آخر هذه التصريحات. ويسلط تحرك موسكو لعرقلة البيان الضوء على الهوة العميقة بين روسيا والدول الغربية بشأن كيفية معالجة الحرب الأهلية الدائرة منذ عامين في سورية والتي أدت إلى مقتل أكثر من 80 ألف شخص.
جاء ذلك في وقت صرح فيه نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين السوري، وليد المعلم بأن ما يقوم به الجيش السوري في القصير هو «لتخليص هؤلاء المواطنين من إرهاب المجموعات الإرهابية المسلحة وعودة الأمن والاستقرار لمدينة القصير وريفها»، جاء ذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه المعلم من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بعد ظهر أمس (الأحد) جرى الحديث فيه بشأن الوضع في مدينة القصير، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء السورية (سانا).
وعبّر المعلم عن «استغرابه من تعالي الأصوات بشأن الوضع في القصير في حين لم نسمع هذا القلق عندما استولى الإرهابيون على المدينة وريفها وارتكبوا أبشع الجرائم بحق المواطنين منذ أكثر من 18 شهراً». كما قال المعلم إن السلطات السورية المختصة ستسمح للصليب الأحمر بالتعاون مع الهلال الأحمر السوري بالدخول إلى المنطقة فور انتهاء العمليات العسكرية فيها، بحسب «سانا».
ميدانياً، قُتل تسعة عناصر من القوات النظامية السورية أمس في تفجير انتحاري في دمشق، فيما تستمر العمليات العسكرية في محافظة حمص في وسط البلاد، في وقت توقعت فرنسا إرجاء المؤتمر الدولي المقترح لإيجاد تسوية للأزمة السورية إلى يوليو/ تموز المقبل. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس عن مقتل «تسعة من عناصر القوات النظامية إثر تفجير رجل سيارة مفخخة بالقرب من قسم الشرطة في حي جوبر» في شرق العاصمة. وأشارت «سانا» من جهتها إلى أن «إرهابياً انتحارياً فجر صباح اليوم (أمس) سيارة مفخخة في حي جوبر ما أدى إلى إصابة عشرة مواطنين بجروح، إصابات خمسة منهم خطرة».
في محافظة حمص، نفذ الجيش السوري أمس سلسلة غارات على مدينة القصير التي كان أحكم الطوق عليها مدعوماً من حزب الله خلال الأيام الماضية. واستهدفت الغارات خصوصاً الأحياء الشمالية في المدينة وبعض البساتين وقسماً من قرية الضبعة شمال المدينة التي لاتزال بين أيدي المعارضة المسلحة.
من جهة ثانية، قُتل 28 مقاتلاً من المعارضة السورية الليلة قبل الماضية في معركة في ريف حمص الشمالي، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
العدد 3922 - الأحد 02 يونيو 2013م الموافق 23 رجب 1434هـ